بدأ الموسم الجديد بإتمام برشلونة لصفقة ضم البرازيلي الواعد والماهر نيمار دا سيلفا والذي من المفترض أن يكمل الحلقة المفقودة في الهجوم الكتلوني على الجبهة اليسرى، ومن ثم انتهت مشكلة المدرب بالتعاقد مع الأرجنتيني تاتا مارتينو وكما أشيع بأنه جاء بتوصية من نجم الفريق ليونيل ميسي. انطلق الموسم بإحراز بطولة كأس السوبر الاسبانية على حساب أتلتيكو مدريد، ومن ثم بدأ الدوري وحقق العملاق الكتلوني انتصاراً عريضاً بسباعية نظيفة، تبعها ب7 انتصارات متتالية إلى أن تعثر بتعادل أمام أوساسونا، وهناك في بطولة دوري الأبطال ضمن الفريق التأهل المبكر إلى الدور الثاني، كل شيء كان يسير على ما يرام، من تحقيق بطولة السوبر وتصدر للدوري الاسباني وتأهل في البطولة الأوروبية. ومن ثم وقعت أولى المصائب بإصابة نجم الفريق وهدافه ليونيل ميسي لمدة تجاوزت الشهرين ومنذ أن رجع إلى الملاعب لم يستعد البرغوث مستواه المعهود وعاش البرسا ما تبقى من الموسم بتسعة لاعبين وحارس مرمى ونصف ميسي فقط. كانت إصابة ميسي شعلة نيران المصائب التي انهالت على البرسا، ظروف قاهرة بدأت ولم تنته، فبعد تلك الإصابة جاء دور النجم البرازيلي الجديد نيمار مع قصة شوائب صفقة انتقاله والتي استقال على إثرها رئيس النادي ساندرو روسيل، وهناك في الأفق تلوح قصة ميسي ووالده وتهربهما من دفع الضرائب وما تخللها من محاكم وتهم بالتعامل مع العصابات. وما إن بدأت الجماهير والصحف تنسى قصة صفقة نيمار واستقالة روسيل إلا وأن صعق الجميع بخبر فرض الفيفا لعقوبة المنع من ممارسة أي نشاط في سوق الانتقالات لمدة فترتين، مشكلة لا بد من أنها أثرت على كل لاعب وإداري ومشجع، يرافقها مشاكل أخرى مثل مستوى ميسي الهزيل وإصابة بيكيه وأخيراً تأتي الضربة القاضية بإصابة فيكتور فالديز ومن بعده نيمار. هذا كله ولم نتحدث عن المشاكل العامة مثل ضعف الخط الدفاعي، وتواضع المدرب تاتا مارتينو، لكن وعلى الرغم من ذلك تمكن البرسا بعراقته وتاريخه ولاعبيه وقوته من الوصول إلى ربع نهائي دوري الأبطال والخروج بصعوبة بالغة من مفاجأة هذا الموسم أتلتيكو مدريد، والمنافسة على لقب الدوري حتى اللحظات الأخيرة، والتأهل إلى نهائي كأس الملك والخسارة بصعوبة بالغة أمام ريال مدريد الذي احتاج إلى هدف تاريخي واستثنائي للخروج منتصراً في اللقاء. ما حدث هذا الموسم إن دل على شيء فهو يدل على أن البرسا بخير، فمن يتمكن من المنافسة على جميع الأصعدة رغم كل تلك الطروف القاهرة فهو قادر على الفوز بجميع البطولات في المواسم المقبلة، فمثل تلك الظروف لا تأتِ في كل موسم، ومن يعتبر أن برشلونة فشل هذا الموسم فعليه أن يقرأ تصريح كلويفرت الذي سأستشهد به "لاعبو برشلونة ليسو رجالاً آليين".