واصلت الكأس الذهبية رحلتها لتصل للمحطة الخامسة وتم اختيار سويسرا لاستضافة نسخة 1954حيث تم ترسيم ذلك بالتزكية قبل ذات الموعد بتسع سنوات في اجتماع الفيفا في لكسمبورغ يوم 22جويلية 1946 وهو نفس موعد اختيار البرازيل لتنظيم الدورة الفارطة، ووفرت سويسرا إمكانيات هائلة لإنجاح المونديال وخصصت تسعة ملاعب كبيرة كان أكبرها ملعب بيرن الذي يتسع لحوالي 64 ألف متفرج وباقي الملاعب كانت موزعة على مدن بال ولوزان ولوقانو وجنيف وزيوريخ. المنطق أُحترم في التصفيات وطفل كفيف فصل بين تركيا وإسبانيا انطلقت تصفيات المونديال في 1954 وعكس المرة السابقة، عرفت مشاركة 45 منتخبا خصوصا مع توالي انخراط البلدان في الفيفا تباعا، والمنتخب الإفريقي الوحيد المشارك هو مصر لعب في قارة أوروبا وخرج على يد إيطاليا بعد الهزيمة في القاهرة 1-2 وروما 1-5 ، كما عادت الحياة لمنتخبي ألمانياواليابان بعد الحظر المفروض عليهما في الدورة السابقة وتأهلت ألمانيا دون عناء للنهايات في حين انهزمت اليابان أمام كوريا الجنوبية التي تكون بالتالي أول فريق آسيوي يشارك في المونديال (الهند تأهلت في الدورة الماضية ولم تلعب)،وكانت مجمل نتائج التصفيات منطقية ومتوقعة، لكن أغرب حادثة في التصفيات في اللقاء الفاصل بين تركيا وإسبانيا، فبعد أن فازت إسبانيا في مدريد وردت تركيا بالمثل في اسطنبول وفي اللقاء الفاصل في روما، انتهى اللقاء بالتعادل 2-2 ووقتها لم تكن هناك ضربات جزاء وتم الاحتكام إلى القرعة بجلب طفل إيطالي كفيف لاختيار المنتخب المتأهل ووقع اختياره على تركيا . نظام غريب في النهائيات طبق لأول وآخر مرة بعد اتضاح هوية المنتخبات 16 المشاركة في مونديال سويسرا وهم البلد المضيف والأورغواي حاملة اللقب ،فرنسا، النمسا ،بلجيكا ،تشكوسلوفاكيا، انجلترا ،المانيا الغربية ،المجر ، إيطاليا ،يوغسلافيا ، أسكتلندا ،تركيا ،المكسيك ، البرازيل ،كوريا الجنوبية . وعكس الدورة السابقة التي عرفت انسحابات أخلطت أوراق الفيفا ، فهذه المرة كانت الأمور منظمة أحسن وتم تقسيم المنتخبات بالتساوي على أربع مجموعات ،بالمقابل اعتمد نظام جديد ، حيث تختار الفيفا في كل مجموعة فريقين لا يواجهان بعضهما ، حيث يلعب كل فريق مقابلتين فقط في مجموعته وهذا النظام طبق فقط في دورة سويسرا. البرازيل دخلت بقوة وفرنسا لم تشفع لها موهبة كوبا في المجموعة الأولى، دشنت البرازيل البطولة بأول لقاء ضد المكسيك يوم 16 جوان بجنيف وكانت تريد نسيان نكسة ماراكانا بأي ثمن ولم يصمد المكسيكيون وانهاروا أمام «السحرة» بخماسية نظيفة وفي نفس اليوم، فازت يوغسلافيا على فرنسا بهدف يتيم، سجله ميلوتينوفيتش في الدقيقة 15، وفي الجولة الثانية والأخيرة تعادل البرازيل ويوغسلافيا 1-1 وسجل للبرازيل ديدي ولبرازيل البلقان زيبيك أما فرنسا، فقد ودعت البطولة رغم فوزها على المكسيك 2-3 ولم يشفع لها الهدف الذي سجله نجمها كوبا في الدقيقة الأخيرة وعول الفرنسيون كثيرا قبل الدورة على موهبة ريمون كوبا لكن الهزيمة في أول لقاء ضد يوغسلافيا قضت على كل الآمال. المنتخب المجري سحق الجميع و41هدفا في المجموعة الثانية المجموعة الثانية، كانت