حتى وإن عجز الخضر عن افتكاك تأشيرة التأهل إلى المربع الذهبي أمس ضد منتخب كبير مثل كوت ديفوار، فقد أدى محاربو الصحراء مباراة يستحقون عليها كل التقدير و الاحترام، ونرفع القبعة كلنا لهؤلاء الشبان. ومثلما حرم مطمور ورفاقه دروغبا وزملاءه من التلذذ بورقة التأهل في دورة أنغولا 2010، ها نحن نتذوق بدورنا مرارة الإقصاء بعد لقاء بطولي لعبه رفقاء تايدر بشكل لا يندمون أبدا على خسارته، لأنهم ببساطة قدموا مردودا جيدا وخلقوا فرصا عديدة وكانوا في نفس مستوى الخصم المونديالي. ولأن مباراة أمس لقبت بنهائي قبل الأوان، فقد وقف ملايين الجزائريين على مردود تشكيلة غوركيف التي وبالرغم من ظهور بعض النقائص عليها قبل وخلال الدورة الثلاثين من الكأس سيما على مستوى محور الدفاع، فالكل يجمع على أن الخضر كسبوا منتخبا سيكون أكثر نضجا قاريا على مر الشهور ، والخبرة التي استفاد منها غوركيف ولاعبوه في غينيا تزن سنوات من الممارسة في القارة السمراء. اليوم سيستيقظ الجزائريون على وقع مرارة الإقصاء بعد ليلة لم ينمها الجميع، ومثلما استفاد حاليلوزيتش من درس كان 2013 بريستمبورغ سيستفيد غوركيف من لقاءات جنوب إفريقيا وغانا والسينغال وكوت ديفوار، لأن مسيرة الخضر لن تنتهي هنا بل ستنطلق بروح جديدة تحضيرا لمواعيد هامة في المستقبل القريب. الأكيد أن «الخضر» قدموا وجها مشرفا وعروضا تليق بالمنتخب المونديالي، وأثبتوا أنهم أحسن سفير للدفاع عن ألوان الجزائر، مهما كان موطن ولادتهم . بالأمس لعب سوداني والآخرون ضد منتخب يضم لاعبين كبارا، قادرون على صنع الفارق بدون مساعدة أي شخص وضد منتخب قد يكون بطل إفريقيا بعد أيام قليلة، مما يجعل الكل يقول بأن الخسارة ضد كوت ديفوار ليست بالهزيمة المخجلة. و سنسمع ونقرأ التحاليل طوال أيام عن الخطط التكتيكية والخيارات البشرية لغوركيف ، لأن في الهزائم تسل السكاكين والخناجر من أغمدتها، لكن الواقع يثبت بأن التقني الفرنسي ولاعبيه يستحقون كل التقدير والتحية على ما فعلوه في غينيا، و كرة القدم لا تحتكم للمنطق وخبرة الإيفواريين تفوق بسنوات خبرة براهيمي وتايدر ومن الهزائم نتعلم ونتقدم.