تبقى حرب الزعامة سيّدة الموقف في فريق مولودية وهران، فمهما تغيّر الأشخاص والمسيرين يبقى الفريق يعيش في كلّ مرة حرب زعامة بين بعض الأطراف، ورغم أنّ بلحاج أحمد هو الرجل القوي بفريق مولودية وهران، بحكم تسلّمه قيادة الفريق الأول، إلاّ أنه يبدو أنّ هناك رجلا ثانيا يزاحمه بطريقة أو بأخرى على تزعّم الفريق ويتعلّق الأمر برئيس النادي الهاوي، الطيب محياوي، وهذا ما هو ظاهر من خلال تصريحات بلحاج أحمد غداة هزيمة الفريق الأولى في البطولة بملعب أحمد زبانة ضد شبيبة القبائل، مُشيرا إلى أنّ السيناتور يقوم بالتشويش عليه في العمل الذي يقوم به على رأس الفريق، حيث صرّح لنا بالحرف الواحد ومن دون مقدّمات في شأن الرئيس الأسبق للفريق:»على محياوي أن يلزم مكانه ولا يُشوّش على عملي وعمل الفريق على العموم، وعوض أن يقوم بعمل الكواليس القذر، عليه أن يهتمّ ويعتني بالنادي الهاوي الذي يترأّسه وكذلك أن يُمثّل الشعب أحسن تمثيل في مجلس الأمة، عليه أن يهتمّ بمشاكل المواطنين عوض الاهتمام بالتشويش على عملي بالفريق». كلام، بلحاج أحمد كان واضحا، مُؤكدا من خلاله أن العلاقة بين الرجلين ليست «سمنا على عسل» وأنه من دون أدنى شك هناك حرب زعامة بين الرجلين على رأس الفريق. «يقوم بتحريض الأنصار في وجبات الغذاء ليكسّروا المقاعد في الملعب» كان اتّهام بلحاج أحمد واضحا اتجاه رئيس النادي الهاوي وقد ذهب إلى أبعد من ذلك، حين أشار إلى أن الطيب محياوي يقوم بتحريض الأنصار ضدّه ، كما أنه يقوم بعمل الكواليس، مُتّهما إياه بتحريض الأنصار على التشويش عليه :» مند مدة وهو يقوم بعمل الكواليس، وبعد أن سكتتُ طيلة هذه المدة قرّرت أن أخرج عن صمتي لأن السيل بلغ الزبى، خاصّة بعد أن وصل به الأمر إلى دعوة عدد من الأنصار إلى وجبات الغذاء والعشاء لتحريضهم على التشويش على الفريق وتكسير المقاعد بملعب احمد زبانة، وهذا أمر لا يعقل عن رجل ينتمي إلى غرفة مجلس الأمة وهو رئيس سابق للفريق و رئيس حالي للنادي الهاوي، من المفروض أنه يحتكم للعقلانية ويساند الفريق وليس العكس، خاصّة وأنه سبق من قبل وأن عاش نفس المشكل عندما كان على رأس الفريق، تصرّفاته لا تشرّفه بتاتا وأنا أتأسّف لذلك». «أنتظر دائما إعانة الدولة من محياوي» يبدو جيدا أن قطرة الماء التي أفاضت الكأس، ليست الهزيمة الأولى التي مني بها الفريق بملعب أحمد زبانة، ضد شبيبة القبائل وإنّما عدم منح رئيس النادي الهاوي ما يخوله القانون شرعا من إعانات الدولة، حيث دخلت إعانة الدولة للنادي الهاوي لكنها لم تبلغ النسبة التي هي من حق الشركة الرياضية للنادي الهاوي :» لا يكتفي محياوي بالتشويش على العمل الذي أقوم به على رأس الفريق، بل وصل به الأمر إلى حرمان الشركة الرياضية من إعانة الدولة، التي يتمّ تحويلها للنادي الهاوي والتي تحوّلها للشركة الرياضية ولغاية الآن لم يمنح لي أي سنتيم لأبقى أسيّر الفريق بمالي الخاص». «ليردّ لي أموالي وسأترك له الفريق بما حمل» يرى «بابا» في مناورات السيناتور نية في تعويضه على رأس الشركة الرياضية ولو أنّه قانونيا لا يستطيع القيام بذلك، في الوقت الراهن، لغاية نهاية سنة 2015، يعني