يكون رئيس الفاف قد تناول أمس وجبة العشاء مع المدرب الفرانكو- بوسني وحيد حاليلوزيتش في باريس قبل ترسيم استقدامه للمنتخب الوطني خلفا لبن شيخة المخلوع، وبذلك يكشف رئيس الفاف بأنه ماض في خارطة الطريق التي وضعها بعد هزيمة مراكش، أي استقدام مدرب أجنبي بهدفين رئيسيين تأهل الخضر إلى كأس إفريقيا 2013 وكأس العالم 2014 . وإذا كان الكثيرون توقعوا تراجع روراوة في الإستراتيجة المختارة بعد خطاب رئيس الحكومة أحمد أويحيى، فإن الواضح أن الرجل الأول في قصر دالي براهيم مصمم على تطبيق فكرته من باب أنه لا يوجد بالجزائر مدربون مؤهلون لقيادة منتخبنا الوطني. فقبل رحيل سعدان كان الكثير من المتخصصين يخشون الفراغ الذي سيتركه الشيخ بحكم أن البطولة الجزائرية لم تعد تنجب لاعبين كبارا ولا حتى مدربين كبارا، ليس لغياب التقنيين الحاملين للشهادات، وإنما لغياب المقاييس الموضوعين للحكم على مدربينا، فقد شوّه المسيرون صورة التقنيين للاستحواذ على النتائج الفنية وفي كل هزيمة توجّه أصابع الاتهام إلى المدربين، و بكل انتصار يقولون بأنهم اشتروا الخصم أو الحكم، وبالتالي غابت كل المقاييس التي تجعلنا قادرين اليوم على تقييم أي مدرب. من جهة ثانية، وعدا مدربا أو اثنين سبق وأن قادا الخضر إلى أعلى مستوى، فإن الجزائر لم تنجب تقنيين كبار منذ أكثر من عشرين سنة تقريبا بسبب ضعف الأندية التي لم تتألق قاريا، وبالتالي لم يكسب مدربونا الخبرة الدولية التي تؤهلهم لقيادة العارضة الفنية لمنتخب بحجم الخضر، وهو عائق لا يتحمله المدربون بشكل مباشر. ولعل الخطأ الذي يمكن أن يتحمل جزءا منه الشيخ سعدان هو عدم دمجه لعدد أكبر من المدربين المحليين كي يكسبوا منه ومعه الخبرة الدولية في تسيير التربصات والتخطيط وكذا تسيير المجموعات ، فقد كانت الفرصة مواتية طوال الثلاث سنوات التي قضاها الشيخ على رأس الخضر، كي يتهيّأ مدربان أو ثلاثة لخلافته، فالتاريخ كشف بأن سعدان نفسه كسب الخبرة والتجربة مع مخلوفي ورايكوف وروغوف ومعوش قبل أن يتولى هو بنفسه قيادة المنتخب بسنتي 85 و86 ، لكن وللأسف أصبحت الجزائر ب33 مليون نسمة وبآلاف التقنيين من خرّيجي الجامعات، عاجزة ليس عن تقديم لاعب دولي واحد، بل ولا يوجد بها مدرب واحد يقود المنتخب الوطني. عدلان حميدشي هذا البريد الإلكتروني محمي من المتطفلين و برامج التطفل، تحتاج إلى تفعيل جافا سكريبت لتتمكن من مشاهدته