بعد أن كانت جميع الدورات السابقة حكرا فقط على بلدان قارتي أمريكا اللاتينية وأوروبا، تعالت أصوات من أجل استضافة المونديال في قارة أخرى وتم هذا خلال أولمبياد طوكيو 1964 حيث تقدمت المكسيك بطلب التنظيم رفقة الأرجنتين وتم الفصل بالتصويت لصالح المكسيك خلال المؤتمر المنعقد يوم 1964 في العاصمة اليابانية طوكيو،لتكون المكسيك أول دولة من أمريكا الشمالية تستضيف المونديال . حرب 100 ساعة بين السلفادور والهندوراس أبرز حدث في التصفيات لا يمكن تخيل أن تتحول مقابلة في كرة القدم إلى حرب بين دولتين تتدخل فيها الجيوش والطائرات ،وهذا ما حدث خلال تصفيات مونديال المكسيك في اللقاء الفاصل بين السلفادور والهندوراس حيث وبعد لقاء الذهاب في الهندوراس تعرضت الجماهير السلفادورية للضرب وفي لقاء العودة يوم 14جويلية 69 في السلفادور الذي عرف فوز السلفادور 3-0 رد السلفادوريين بالمثل وبعدها كان هناك موعد فاصل لمباراة فاصلة في المكسيك وتأهلت السلفادور. ومع نهاية اللقاء كانت الدولتان قد نشرتا قواتهما على طول الحدود بينهما وانتهكت طائرة من هندوراس أجواء السلفادور وأطلقت على كتيبة من السلفادور النيران داخل الأراضي السلفادورية مما أدى لقيام السلفادور بهجوم واسع النطاق ودخلت القوات السلفادورية إلى مسافة 40 كم ولم تسكت الهندوراس و أرسلت طائراتها لضرب العاصمة سان سلفادور وكانت الحصيلة 1200قتيل من جانب الهندوراس و900 من السلفادور كل هذا بسبب الكرة،كما شهدت التصفيات أيضا تأهل المنتخب المغربي لأول مرة على حساب السودان ونيجيريا وشاركت الجزائر في التصفيات لأول مرة وخرجت على يد تونس . ملعب الأزتيك تحفة حقيقية والمناخ أكبر عائق خصصت المكسيك لإنجاح العرس العالمي 5 ملاعب في مدن مكسيكو وبويبلا وليون وغوادالاخاراوتولوكا ،لكن أفضل الملاعب على الإطلاق كان ملعب الأزتيك الذي بني سنة 66 وتتجاوز سعته مئة ألف متفرج،أما العائق الوحيد الذي أقلق المنتخبات المشاركة هو المناخ القاسي في المكسيك، وأجريت عملية القرعة في جانفي70 في مكسيكو بفندق ماريا إيزابيل وتم تقسيم المنتخبات 16 إلى أربع مجموعات كما جرت العادة. منشطا اللقاء الافتتاحي لم يجدا صعوبة في التأهل انطلق مونديال المكسيك يوم 31 ماي 1970 ولعب اللقاء الافتتاحي في الأزتيك بحضور 107 ألف متفرج بين المكسيك والاتحاد السوفياتي وعجز يومها الهجوم المكسيكي على فك شفرة الدفاعات الروسية وانتهى اللقاء بالتعادل السلبي ورغم التعادل إلا أن منشطا الافتتاح فازا في المقابلات المتبقية وتأهلا سويا بخمس نقاط حيث فازت المكسيك على السلفادور 0-4 وبلجيكا 1-0 أما الاتحاد السوفياتي ففاز على بلجيكا 1-4 والسلفادور 0-2 ،فيما ودعت بلجيكا البطولة بنقطتين بعد الفوز على صاحب الفانوس الأحمر السلفادور 0-3 . إيطاليا والأورغواي استرجعا أمجاد الماضي المجموعة الثانية التي لعبت في مدينة بويبلا ضمت إيطاليا و أوروغواي و السويد وإسرائيل وتمكن المنتخب الإيطالي بطل العالم مرتين أن يضفر بالمركز الأول بعد فوزه على السويد بهدف نظيف والتعادل سلباً أمام إسرائيل والأورغواي وحل بطل النسخة الأولى الأورغواي ثانيا بعد فوزه على إسرائيل بهدفين نظيفين وتعادله أمام إيطاليا سلباً الخسارة على يد السويد بهدف نظيف وتأهل بفارق الأهداف على السويد . صراع الكبار في غوادالاخارا اتجهت أنظار العالم إلى مجموعة غوادالاخارا الثالثة التي ضمت حامل اللقب المنتخب الإنجليزي و البرازيل، تشيكوسلوفاكيا، ورومانيا، وقدمت البرازيل مستوى أبهر العالم بقيادة بيلي والقناص جايرزينهو، السيليساو حصدوا العلامة الكاملة 6 نقاط بعد الفوز على تشيكوسلوفاكيا 1-4 وعلى الانجليز 0-1 بعد مباراة مثيرة هي الأفضل في الدورة وتألق فيها الحارس الإنجليزي بانكس وقام بصدة أسطورية لرأسية بيلي وسجل جيارزينهو عليه بصعوبة ،وفازوا أيضا في آخر لقاء على رومانيا 2-3وافتك الإنجليز المركز الثاني بعد فوزهم على رومانيا وتشيكوسلوفاكيا بنفس النتيجة 0-1 فيما ودع منتخبا أوروبا الشرقية المنافسة كما كان متوقعا. المغرب لم يستطع مجاراة رتم البيرو والألمان المجموعة الأخيرة في ليون والتي نشطها المنتخب العربي الوحيد المغرب إلى جانب ألمانيا وصيف الدورة السابقة وبلغاريا والبيرو قوة أمريكا اللاتينية الجديدة وتصدرت ألمانيا بعد الفوز في جميع المباريات بداية بالمغرب 1-2 و بلغاريا 2-5 والبيرو 1-3 وحلت البيرو ثانيا بقيادة نجمها كوبيلاس ثانيا بعد الفوز على بلغاريا 2-3 والمغرب 0-3 ،أما المغاربة ورغم أدائهم الجميل لكنهم لم يستطيعوا مجاراة الكبار واكتفوا بتعادل مع بلغاريا 1-1 بهدف محمود الغزواني. الألمان ثأروا من الإنجليز والطليان أهان أصحاب الأرض الربع نهائي حمل برنامجه لقاء ثأري بين الغريمين أنجلترا وألمانيا بذكريات نهائي الدورة السابقة ولعب الإنجليز بدون حارسهم بانكس وهو ما استغله رفقاء بيكنباور مسجل الهدف الأول للألمان الفائزين 2-3 وردوا الدين بعد أربع سنوات ،كما فازت البرازيل في لقاء قوي على البيرو التي وقفت الند للند رغم خسارتها 2-4 كما استغل المنتخب الإيطالي ابتعاد المكسيك عن ملعبها الأسطوري وفازت عليها في تولوكا بنتيجة 1-4 في لقاء تألق فيه القناص ريفا و تأهلت الأورغواي على الاتحاد السوفياتي 0-1. السيليساو حسموا معركة الأورغواي وإيطاليا بشق الأنفس في النهائي النصف النهائي عرف مباراتين قويتين الأولى في غوادالاخارا بين البرازيل والأورغواي ورغم تقدم الأورغواي بهدف كوبيلا إلا أن بيلي ورفاقه فرضوا منطقهم وحسموا المعركة لصالحهم 3-1،وفي القمة الثانية في الأزتيك بين إيطالياوألمانيا لم تتضح الرؤية فيها إلى غاية الدقيقة 111 لما سجل جياني ريفيرا الهدف الرابع وأهل إيطاليا بصعوبة للنهائي 3-4. البرازيل هيمنت بالطول والعرض واستعادت التاج الثمين اللقاء النهائي يوم 21 جوان 70 في الأزتيك أمام 107 ألف متفرج سيطر فيه سحرة السامبا على الإسكوادرا ودكوا شباك الحارس الايطالي ألبيرتوزي أربع مرات بأقدام بيلي وجايرزينهو و جيرسون وكارلوس ألبيرتو لينتهي اللقاء بفوز البرازيل 1-4 وسط فرحة عارمة في ملعب الأزتيك وتم حمل بيلي على الأعناق في آخر مونديال له أعاد فيه الكأس إلى خزائن البرازيل من جديد. جايرزينهو القناص مترجم إبداعات بيلي إلى أهداف إذا كان لقب هداف الدورة قد عاد للألماني ميلر فإن هداف السيليساو وأحد مهندسي البطولة الثالثة هو جايرزينهو صاحب السبعة أهداف في الدورة الذي استطاع استغلال التمريرات الحاسمة من بيلي ونجوم الوسط،ولدجايرزينو سنة 1944 وحمل ألوان عدة أندية أبرزها بوتافوغو و كروزيرو واعتزل سنة 1983.