جاء تعيين المدرب الفرنسي كريستيان غوركيف كمدرب أول للمنتخب الجزائري بصفة رسمية ساعات فقط بعد تمكن رفقاء فيغولي من تحقيق حلم الجزائريين والمرور إلى الدور الثاني، تعيين يراه الكثير من المتتبعين بأنه غير متجانس من باب أن الخضر الآن يستحقون مدربا كبيرا وليس مدربا مجهولا لا يملك المؤهلات الكافية للإشراف على العارضة الفنية لمنتخب يكبر باستمرار، تعيين مدرب نادي لوريون السابق شبهه الكثيرون بتعيين كفالي سنة 2006 على رأس الخضر في وقت انتظر الجميع اسم كبير له تاريخ واسم في الساحة الكروية العالمية. الفاف أصبحت مقتنعة بأن الخضر من يصنعون المدرب انقلبت الآية الآن في بيت الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، ففي الوقت الذي يتفق الجميع أن المدرب يصنع المجموعة ويضع بصمته في تكوين فريق تنافسي، تقر الفاف أن المنتخب الجزائري هو الذي يصنع اسما للمدرب بتواجد لاعبين مميزين ويملكون تكوينا أوروبيا وينشطون في بطولات قوية، غوركيف مثله مثل كفالي لا يمتلك سيرة ذاتية تشجع على التعاقد معه كمدرب للمنتخب الذي لم يسبق أن عمل معه من قبل إلا أن الفاف أصرت على التعاقد معه والاستفادة من نقطة قوته المعروف بها وهي الجانب التكتيكي والانضباطي في الأندية التي دربها وتزكيته من مدربين كبار. حاليلو، كفالي وغوركيف بنفس المؤهلات قد يقول البعض أن ما قدمه المدرب البوسني وحيد حاليلوزيتش للخضر كبير جدا بمرورهم إلى الدور الثاني لأول مرة في تاريخ مشاركاتهم المونديالية وأنه فعل ذلك نظرا لمؤهلاته التدريبية الكبيرة، وهو أمر ليس بالضرورة صحيح فحاليلو الذي تأهل مع الجزائر هو نفسه حاليلو الذي قاد أرمادة نجوم كوت ديفوار ولم يحقق شيئا، سيرته الذاتية لم تتغير بين المنتخبين ولا قدراته ولكن تغيرت الظروف المحيطة به بامتلاك المنتخب لاعبين يبحثون عن التألق وصنع اسما له ولبلدهم وهو حال كفالي الذي جاء للخضر بسيرة ذاتية مفلسة ولم ينجح لأن ما تمتلكه الفاف من إمكانيات مادية ويمتلكه المنتخب من لاعبين لم يكن متوفرا في عهد كفالي، ليبقى شريكهم في السيرة الذاتية الفقيرة غوركيف في رواق جيد ويمكنه النجاح يصنع له المنتخب الجزائري اسما هو الآخر بين مدربي المنتخبات.