الأكثر غزارة من ناحية الأهداف، حيث سجل فيها 41 هدفا في خمس مباريات وهو رقم قياسي، واستطاع المنتخب المجري الذي كان يسمى المنتخب الذهبي بنجومه بوشكاش وكوكسيك وكزيبور وغيرهم من فرض منطقه وافتتح البطولة بسحق كوريا الجنوبية بنتيجة 0-9 وحتى ألمانيا الغربية لم تنج ونالت نصيبها من المجر بنتيجة 3-8 ، وتركيا الوحيدة التي نجت باعتبار أن القرعة جنبتها مواجهة المجر ورغم هذا انهزمت أمام ألمانيا 1-4 وفازت على كوريا الجنوبية 0-7 وتم الاحتكام للقاء فاصل في زيوريخ بين ألمانياوتركيا انتهى لصالح الألمان 2-7 ليرافقوا بعدها المجر للدور الثاني . الأورغواي والنمسا يدا بيد للربع نهائي حامل اللقب الأورغواي بدوره، لم يجد عناء في المرور للدور الثاني رفقة النمسا بفوزين لكل منهما ، حيث فازت النمسا على اسكتلندا 0-1 وتشيكوسلوفاكيا 0-5 أما الأورغواي، فسحقت اسكتلندا 0-7 وتشيكوسلوفاكيا 0-2 فيما لم يتقابل المتأهلان مع بعض بسبب النظام الذي تم شرحه سابقا. أنجلترا ردت الاعتبار لنفسها وإيطاليا غادرت مبكرا المجموعة الرابعة والأخيرة، تأهلت فيها أنجلترا التي ردت الاعتبار لنفسها بعد نكسة الدورة السابقة وتأهلت في الصدارة بعد الفوز على سويسرا 0-2 والتعادل مع بلجيكا ،أما إيطاليا، فخرجت من الدور الأول وخيبت الآمال بعد هزيمتها أمام سويسرا 1-4 في اللقاء الفاصل. حرب بين المجر والبرازيل ولقاء كرة يد بين النمساوسويسرا في الدور ربع نهائي، بدأت الأمور الجدية وتوقع الجميع لقاء ممتعا بين المجر والبرازيل لكن فوق أرضية الميدان، حدثت معارك بين اللاعبين وخرجت الأمور عن نطاقها الرياضي وفاز رفقاء بوشكاش بنتيجة2-4 ، أما اللقاء بين البلد المضيف سويسراوالنمسا فقد علقت عليه الصحافة أنه لقاء في كرة اليد بعد نهايته لصالح النمسا بنتيجة7-5، كما تأهلت الأورغواي على حساب أنجلترا 4-2 وألمانيا على يوغسلافيا 0-2 . حامل اللقب آخر ضحايا المجر وألمانيا بالسرعة السادسة واصل المجريون السير في طريقهم ليضيفوا الأورغواي لقائمة الضحايا بعد فوزهم عليهم في نصف النهائي ب4-2 أما ألمانيا، فسحقت جارتها النمسا 1-6 وتأهلت للنهائي ضد المجر في لقاء غير متكافئ حسب تعليق الصحافة العالمية وقتها . ألمانيا حققت المعجزة وأنهت أسطورة الفريق الذهبي اللقاء النهائي، جرى يوم 4جويلية في بيرن أمام جمهور قياسي وتوقع الجميع فوز المجر بسهولة خصوصا أنها سحقت ألمانيا بثمانية في الدور الأول ورغم الهدفين المبكرين اللذين سجلهما بوشكاشو كزيبور لكن الألمان قلبوا الموازين وسجلوا ثلاث أهداف وحققوا المعجزة وتوجوا بالكأس الخامسة ومازال الألمان لحد الآن يتغنون بهذا الفوز وأنجزوا فيلما ممجدا للحدث اسمه(معجزة بيرن). بوشكاش الأسطورة الذهبية الخالدة إذا كانت ألمانيا، قد فازت بالبطولة فإن أفضل منتخب على الإطلاق في الدورة هو المجر ولا يمكن الحديث عن المجر دون التطرق لأفضل لاعب في الدورة وتاريخ المجر فيرانك بوشكاش المولود يوم 2أفريل1927 ببودابست وبدأ مشواره الكروي في بودابيست هونفد من 43 إلى 56 وريال مدريد من 58 إلى 66 ، وتوفي سنة 2006 وبقي أسطورة خالدة في المجر وحتى لأنصار الريال .