بينما أصبح المنتخب الألماني لكرة القدم حديث المدينة من خلال الفوز الكاسح 7/1 على نظيره البرازيلي في الدور قبل النهائي لبطولة كأس العالم 2014 بالبرازيل ، يرغب الفريق في كتابة التاريخ من خلال الفوز باللقب العالمي الرابع أكثر من حصر إنجازه على إلحاق أكبر هزيمة بالمنتخب البرازيلي في التاريخ. ونال المنتخب الألماني إشادة بالغة بعد الفوز الكاسح على أصحاب الأرض مساء أمس الثلاثاء كما كان الأداء الراقي للفريق في المباراة سببا في أن يتصدر الترشيحات للفوز بالمباراة النهائية يوم الأحد المقبل بغض النظر عن المنافس الذي سيتحدد مساء اليوم من خلال المباراة الأخرى بالمربع الذهبي والتي تجمع المنتخبين الأرجنتيني والهولندي. وكتب آرنه فريدريش مدافع المنتخب الألماني سابقا ، على موقع "تويتر" للتواصل الاجتماعي عبر الانترنت ، "منافسونا لن يناموا جيدا عشية المباراة النهائية" في إشارة إلى أن الفوز الكاسح على البرازيل يمثل إنذارا قويا للمنافس الذي سيلتقي الفريق الألماني في النهائي. وقال أسطورة كرة القدم الأرجنتيني دييجو مارادونا "المنتخب الألماني مرعب". وكان مارادونا حاضرا في الملعب عندما توج المنتخب الألماني بآخر ألقابه الثلاثة السابقة في بطولات كأس العالم وذلك في مونديال 1990 بإيطاليا حيث تغلب على المنتخب الأرجنتيني في النهائي. ومنذ ذلك الحين ، وصل المنتخب الألماني للنهائي العالمي مرة واحدة فقط وذلك في مونديال 2002 بكوريا الجنوبية واليابان ولكنه خسر أمام المنتخب البرازيلي. وأصبح يواخيم لوف المدير الفني للمنتخب الألماني ولاعبوه الآن أمام فرصة ذهبية لاستعادة أمجاد الماضي. ويأمل لوف ولاعبوه ألا يجذبهم الفوز الكاسح على البرازيل في المربع الذهبي ويبعدهم عن التركيز في هدفهم الحقيقي وهو رفع كأس البطولة يوم الأحد المقبل في استاد "ماراكانا" الأسطوري في ريو دي جانيرو. وقال توني كروس ، الفائز بجائزة أفضل لاعب في مباراة الأمس ، "ما من أحد أصبح بطلا بالفوز في الدور قبل النهائي". وأكد المنتخب الألماني أن النهائي الثامن في تاريخه بالمونديال ، والذي سيخوضه يوم الأحد المقبل ، سيكون مباراة مختلفة تماما. وقال لوف "فزنا في هذه المباراة (على البرازيل) ، نحن في نهائي كأس العالم وأمام منافس مختلف". ورغم سعادة الفريق واحتفاله بالفوز الكبير في مباراة الأمس ، يدرك المنتخب الألماني أن النجاح في كرة القدم متقلب ويمكن أن يختلف من مباراة لأخرى حيث بدأ الفريق مسيرته في البطولة بفوز ساحق4 / صفر على المنتخب البرتغالي وبدا الأداء صلدا رائعا ولكنه تعادل بصعوبة بالغة 2/2 مع نظيره الغاني في المباراة التالية ثم فاز بصعوبة أيضا على نظيره الأمريكي 1 / صفر في المباراة الثالثة له بالمجموعة السابعة في الدور الأول للبطولة. كما عانى المنتخب الألماني كثيرا في دور الستة عشر وحقق الفوز على نظيره الجزائري 2/1 في الوقت الإضافي بعد انتهاء الوقت الأصلي بالتعادل السلبي. وقال توماس مولر نجم المنتخب الألماني "مثلما قيل تماما بأننا انتهينا بعد مباراة الجزائر. الآن ، سننال الإشادة التي ترفعنا لعنان السماء". والشيء الوحيد الذي يمكنه أن يحول لاعبي هذا الجيل الرائع للمنتخب الألماني إلى أيقونات كروية هو الفوز بلقب المونديال ، والحقيقة أن الفريق عازم على تحقيق هذا. وأصبح لكل من ميروسلاف كلوزه وتوماس مولر الأداء لأسطوري الذي يحفزهما في النهائي حتى وإن كان إنجاز أي منهما نابعا من أداء الفريق بأكمله. وسجل كلوزه /36 عاما/ أمس الثلاثاء هدفه السادس عشر في بطولات كأس العالم لينفرد بلقب الهداف التاريخي للمونديال بفارق هدف واحد فقط أمام النجم البرازيلي المعتزل رونالدو. وإذا سجل كلوزه مزيدا من الأهداف في النهائي يوم الأحد المقبل ، ستزداد أسطورته بريقا. وفي المقابل ، يسير مولر بخطى رائعة حيث نجح وهو في العشرين من عمره أن يتوج هدافا لبطولة كأس العالم الماضية عام 2010 بجنوب أفريقيا برصيد خمسة أهداف. وفي المونديال الحالي ، سجل مولر /24 عاما/ حتى الآن خمسة أهداف ليحتل المركز الثاني في قائمة هدافي البطولة بفارق هدف واحد فقط خلف الكولومبي جيمس رودريجيز مما يجعل مولر مرشحا بقوة لإحراز جائزة الحذاء الذهبي نلهداف البطولة ليتوج هدافا للبطولة للمونديال الثاني على التوالي. ويستطيع مولر خوض البطولتين التاليتين أيضا لكأس العالم وقد يخوض نسخة ثالثة مقبلة أيضا في البطولة إذا استمر في اللعب حتى يصل لنفس سن كلوزه حاليا. ووصف المدرب لويز فيليبي سكولاري المدير الفني للمننتخب البرازيلي ما حققه المنتخب الألماني في البطولة الحالية بأنه "ايقاع رائع" للمنتخب الألماني كما وصف كافو القائد السابق للمنتخب الألماني بأنه "درس خططي وفني" . ولكن المنتخب الألماني يحرص على الاحتفاظ بهدوئه وسكينته من أجل صناعة التاريخ بإحراز اللقب العالمي الرابع حتى وإن كان الفوز الكاسح على البرازيل سيظل ماثلا في الأذهان لعقود طويلة.