لغاية نهاية ولايته في مجلس الأمة: «إن أراد محياوي أن يأخذ مكاني على رأس الفريق فالأمور بسيطة، فليردّ لي أموالي التي صرفتها على التشكيلة منذ البداية وليأخذ الفريق بما حمل، لكن أن أقوم بعمل كبير وأصرف من مالي الخاص و يأتي هو ليشوّش ويأخذ الفريق بالمجّان، فهذا لن أقبله بتاتا، مهما حدث». «الأنصار هم من يقرّرون بشأن بقائي أو رحيلي وليس هو أو أيّ شخص آخر» يبقى بلحاج أحمد يحتكم إلى الأنصار في كلّ ما يقوم به : «الشرعية لم يمنحن إياها لا هو و لا أيّ شخص آخر، بل الأنصار الذين يساندوني، حيث أراد مجلس الإدارة أن يمنح لي عهدة لأربعة مواسم ورفضت، فبعد انتهاء الموسم الأول، إن أراد الأنصار بقائي سأبقى وإن طالبوا برحيلي فسأقوم بذلك، وكل من يحاول أن ينتقدني، عليه أن يعلم أنه موسمي الأول على رأس المولودية ويجب أن يتركوا لي الوقت اللاّزم من أجل الحكم عليّ ورغم الهزيمة الأولى ومهما كانت نتائج الفريق، إلاّ أنّ الكلّ يعلم أني وضعت التشكيلة في أحسن الظروف». «بعد أن أزاح جباري من النادي الهاوي يتفرّغ الآن لي» يرى بلحاج أن ما يقوم به محياوي كلّه مخطّط له:»بعد أن قام بإزاحة جباري من النادي الهاوي يُريد الآن التفرّغ إليّ ويزيحني من الشركة الرياضية، هذا ما يُؤكّد أن نواياه غير حميدة». «صرفت الملايير ولم يترك لي حتّى أريكة كي أجلس بالمنصة الشرفية» تحدّث «بابا» لما حدث له في اللقاء الأول ضد شبيبة القبائل بملعب أحمد زبانة، حيث لم يستطع متابعة المواجهة من المنصة الشرفية، بل تابعها من النفق : «أمر غريب أن لا يجد رئيس الفريق الذي صرف الملايير والملايير على الفريق حتّى مكانا يجلس فيه ليتابع اللقاء، هذا أمر مؤسف وحينها أحسست أن الأمر كان مدبّرا، ومن الآن فصاعدا لن أتابع مباريات الفريق داخل الديار». «لهذا السبب رصدت منحة كبيرة للقاء الشبيبة» يرى على صعيد آخر، بلحاج أن سبب الهزيمة، ليس الضغط أو المنحة المغرية التي رصدها : «منحة العشرين مليون سنتيم التي رصدتها لم تؤثّر على اللاعبين، أردت أن أظهر للبعض أن مولودية وهران قادرة على رصد منح خيالية وهناك الرجال بمولودية وهران وضد شباب بلوزداد لن أرصد أي منحة خاصّة وسيكون اللاعبون مُطالبين بتعويض النقاط التي خسرناها في أول جولة ضد شبيبة القبائل بملعبنا وأمام جمهورنا». «هزيمة الشبيبة ما هي إلاّ كبوة جواد» رغم الهزيمة الأولى في الموسم إلاّ أن بلحاج ليس متأثّر كامل التأثّر : «حقيقة أننا خسرنا أول لقاء في الموسم، لكننا لم نكن سيّئين للغاية وأدّينا مباراة مُحترمة، خاننا فيها الحظ وأثّر علينا أيضا التحكيم، بدون نسيان أننا واجهنا فريقا كبيرا اسمه شبيبة القبائل وإن شاء الله مع مرور الوقت سنعوّض ما فاتنا في الجولات القادمة بإذن الله». «لن أعيّن مناجيرا من وهران أو من المولودية» تطرّقنا مع بلحاج لمسألة تعيين المناجير العام، بعد رفض عبد النور المنصب ورحيل بن ميمون : «لغاية الآن لم نعين أي مناجير ومن سنعيّنه في الأيام القادمة، في هذا المنصب لن يكون لا من وهران ولا من مولودية وهران، وفيما يخص تنقّلنا القادم إلى ملعب عمر حمادي لمواجهة شباب بلوزداد فأنا من سيترأّس البعثة».