أثناء كأس العالم في البرازيل، تقدمت بلدان الأرجنتينوالسويد والشيلي والمكسيك بطلب استضافة النسخة السادسة ،وتم الفصل لصالح السويد في المؤتمر الذي انعقد في ريو دي جانيرو في جوان 1950 لتكون بالتالي السويد أول وآخر دولة من أسكندنافيا تستضيف كأس العالم، وخصصت السويد 12 ملعبا موزعة على مدن مختلفة أكبرهما ملعبا غوتبورغ وستوكهولم (52 ألف متفرج). إقصاء إيطاليا أبرز حدث في التصفيات انطلقت تصفيات مونديال السويد قبل النهائيات بسنتين في 1956 وهذا بسبب تزايد عدد المنتخبات المنخرطة في التصفيات والذي وصل هذه المرة إلى 55 منتخبا ،كما شهدت هذه التصفيات أول دخول للعملاق السوفياتي الذي تأهل إلى النهائيات على حساب بولندا وفنلندا، أما المنتخب الإيطالي صاحب كأسين عالميين في الرصيد فقد أقصي من التصفيات وتأهل على حسابه منتخب إيرلندا الشمالية ،وكان المنتخب السوداني قريبا من المرور لكن بعدما وضعته القرعة في مواجهة الكيان الصهيوني، قرر الانسحاب وهو نفس ما فعلته أندونيسيا وتركيا لنفس السبب. تنظيم محكم عكس الدورة السابقة بعد الاستياء العام من النظام المتبع في المجموعات خلال دورة سويسرا وتقلص حظوظ الكثير من المنتخبات، قررت الفيفا الحفاظ على دوري المجموعات لكن هذه المرة كل فرق المجموعة الواحدة يلعبون مع بعضهم لتكون الحظوظ متساوية وتم تقسيم المنتخبات ال 16 على أربع مجموعات مع تأهل منتخبين للدور الثاني،وشاركت في نهائيات السويد كل من البلد المضيف وألمانيا الغربية حاملة اللقب،فرنسا،النمسا،،يوغسلافيا،الاتحاد السوفياتي،تشيكوسلوفاكيا،المجر،أنجلترا،ويلز،أسكتلندا،إيرلندا الشمالية،البرازيل،المكسيك،الأرجنتين،الباراغواي. وكانت عملية القرعة مذاعة لأول مرة على التلفزيون وقدمها ليناردهايلاند وسيفن جيرينغ. سيمونسون و ليدهولم أمتعا الجمهور السويدي في الافتتاح في اللقاء الافتتاحي الذي لعب يوم 8 جوان 1958 في سولنا أمام 34 ألف متفرجا، أمتع الفريق السويدي جمهوره ضد المكسيك وصنع نسوج كروية جميلة أكد من خلالها أنه سيكون رقما صعبا في البطولة وفازت السويد 0-3 من تسجيل سيمونسون و ليدهولم لاعبا ميلان الإيطالي . ألمانيا بينت نواياها والأرجنتين بعيدة عن مستواها في المجموعة الأولى، أظهر حامل اللقب المنتخب الألماني نواياه في الحفاظ على لقبه منذ البداية وتصدر المجموعة بعد الفوز على الأرجنتين1-3 والتعادل مع تشيكوسلوفاكيا وإيرلندا الشمالية بنفس النتيجة 2-2 ورافقته للدور الثاني إيرلندا الشمالية الفائزة في اللقاء الفاصل على تشيكوسلوفاكيا 1-2 أما الأرجنتين، فقد ظهرت بمستوى ضعيف عكس ما كان متوقعا وتذيلت المجموعة وغادرت البطولة بعد الخسارة التاريخية أمام تشيكوسلوفاكيا 1-6. فرنسا ويوغسلافيا جنبا إلى جنب في المجموعة الثانية المنتخب الفرنسي بنجومه كوبا وفونتان، استطاع تصدر المجموعة الثانية بأربع نقاط رفقة يوغسلافيا وافتتح الديكة البطولة بفوز عريض على الباراغواي 3-7 ورغم