تحول ليل وهران إلى نهار بعد إعلان الحكم الكولومبي عن نهاية المواجهة، حيث تم إشعال " الفيميجان" في كل مكان و تحول " سكون" المدينة إلى صخب كبير عندما امتزجت " زغرودات" النسوة بأبواق السيارات، في أجواء لم تعشها " الباهية" منذ ليلة أم درمان التاريخية، حيث رقص و غنى الكبير و الصغير الشاب و الشابة بشكل عفوي ولوّن الكل جسدهم بألوان العلم الجزائري، في ليلة تاريخية رفعت علمنا عاليا في سماء بلد "الصامبا". كما أنسى ذلك الفوز المقصيين من السكنات الاجتماعية خيبة أملهم و حوّل كرهم وفرهم طول النهار مع رجال الأمن إلى عرس كبير صنعوا أجواءه بتنظيمهم لمواكب من سيدي الهواري، الصنوبر، قامبيطا، بلاطو، الحمري ومختلف شوارع و أحياء وهران، على وقع الأغاني الرياضية التي يحفظها الكل عن ظهر قلب، لتهدأ الأمور نسبيا مع اقتراب عقارب الساعة عند الواحدة صباحا لتكون الوجهة بعدها للكثيرين لبعض المقاهي التي تعمل في الليل و كذا مختلف محلات بيع المثلجات ليفتح المجال أمام التحاليل و النقاشات على أمل أن تستمر هذه الاجواء لأيام أخرى خاصة و أن الشهر الفضيل على الأبواب. التموشنتيون خرجوا في احتفالات كبيرة لم تمر سوى دقائق معدودات على صافرة الحكم الكولومبي حتى تحولت شوارع عين تموشنت إلى كرنافال احتفالي أخضر كبير استعملت فيه مكبرات الأصوات و منبهات السيارات التي تزينت بالأعلام الوطنية ليجتمع الجميع أمام مقر حي 1000 مسكن الذي اعتاد على مثل تلك المناسبات كلما ربح المنتخب الجزائري لقاءاته أو حتى الفريق المحلي السيارتي أين تغنى الكل بحياة الكوتش حاليلوزيتش و كافة اللاعبين محللين اللقاء كل على طريقته لتجتمع آراء هؤلاء لأول مرة على المردود الجيد لكافة لاعبي الخضر الذين أدوا مواجهة كبيرة لتتواصل الاحتفالات إلى ساعات متقدمة من صبيحة أمس الإثنين. مدينة الشلف لم تنم أول أمس أثلج المنتخب الوطني صدور محبيه في مدينة الشلف بتحقيقه لفوز بثلاثية جميلة، حررتنا من شك تسرب إلينا بعد الهزيمة الأولى ضد منتخب بلجيكا في نهائيات كأس العالم، ليطلق "الجوارح" بعد المباراة العنان لأنفسهم بالصراخ والتهليل والغناء والرقص لساعات صباح اليوم الموالي الممزوج بالطبل والمزامير، فلا يصل مسامعك إلا "وان تو ثري فيفا لالجيري" .. تُردّد وتُعاد. الطرقات أغلقت تماما بسبب ضغط سيارات مناصري المنتخب الوطني.. ولم يجد الشباب إلا أن يصعدوا فوق السيارات ويصنعوا مشهدا سيبقى حتما عالقا في الأذهان مطولا.. "المحارق" والألعاب النارية كانت حاضرة والنسوة من أعلى الشرفات يطلقن الزغاريد.. هي صورة سهرة أول أمس في شارع ابن باديس وسط مدينة الشلف والتي جعلتنا نتنفس الصعداء و نحلم بالمرور إلى الدور المقبل، ألوان الراية الجزائرية بكل مقاساتها طغت على السيارات وشرفات المنازل وسط مدينة الشلف إلى غاية صبيحة أمس، ومباشرة عند انقضاء صلاة المغرب في مدينة الشلف انفض الجميع من حول الإمام وهم غير متأكدين بأن المنتخب الوطني متفوق بنتيجة هدف لصفر، مثلما يقوله المناصر ياسين سعدود: "لا أحد من الناس اشتكى الفوضى الليلية أول أمس، فالكل شارك فيها ولو من بعيد وهو يشاهد فرحة الأنصار، في محطات المواصلات ، المقاهي ، الشوارع وفي كل مكان فلا حديث إلا عن فوز المنتخب الوطني". مقهى "كباش" بعين الدفلى تحولت إلى