بعد التأهل إلى الدور ربع النهائي من منافسة كأس إفريقيا الجارية وقائعها بغينيا الاستوائية، حتى ولو قدر الله أقصي الخضر على يد منتخب كوت ديفوار عشية الغد، فإن الناخب الوطني الجديد كريستيان كورغيف يكون قد بلغ إحدى أهدافه وذلك من خلال تحسين أو بالأحرى تلميع وجه الجزائر في المحفل الإفريقي من خلال المرور بهم إلى الدور الثاني في منافسة الكان وهم الذين لم خيبوا ظن الجزائريين في المناسبتين الماضيتين. الخضر لم يتأهلوا لكان 2012 وخرجوا من الباب الضيّق في 2013 بالرغم من أن المنتخب الوطني الجزائري كان قد أدى كأسا إفريقية جيدة ببلوغه للدور نصف النهائي سنة 2010 التي كانت بمثابة سنة الإنجازات للخضر المتأهلين إلى بطولة كأس العالم بعد 24 سنة كاملة من الغياب، إلا أن المنتخب الوطني لم يتمكن من الظفر بتأشيرة التأهل للمنافسة الإفريقية المقبلة، بعد إقصائه على يد مفاجأة الدورة إفريقيا الوسطى في عهدة المدرب عبد الحق بن شيخة، كما عرفت مشاركة المنتخب الوطني الجزائري في كأس إفريقيا 2013 التي جرت بجنوب إفريقيا نهاية مؤسفة للجزائريين الذين خرجوا من الباب الضيق بعد أن احتلوا المرتبة الأخيرة في المجموعة التي ضمت كلا من كوت ديفوار منافس الخضر في لقاء الغد، تونس والطوغو. كل العوامل كانت في غير صالح المدرب الظروف التي مرّ بها الناخب الوطني الجديد كريستيان غوركيف مع منتخبه الجديد صبت في مجملها ضد مصلحة هذا الأخير الذي يقود أول تجربة له مع منتخب وطني، ويتعرف على الأجواء المحيطة في المنافسة الإفريقية لأول مرة أيضا، كما أن نبأ وفاة والدته وهو في غينيا وعشية لقائهم أثرت كثيرا على معنويات مدرب الخضر الذي تفاجأ كثيرا بأرضية ميدان ملعب مونغومو التي ظل ينتقدها بشدة بل وكادت أن تتسبب في إقصاء مبكر للفريق الوطني لولا تغيير الملعب في المباراة الأخيرة أمام السنغال. المرور للدور الثاني خلال أول تجربة للتقني الفرنسي في أدغال إفريقيا مغامرة ناجحة من المؤكد أن ينتهي الحكم على المشاركة الجزائرية في كأس إفريقيا الجارية وقائعها بغينيا الاستوائية بالناجحة إلى حد الآن، باعتبار أن الفريق الذي لم يتمكن من التأهل للدورة ثم يخرج من الدور الأول في الدورة الثانية ويحقق تأهلا إلى دور الربع نهائي في المناسبة الثالثة يعتبر تحسن تدريجي للمنتخب الجزائري الذي وبالرغم من كل المعطيات سالفة الذكر يبقى المرشح رقم واحد للتتويج بالكأس الإفريقية، لكن حتى ولو لم يتحقق ذلك فإن مهمة غوركيف تعتبر ناجحة لأبعد الحدود مقارنة بأول تجربة لسابقه حليلوزيتش مع الخضر.