هزيمتهم أمام يوغسلافيا3-2 تصدر الفرنسيون المجموعة بفارق الأهداف. المجر أصبحت كتابا مفتوحا للجميع في المجموعة الثالثة، كانت المجر المرشحة لاكتساح منتخبات المجموعة بفضل منتخبها الذهبي أول منتخب في التاريخ يطبق الكرة الشاملة لكن اتضح خلال الدورة أن أوراق المجريين أصبحت مكشوفة واستطاعت بلاد الغال إزاحة المجر في اللقاء الفاصل 1-2 فيما تصدرت السويد المجموعة بخمس نقاط. سحرة «السامبا» أبدعوا والسوفيات أزاحوا الأنجليز في اللقاء الفاصل استطاع نجوم المنتخب البرازيلي رسم أجمل اللوحات في المجموعة الثالثة وأبدعوا منذ اللقاء الأول الذي دمروا فيه حصون النمسا بثلاثية دون رد وتعادلوا سلبا في اللقاء الثاني ضد أنجلترا وفازوا في اللقاء الأخير على السوفيات 0-2 من تسجيل فافا أما البطاقة الثانية، فلعبت في لقاء فاصل بين الاتحاد السوفياتي و أنجلترا وعادت الكلمة الأخيرة للدب الروسي بنتيجة 0-1 . فرنسا تأهلت برباعية وبيلي سجل أول أهدافه المونديالية في الدور الربع نهائي، دخلت فرنسا بقوة وتجاوزت إيرلندا الشمالية 0-4 في لقاء تألق فيه الأسطورة فونتان وسجل ثنائية أما البرازيل، فوجدت صعوبة في تخطي بلاد الغال حتى جاء الفرج بأقدام الجوهرة بيلي مسجل الهدف الوحيد في الدقيقة ال 66 وهو أول هدف له في المونديال،و تأهلت ألمانيا على حساب يوغسلافيا بهدف نظيف وواصل أصحاب الأرض السويديون مشوارهم وتأهلوا على حساب الروس 0-2 . سولنا شهدت ميلاد الجوهرة السوداء والسويد أزاحت حامل اللقب سيبقى ملعب راسودنا في سولنا شاهدا على التاريخ وبزوغ نجم الأسطورة بيلي يوم 24 جوان في النصف النهائي التاريخي بين البرازيلوفرنسا ويومها تألق الجوهرة صاحب 17 سنة وسجل ثلاثية في المرمى الفرنسي في اللقاء الذي انتهى 2-5 لنجوم السامبا،وفي النصف نهائي الثاني أكدت السويد قوتها وسط جماهيرها وأزاحت الألمان أبطال الدورة السابقة بنتيجة 1-3. غارينشا وبيلي مسحا دموع البرازيليين وأهدوهم التاج الأول احتشدت الجماهير السويدية(50 ألف) لمساندة منتخبها في اللقاء النهائي في سولنا ضد البرازيل وكان هدف السبق الذي سجله السويدي ليدهولم بمثابة محفز للبرازيليين الذين مروا للسرعة الخامسة وفازوا بالنهائي بنتيجة 2-5 وسجل أهداف البرازيل كل من بيلي وفافا هدفين لكل منهما وزاغالو هدف ،وتمكن الجيل الذهبي الجديد لمنتخب السامبا من الفوز بأول كأس عالم و تحقيق حلم الشعب البرازيلي ورد له الاعتبار بعد نكسة ماراكانا قبل ثماني سنوات. الملك بيلي نجم الدورة دون منازع قبل انطلاق مونديال السويد ، راهن الجميع على أن يكون نجم الدورة إما المجري بوشكاش أو أي لاعب آخر ولم يتوقع أحد أن يبرز شاب لم يتجاوز 18 ويجلب لبلاده كأس العالم، بيلي المولود يوم 23 أكتوبر 1940 كان وقتها يلعب لموسمه الثاني في سانتوس وكانت دورة السويد هي بداية بزوغ نجمه وتسجيله لستة أهداف فيها بالإضافة لنسوجه الكروية الخرافية التي نصبته نجم البطولة دون منازع.