مدرجات بالأعلام الوطنية أما في وسط مدينة عين الدفلى المجاورة لمدينة الشلف، فبعد حالة من السكون التي توقفت فيها القلوب بعد الهزيمة الأولى لزملاء فيغولي في اللقاء الأول ضد المنتخب البليجيكي عاد الحماس لتهتز النفوس على وقع الفرحة الكبيرة وفي أجواء ساخنة جدا سهرة أول أمس، فالشوارع والطرق اكتظت بالمواطنين؛ الرجال والنساء، مباشرة بعد إعلان الحكم عن نهاية المباراة. كما تزينت المحلات، المطاعم، المقاهي وحتى شرفات المنازل بالألوان الوطنية، وظل الجمهور الذي عجت به الطرقات يردد مختلف الأغاني التي تمجّد وتثني على الفريق الوطني، خاصة عبارة "وان، تو، ثري، فيفا لالجيري"، فمقهى السعيد كباش بعين الدفلى أين يشاهد محبي الفريق الوطني المقابلة على "داتاشو" كان يشبه مدرجات ملعب الكرة، فالكل يتابع باهتمام مقابلات المنتخب الوطني خاصة كأس العالم. تلمسان عاشت أفراح أم درمان بعد نهاية المباراة الثانية من المونديال أمام المنتخب الكوري لصالح "الخضر" برباعية كاملة مقابل هدفين، عاشت مدينة تلمسان بمختلف مناطقها ليلة بيضاء حيث أطلق الجميع العنان لبداية الأفراح في الشوارع والطرقات في سيناريو شبيه بما فعله رفقاء رفيق حليش بملعب أم درمان، وقد خرج الكبير قبل الصغير من نساء ورجال إلى درجة أن مزامير الشاحنات الكبيرة دوّت هي الأخرى إلى ساعات متأخّرة من الليل ولسان حال الجميع يقول" نريدها فرحة أكبر بالتأهل إلى الدور الثاني" في سابقة هي الأولى من نوعها وهذه المرة على حساب الكرة الروسية التي كانت مرجعا لأجيال الثمانينيات. "العقارب" لبسوا ثوب "محاربي الصحراء" والرباعية "تفجر" سيدي بلعباس انفجرت شوارع مدينة سيدي بلعباس سهرة أمس الأول فرحا وابتهاجا بالنصر المحقق من قبل "الخضر" على حساب المنتخب الكوري بطريقة أوحت بحدة الضغط الذي عاش على وقعه محبو المنتخب الوطني منذ الهزيمة الأولى في مونديال البرازيل على يد "الشياطين الحمر" إذ شهدت كل أنحاء المدينة والولاية فرحة هستيرية اختلط فيها "الجنون" بدموع الفرح وسط اجتياح كلي للمناصرين من الجنسين ومن شتى الأعمار إلى نقطة الالتقاء الجماعي أي "ساحة كارنو" بوسط المدينة. كانت الأعلام الوطنية قد رفرفت في كل مكان وما زاد من رونقها ألسنة اللهب المنبعثة من الألعاب النارية وسط أهازيج "وان تو ثري" وزغاريد النسوة التي تعالت من الشرفات في الوقت الذي كانت في الجهة الجنوبية من المدينة على موعد مع حفل ساهر يدخل ضمن فعاليات ليالي مهرجان أغنية الراي أين أبدع كل الفنانين في تأدية الأغاني الرياضية خاصة الشاب توفيق الذي أشعل مدرجات الإخوة عماروش. وكانت أحياء "فيلاج الريح" ، "قمبيطا" ، "ماكوني" ، " سيتي ميمون" ، لا بريمار" وطريق الغزلان هي الأخرى على موعد مع مواكب طويلة لسيارات محبي "محاربي الصحراء" أين أسقطت الفرحة كل قوانين المرور قياسا بالهستيريا والفرحة العارمة التي خلفها الظهور المشرف والفوز الغالي لأشبال وحيد حاليلوزيتش وذلك إلى غاية الساعات الأولى من صبيحة يوم أمس الإثنين. يذكر أن أعدادا غفيرة جدا من الأنصار تابعت لقاء الجزائر – كوريا الجنوبية أمام الشاشة العملاقة التي نصبت عند مدخل المسرح الجهوي لسيدي بلعباس وهو ما حول ساحة "كارنو" إلى نقطة صراع مع الضغط والحمى والهستيريا طيلة ال 90 دقيقة الأخيرة.