يمتلك المدرب السابق لمنتخب كوت ديفوار سيرة ذاتية ثرية وخبرة واسعة في أدغال إفريقيا، تضعانه في أحسن رواق للإشراف على الفريق الوطني. تفصل الاتحادية الجزائرية لكرة القدم 48 ساعة فقط، قبل إنهاء اللجنة المكلفة بدراسة ملفات المدربين المقترحين لتولي تدريب محاربي الصحراء في الفترة القادمة، والإعلان عن خليفة بن شيخة. لكن بدأت في الساعات الأخيرة ملامح المدرب الجديد تتضح، خاصة وأن مواصفات الأخير تبدو محددة للعارفين بواقع الكرة الجزائرية خاصة والكرة الإفريقية عامة. فرغم تداول أسماء كبيرة لمدربين عالميين أمثال الإيطالي مارشيلو ليبي، الألماني يورغان كلينسمان، البرازيلي كارلوس دونغا ومواطنه زيكو والهولندي لويس فانغال، إلا أن تجربة البوسني حاليلوزيتش مع منتخبات إفريقية، كان آخرها منتخب كوت ديفوار، الذي انهزم أمام الخضر في الدور ربع نهائي من كأس أمم إفريقيا الأخيرة بأنغولا، تضعه في صدارة المرشحين حاليا، خاصة وأنه كان أول من تلقى اتصالات الفاف، قبل وبعد خسارة مراكش أمام المغرب. روبر نوزاري: “خبرة حاليلوزيتش ودرايته بشؤون الكرة الإفريقية ترشحانه لتدريب الخضر” يعد الفرنسي روبر نوزاري من المدربين الأجانب القلائل الذين يملكون معرفة خاصة بشؤون الكرة الإفريقية، فلذلك يرى بأن البوسني وحيد حاليلوزيتش أنسب الأسماء لقيادة الخضر فيما تبقى من عمر تصفيات كأس أمم إفريقيا وحتى في المستقبل، حيث وصفه بالمحنك وقوي الشخصية، إلى جانب امتلاكه نظرة خاصة في التعامل مع اللاعبين فوق الميدان وأثناء التدريبات. مشيرا في تدخله عبر حصة “فوتبول ماغازين” التي تذيعها القناة الثالثة بأن حاليلوزيتش خبير في الكرة الإفريقية، قائلا “حسب رأيي الشخصي فإن حاليلوزيتش الأنسب لتدريب الخضر مقارنة باي مدرب آخر في الوقت الراهن”، مضيفا في نفس الوقت بأن المدرب السابق لنادي باريس سان جيرمان صارم جدا، كما أن وسط المنتخب الوطني يساعده في العمل، سيما وأن أغلب لاعبيه من المحترفين في مختلف البطولات الأوربية. مباراة أو اثنتان كافيتان لاختياره التشكيلة المثالية اعتبر المدرب السابق لمولودية الجزائر أن حاليلوزيتش في حال تنصيبه مدربا للخضر، فإنه سيكون بحاجة لمباراة أو اثنتين لاختيار لاعبيه، معربا بأن اختياره حتما سيقع على أفضل اللاعبين الجزائريين، موضحا بأن ثقته كبيرة في المدرب السابق لفريق دينامو زغرب لإعادة المنتخب الجزائري إلى الواجهة، طبعا إذا هيأت له الظروف المناسبة لتأدية هذه المهمة، على حد تعبير التقني الفرنسي. الأخير اعتبر بالمقابل أن قيادة الخضر لاحتلال المركز الأول في المجموعة أمر مستحيل، لكنه قادر على ضمان ورقة التأهل في قائمة أحسن ثاني المنتخبات. “إنشاء أكاديميات أفضل حل لمنتخبات إفريقيا لتحسين واقع كرتها” وفي سياق آخر تطرق نوزاري إلى الحديث عن التكوين، وعلى ضرورة الاعتماد عليه في بلدان