يعترف المدرب السابق للشبيبة البجاوية جمال مناد في هذا الحوار، بحنكة وقوة التقني الفرانكو- بوسني وحيد حاليلوزيتش، غير أنه يرى أن قلة تجربته مع المنتخبات قد تقف حائلا أمام تحقيقه لطموحات محبي الخضر، كما يرى هداف المنتخب الوطني سابقا أن الأسرة الكروية مطالبة بتجاوز مرحلة نقاشاتها إلى الحديث عن الحلول اللازمة للنهوض بالكرة الجزائرية، عوض بقاء الجدل فيما يخص هوية أو جنسية المدرب، داعيا في الوقت ذاته إلى الكف عن تصوير جيل الثمانينات على أنه ضحية التهميش، لأن أغلبيتهم همّشوا أنفسهم قبل أن ُيهمَّشوا. الفاف أعلنت قبل قليل في بيان لها على موقعها الإلكتروني تعيين المدرب حاليلوزيتش، ما تعليقك على هذا القرار؟ صدّقني لا يمكنني التعليق على هذا الأمر، لأن تعيين المدرب من صلاحيات الاتحادية ممثلة في رئيسها محمد روراوة وأعضاء مكتبه الفيدرالي، تقديرهم كان أن التقني الفرانكو- بوسني الأنسب لقيادة المنتخب الوطني وخلافة بن شيخة، وما علينا إلا احترام هذا القرار، لكن من الجهة المقابلة على مسؤولي الفاف تحمل مسوؤليات هذا الاختيار. نعيد طرح السؤال عليك بطريقة أخرى، هل ترى قدوم حاليلوزيتش الحل الأنسب للخضر؟ موضوع الحل الأمثل للخضر يتعدى جنسية وهوية المدرب المكلف بتولي العارضة الفنية للمنتخب الوطني، لأن خليفة بن شيخة لا يحوز العصا السحرية أو خاتم سليمان، يجب أن يتجاوز هذه المرحلة، وسأقدم لك إجابة على شقّين.... تفضل... التقني الفرانكو- بوسني بالنسبة لقناعاتي الشخصية ووجهة نظري، يملك تجربة جيدة مع النوادي، أثبتها من خلال قيادة عدة أندية سواء بأوروبا، آسيا أو حتى إفريقيا التي عمل فيها مع الرجاء، لكن على مستوى المنتخبات، فأرى أنه يفتقد للتجربة اللازمة، كونه لم يدرب سوى منتخبا واحدا وهو كوت ديفوار، لذا أرى أن مهمته ستكون صعبة نوعا ما ، لأن العمل مع المنتخبات يختلف كثيرا عن تدريب النوادي، أما بالعودة إلى الشق الثاني، فالحل الأمثل لمشكلة تراجع أداء المنتخب الوطني هو العودة التدريجية للسياسة القديمة بالاعتماد على المنتوج المحلي. قبل تعيين حاليلوزيتش، تعالت أصوات منتقدة خيار روراوة باللجوء إلى الخبرة الأجنبية، ووصل الحد بالبعض إلى الكف عن تهميش الكفاءات الجزائرية، هل توافق هذا الطرح؟ مع أنني لا أتفق مع الذين يقولون أن المدرب الجزائري مهمش، غير أنني أرى إن كانت هناك مغبّة لتغييب المدرب الجزائري فهذا الأمر خطير، لكن يجب عدم تغطية الشمس بالغربال والاستمرار في الحديث عن تهميش الخبرة الجزائرية وخاصة جيل الثمانينيات، لأنني أعتقد أن البعض ممن يدعون تعرضهم للتهميش هم من همّشوا أنفسهم، نقاطعه... كيف ذلك؟ عدة عناصر قديمة سواء من الجيل الذهبي للثمانينيات الذي شارك في مونديالي 82 و86، أو حتى من الذين تركوا بصماتهم من خلال تألقهم في البطولة الجزائرية، لم يحرصوا بعد اعتزالهم لعب الكرة على أخذ نصيبهم من التكوين، ولم يخوضوا ولو دورة تكوينية، ثم يعربوا عن رغبتهم في قيادة الخضر أو حتى التواجد ضمن الطاقم الفني....ألا يعتبر هذا تناقضا ؟. قلت قبل قليل أن الحل في إرجاع الاعتبار للاعب المحلي، نفهم من كلامك، أن مناد يضم صوته لصوت التقنيين الذين يطالبون بتغيير الإستراتيجية ؟ دون الإنقاص من قيمة عناصرنا المغتربة أو التي تنشط بأوروبا، فإن تواصل سياسة انتظار ما تجود به المدارس الفرنسية يضر كثيرا بالمنتخب ، لأنه لا يعقل انتظار تواريخ الفيفا لإقامة معسكرات ومواجهات ودية ثم نتحدث عن نقص الانسجام والضعف التكتيكي، المنظومة الكروية العالمية تتبنى قرارات لا تناسب سوى الدول الأوروبية، لذا ما علينا سوى وضع قطيعة مع السياسة الحالية والبحث عن إستراتيجية جديدة، تمكننا من التعامل مع قوانين الفيفا بما يخدم مصالحنا، وهنا أريد أن أضيف أمرا... ما هو ؟ بمناسبة تعيين المدرب حاليلوزيتش، أتمنى أن يكون الاتفاق الذي توصل إليه مع مسؤولي الكرة ببلادنا يضمن العمل على المستويين المتوسط والبعيد، وأن يستثمر في الجيل القادم وخاصة عناصر المنتخب الأولمبي الذي أعتبره نواة لمنتخب جزائري قوي قادر على التألق مستقبلا وإعادة أفراح المنتخب الوطني. كلمة أخيرة... أتمنى أن يوفّق المدرب الجديد للمنتخب الوطني في إعادة هيبة الخضر وتحقيق التأهل إلى كان 2013 ومونديال 2014.