عاشت، ليلة أول أمس، مدن ولاية تيزي وزو أجواء من الحماس والبهجة لا توصف؛ تعبيرا عن الفرحة بتحقيق المنتخب الوطني إنجازا تاريخيا بتأهله إلى مونديال البرازيل، بعدما تجاوز أول أمس عقبة منتخب بوركينافاسو بالفوز عليه بهدف دون مقابل، في المواجهة التي احتضنها ملعب مصطفى تشاكر بالبليدة، ليأتي التأهل بأقدام قائد الفريق مجيد بوقرة. فبعد حالة من السكون التي توقفت فيها القلوب والعقول للحظة، عندما كان الكل يتابع هذه المباراة بالمقاهي والأماكن العمومية التي شهدت اكتظاظا وإقبالا كبيرين للكبار والصغار بينما تابعت النساء اللقاء بالمنازل، عاد الحماس لتهتز على وقع الفرحة الصاخبة وفي أجواء ساخنة جدا، الشوراع والطرق التي اكتظت بالمواطنين؛ الرجال والنساء، مباشرة بعد إعلان الحكم عن نهاية المباراة. ولقد تزينت المحلات، المطاعم، المقاهي وحتى شرفات المنازل بالألوان الوطنية، وظل الجمهور الذي عجت به الطرقات يردد مختلف الأغاني التي تمجّد وتثني على الفريق الوطني، خاصة عبارة ”وان، تو، ثري، فيفا لالجيري”، كما أطلقت النساء العنان لحناجرهن بالزغاريد، حيث لم تنم العائلات في ظل هذه الأجواء إلا في ساعات متأخرة.فرحة عارمة لا توصف أعادت إلى الأذهان ملحمة أم درمان التي كان الاحتفال يومها عظيما، وسيظل خالدا في الذاكرة، حيث خرج ليلة أول أمس سكان مدن الولاية الكبار والصغار، وشكلوا مواكب من السيارات والشاحنات المزيَّنة بالألوان الوطنية وجابوا شوارع المدن؛ للتعبير عن فرحتهم بالنجاح الكبير الذي حققه رفاق الحارس محمد الأمين زماموش، والذي مكّنهم من اقتطاع تأشيرة المرور إلى كاس العالم 2014، حيث لم يمنع البرد القارس والأمطار الغزيرة المتساقطة الجمهور القبائلي من الخروج إلى الشارع؛ للتعبير عن فرحته بهذا الفوز، الذي سمح لرفاق اللاعب مجيد بوقرة بالانضمام لكوكبة المنتخبات التي ستمثل القارة السمراء في العرس الكروي العالمي هذا العام، لتكون الجزائر حاملة راية العرب، البسمة الوحيدة للعالم العربي اليوم. وتواصل الاحتفال بالولاية صبيحة أمس بمغادرة التلاميذ لمقاعدهم الدراسية، إذ خرجوا إلى الشوارع معبرين عن فرحة تأهل الجزائر للمونديال؛ حلم تحوّل إلى واقع؛ حيث أبى التلاميذ أن يفوّتوا الفرصة للاحتفال بطريقتهم، وغصّت الشوارع واشتعلت بفضل وفاء محاربي الصحراء لوعودهم بتحقيق الفوز.