انقضت ستة عشر جولة من عمر البوندسليغا ولم يتبقى سوى جولة وحيدة تفصلنا عن انتصاف الموسم الكروي في دوري أبطال العالم، وبالرغم من أن الوقت ما زال مبكراً للغاية لمعرفة مصير اللقب هذا الموسم إلا أن الجميع لا يساوره أدنى شك في تتويج بايرن ميونيخ واحتفاظه بلقب الدوري بسبب االفجوة الهائلة التي تفصل بينه وبين منافسيه . ويُحلق العملاق البافاري في صدارة جدول الترتيب منفرداً وبفارق 11 نقطة عن أقرب ملاحقيه فولفسبورغ إضافة إلى تسجيله 39 هدفاً واهتزاز شباكه في ثلاثة مناسبات فقط وعدم تلقيه لأي هزيمة حتى الآن، وهو ما يعكس الفارق الشاسع بينه وبين جميع الأندية الأخرى في المانيا . ومن جانب آخر تعاني أندية عريقة في الدوري الالماني هذا الموسم بشدة اذ تستقر في قاع الترتيب رغم احرازها للقب الدوري في أكثر من مناسبة سابقة، إلا أنها تقدم ادنى مستوى لها هذا الموسم وهو ما وضعها في ورطة كبيرة حيث باتت مهددة بالهبوط إلى الدرجة الثانية . وفي هذا التقرير يلقي لكم موقعكم "يوروسبورت عربية" الضوء على هذه الأندية وموقفها الحالي في جدول الترتيب 1- بوروسيا دورتموند بوروسيا دورتموند وهامبورغ في الطريق إلى دوري الدرجة الثانية – كرة القدم – الدوري الألماني كان اسود فستيفاليا هم المنافس الوحيد تقريباً للعملاق البافاري في البوندسليغا خلال المواسم الخمسة الأخيرة وتمكنوا من إحراز اللقب مرتين إضافة إلى تألقهم اللافت في أوروبا، ولكن يعاني الفريق هذا الموسم من كبوة كبيرة حيث خسر الفريق خلال 9 مباريات وتعادل في ثلاثة أخرى ولم يحقق الفوز سوى خلال أربعة مباريات وهو ما وضعه في المركز السادس عشر برصيد 15 نقطة فقط . ويعاني الفريق هذا الموسم من انتكاسه حقيقية تهدد مستقبل مدربه الشاب يورغن كلوب الذي كان مطلوباً بشدة في العديد من الأندية الكبرى في اوروبا خلال المواسم الماضية بعد نجاحاته الرائعة مع دورتمند، ولكنه فش هذا الموسم في ايجاد الحلول لهذه الحالة الغريبة التي يمر بها لاعبوه . دورتمند سبق له التتويج بلقب الدوري الالماني في ست مرات كانت أعوام (1963 ، 1995 ، 1996 ، 2002 ، 2011 ، 2012) إضافة إلى تتويجه بلقب كأس المانيا خلال ثلاث مناسبات وهو ما يجعله أحد اعرق الاندية الالمانية، ولكنه بات مهدداً بشدة هذا الموسم ومرشحاً للسقوط في غياهب دوري الظلام إذا ما استمر حاله على ما هو عليه . 2- فيردر بريمن بوروسيا دورتموند وهامبورغ في الطريق إلى دوري الدرجة الثانية – كرة القدم – الدوري الألماني فريق عريق آخر يعاني هذا الموسم في البوندسليغا وهو فريق فيردر بريمن الذي يتذيل جدول الترتيب برصيد 14 نقطة بعد أن تلقى ثمانية هزائم وتعادل في خمسة مناسبات ولم يحقق سوى ثلاثة انتصارات حتى الآن . الفريق المتوج بلقب البوندسليغا خلال أربعة مرات كانت أعوام (1965 ، 1988 ، 1993 ، 2004) ولقب كأس المانيا ست مرات يترنح بشدة هذا الموسم ويقدم مستوىً كارثياً يضعه في مقدمة الأندية المهددة بالهبوط إلى الدرجة الثانية إذا لم يتدارك الأمر سريعاً . 3- شتوتغارت أصبحت معاناة فريق شتوتغارت عرضاً مستمراً في المواسم الأخيرة وبات بقاء الفريق في دوري الأضواء لا يتم حسمه إلا في الأنفاس الأخيرة من الموسم . الفريق الذي سبق له التتويج بلقب الدوري ثلاث مرات كانت في أعوام (1984 ، 1992 ، 2007) وكأس المانيا في ثلاثة مرات أيضاً اضطر للإطاحة بمدربه ارمين فييه بعد أن احتل المركز الاخير في جدول الترتيب لفترة طويلة منذ بداية الموسم واستعان بالمدرب الهولندي هوب ستيفنس ليتقدم قليلاً وتتحسن نتائجه . شتوتغارت حقق الفوز خلال أربعة مباريات وتعادل في مثلها، بينما تلقى ثمانية هزائم وهو ما وضعه في المركز الخامس عشر بفارق نقطة وحيدة عن بوروسيا دورتمند . 4- هامبورغ بوروسيا دورتموند وهامبورغ في الطريق إلى دوري الدرجة الثانية – كرة القدم – الدوري الألماني لا يختلف حال فرق هامبورغ كثيراً عن منافسه شتوتغارت ؛ فالفريق يحمل نفس عدد النقاط كما أنه يتساوى معه في عدد الهزائم والتعادلات والانتصارات، ولكن يتفوق هامبورغ بفارق الأهداف ولكنه فارق سلبي وكارثي بالنسبة للفريقين، فهامبورغ يمتلك نسبة أهداف سلبية (-10) هدف بينما تبلغ نسبة شتوتغارت (-12) وهو ما يعكس الحالة الكارثية المثيرة للشفقة بالنسبة للناديين العريقين . وسبق لهامبورغ التتويج بلقب البوندسليغا ثلاث مرات خلال مواسم (1979 ، 1982 ، 1983) كما أنه حقق لقب كأس المانيا في ثلاثة مناسبات أيضاً، ولكنه يعاني من تدهور كبير في النتائج والمردود الفني في المواسم الأخيرة حيث بات الفريق طرفاً أساسياً في صراع البقاء في دوري الدرجة الأولى في كل موسم تقريباً . هبوط أحد هذه الأندية العريقة أو ثلاثة منها – وهو أمر متوقع وارد الحدوث – هذا الموسم سيُفقد البطولة رونقها وبريقها ويزيد من الهيمنة المطلقة للعملاق البافاري بايرن ميونيخ على البطولات في المانيا وهو ما لا يتمناه عشاق الكرة الالمانية من الجماهير والنجوم الكبار أيضاً ، وحتى مدرب المنتخب الالماني يواكيم لوف لأنه أمراً سيؤثر بالسلب على مستوى الكرة في البلاد بشكل كبير، فهل تستفيق هذه الأندية وتنهض من كبوتها مستغلة عطلة أعياد الميلاد التي تمتد في المانيا إلى ما يزيد عن الشهر ؟ أم انها تواصل السقوط إلى المصير المظلم والمجهول ؟