القارة السمراء، معربا بأن مواهب كثيرة تزخر بها البلدان الإفريقية، إلا أن غياب أكاديميات يذهب على المنتخبات الإفريقية فرصة التطور والوصول إلى المستوى العالي، في إشارة منه لإبلاغ القائمين على الرياضة في الجزائر، انتهاج هذه الطريقة لبناء منتخب وطني قوي في المستقبل. مضيفا بأنه من حسن حظ هذه البلدان أنها تجلب لاعبين مجنسين تأطروا وتكونوا في أكاديميات بأوربا، أو استفادوا من لاعبين محليين محترفين بالخارج، باعتبار أن البطولات المحلية ضعيفة وبعيدة كل البعد عن مستوى البطولات الأجنبية، مستدلا بالبطولات الخليجية التي تعرف حاليا تطورا ملحوظا، بدليل الاعتماد على هذا النوع من التكنولوجيات الرياضية. صحفي موقع “فوت أفريك”: “حواري مع حاليلوزيتش جعلني أتنبأ بأنه المدرب القادم للخضر” كان لصحفي موقع “فوت أفريك” الإلكتروني وقفة، لمح فيها إلى اقتراب المدرب البوسني وحيد حاليلوزيتش من تدريب الخضر، وفقا لآخر حوار أجراه مع هذا المدرب الاثنين الماضي، عقب خسارة المنتخب الوطني أمام نظيره المغربي في مراكش، معربا في تدخله عبر أمواج الإذاعة الثالثة بأنه ومن خلال أجوبة المدرب حاليلوزيتش، لاحظ بأنه متحمس لخوض تجربة جديدة مع منتخب من شمال إفريقيا، كما قال الصحفي أيضا “قبل المباراة قال لي حاليلوزيتش بأن لديه عرضا من بوردو الفرنسي لكنه لم يفند وجود اتصالات من الاتحادية الجزائرية”، مضيفا أن المدرب البوسني مهد الطريق للدخول في مفاوضات جادة مع روراوة لتولي قيادة سفينة المحاربين. حاليلوزيتش يعرف الطبيب الجزائري شلبي وسبق له أن زار مدينة سطيف وأضاف الصحفي بأن حاليلوزيتش لديه معلومات عن الجزائر، من خلال معرفته بالطبيب السابق لفريق باريس سان جيرمان الفرنسي حكيم شلبي، والذي يعمل حاليا في قطر، إضافة إلى زيارته للجزائر وبالضبط إلى مدينة سطيف، حينما واجه الوفاق أحد الأندية السعودية، حيث فسر صحفي “فوت أفريك” أن كل هذه الأمور توحي بأن حاليلوزيتش سيكون المدرب القادم للمنتخب الوطني. بن حمو: “المنتخب الوطني بحاجة إلى صرامة وانضباط حاليلوزيتش” وإذا كان التقنيون والصحفيون قد أجمعوا على أن البوسني حاليلوزيتش الأوفر حظا لتدريب الخضر حاليا، فإن اللاعبين كان لهم نفس الرأي، حيث أشاد حارس المنتخب الوطني ونادي باريسان جيرمان الأسبق محمد بن حمو بصرامة حاليلوزيتش، من خلال معرفته به، وبالضبط عندما كان مدربا له في البياسجي في موسم 2003/2004، حيث قال بن حمو في اتصاله مع منشط حصة “فوتبول ماغازين” بأن حاليلوزيتش مدرب كفء ومحنك، وهو الأجدر من بين الأسماء المتداولة لقيادة سفينة الخضر، معربا في نفس الوقت بأنه هو الأفضل من حيث الخبرة الميدانية، وكذلك إلمامه بعقلية اللاعب الإفريقي، مضيفا بأن صارم ويحب الانضباط في عمله، وهو ما يحتاجه المنتخب الوطني حاليا، لخروجه من الأزمة التي عصفت به بعد نكسة مراكش.