عرفت نتائج جمعية الشلف في الجولات الأخيرة تراجعا رهيبا، خاصّة في ملعب محمد بومزراق بالشلف، الذي سجّل فيه زازو وزملاؤه ستّة تعثرات، ثلاثة تعادلات و ثلاثة انهزامات، آخرها ضد الحراش، ما كلّفهم التموقع في المركز العاشر برصيد 34 نقطة، مُفوّتين بذلك على أنفسهم فرصة اللّحاق بفرق المقدّمة، وصار هذا التراجع يطرح أكثر من علامة استفهام في محيط النادي الشلفي، خاصّة لدى المسيرين والأنصار الذين يبحثون عن الأسباب الحقيقية التي كانت وراء الإخفاقات المُسجلة في الجولات الأخيرة، وعجز التشكيلة على إحراز الفوز حتّى في ملعب محمد بومزراق بالشلف، في وقت كانت الجمعية فيه تحقق في نتائج رائعة داخل القواعد وخارجها، مثلما كان عليه الحال في المواسم الأخيرة. أربع نقاط في سبع جولات أمر مُحيّر وبلغة الأرقام نجد أنّ تشكيلة جمعية الشلف لم تحصد في اللقاءات السبعة الأخيرة، التي لعبتها أمام أمل الأربعاء، سطيف، مولودية العاصمة، القبائل، البرج، اتحاد العاصمة و الحراش سوى 4 نقاط من مجموع 12 نقطة ممكنة، وهي حصيلة سلبية وبعيدة كلّ البعد عن تلك المُسجّلة في الجولات الخمس الأولى من مرحلة الذهاب، التي حصدت فيها الجمعية نتائج جيدة. وتجدر الإشارة إلى أن «الشلفاوة» أصبحوا يعجزون عن الفوز في ميدانهم في مرحلة الإياب، إذ لم يذوقوا طعم الانتصار سوى مرّتين من أصل عشر جولات كاملة، وكان ذلك في مباراة الجولة الأولى من العودة ضد مولودية وهران و كذا ضد أهلي البرج، أين فازت الجمعية بصعوبة كبيرة. البقاء صعب و يتطلّب تضحيات وفي ظلّ هذا التراجع، أصبحت مهمّة «الشلفاوة» في إنهاء الموسم ضمن حظيرة القسم الوطني الأول المحترف، والذي صار هدف الفريق بعدما رهن حظوظه في اللعب على المراتب الأولى، صعبة للغاية بالنظر إلى طبيعة اللقاءات المتبقية من البطولة، والتي ستُواجه فيها فرقا معنية بحسابات نهاية الموسم، على غرار مولودية مولودية بجاية و شباب عين الفكرون، الفريقان اللّذان لم يضمنا بعد البقاء، وهي المعطيات التي تفرض على عناصر جمعية الشلف بذل تضحيات كبيرة في اللّقاءات المتبقية، لحصد نقطة على الأقل و لو في ملعب محمد بومزراق بالشلف تُبقيها في القسم الأول، ومن ثمّ الحفاظ على سمعة الفريق على الأقل، مثلما أكده لنا اللاعب محمد مسعود في الحوار الأخير له معنا. إيغيل مُطالب بإيجاد الوصفة اللاّزمة وفي سياق متّصل، سيكون المدرب مزيان إيغيل مطالبا بتشخيص الداء الذي أصاب فريقه، ومن ثمّ إيجاد الوصفة اللاّزمة لمعالجته قصد العودة إلى الواجهة في اللقاءات المتبقية من البطولة، خاصّة أن الفرصة مواتية لمعالجة النقائص التي وقف عليها في الجولات الأخيرة، رغم أن العودة في حصة أمس كانت مملّة، ما سيسمح للتشكيلة الشلفية بإجراء تحضيرات نفسية أكثر منها بدنية أو تقنية، مع لعب بعض المقابلات التطبيقية قصد تجريب التغييرات التي يعزم التقني الشلفي إحداثها في التشكيلة الأساسية، مثلما كشف عنه في تصريحاته بعد نهاية مباراة السبت الماضي أمام اتحاد الحراش، والتي وجّه فيها انتقادات شديدة للاعبيه، خاصّة عناصر وسط الميدان و لاعبي الخط الأمامي. اللاعبون تحت الضغط وسيناريو الموسم الماضي في الأذهان تسبّب عجز لاعبي جمعية الشلف عن تحقيق الفوز في ملعب محمد بومزراق، في جعلهم يعيشون ضغطا رهيبا، خاصّة في ظل الانتقادات المُوجّهة لهم من طرف المدرب مزيان إيغيل، الذي يُحمّلهم مسؤولية تراجع نتائج الفريق مثلما صرح به بعد نهاية لقاء اتحاد الحراش. وأكيد أنّ الوضعية الحالية تعيد إلى أذهان عناصر النادي ما عاشت في اللقاءات الأولى من مرحلة العودة من بطولة الموسم الماضي، التي سجّلت فيها نتائج كارثية، كانت سببا في رحيل التقني نور بن زكري، وتعويضه بالمدرب الحالي لاتحاد البليدة محمد بن شوية الذي تمكّن من قيادة الفريق بداية من الجولة ال 18 عشر، إلى تحقيق سلسلة من النتائج الرائعة والارتقاء إلى المركز العاشر في نهاية البطولة. … وقادرون على التدارك أمام «الموب» ورغم الضغط الشديد المفروض عليهم، إلاّ أنّ لاعبي جمعية الشلف قادرون على تدارك ما ضيّعوه أمام اتحاد الحراش، بانتزاع نقاط الفوز في مباراة الجولة القادمة أمام مولودية بجاية في ملعب هذه الأخيرة، لأنهم متعوّدون على التألّق بعد كل تعثر في ميدانهم، بالإضافة إلى أنّهم يحسنون التفاوض خارج ملعب محمد بومزراق، حيث فازوا في مقابلتين و تعادلوا في أربع مواجهات من أصل 12 لقاء أجراه أشبال المدرب مزيان إيغيل خارج الديار.