كم كانت الهزيمة مرة تلك التي مني بها الأفناك ضد نجوم غانا في الوقت بدل الضائع، وكم كان هدف الكهل أساموا قاتلا، في مباراة تكتيكية بين أفرام غرانت الإسرائيلي و كريستيان غوركيف الفرنسي . صحيح أن النتيجة الفنية هي التي تحدد صاحب النهج التكتيكي الصائب، لكن في مباراة أمس لعب منتخبنا بشكل جيد، وأدى رفقاء تايدر مباراة ممتازة بدنيا وتكتيكيا، رغم الصعوبات الكبيرة التي واجهها فيغولي وبراهيمي بسبب المناخ وكذا أرضية الميدان، التي لا تساعد بتاتا لاعبين فنيين مثل محرك فلانسيا ونجم بورتو . ورغم مرارة الهزيمة التي ستجعل الخضر يحضرون لمباراة السنغال بشكل مغاير وبجدية أكبر، فإن الشيء المهم الذي يجب أن يستخلص في هذه الدورة، التي لعبت في ظروف استثنائية بغينيا الإستوائية ، هو تقارب المستوى وغياب مرشح حقيقي للتتويج باللقب القاري الثلاثين، فالمنتخبات المونديالية لم تكن أحسن من بقية المنتخبات الأخرى، وهو ما يؤكده أغلب المحللين الذين يرون في الكان فرصة للمنتخبات الصغيرة لمباغتة العمالقة. الخسارة ضد البلاك ستارز تكشف للجميع بأن نيل كأس إفريقيا في مثل هذه الظروف يعد إنجازا خارقا، لأن الكرة الإفريقية عرفت تطورا كبيرا بدنيا وفنيا وتكتيكيا. ورفقاء فيغولي الذين تشاءموا منذ تحويل الدورة من المغرب إلى غينيا يفتقرون إلى تلك الخبرة في مثل هذه المناسبات ، ولعل تلقي الهدف القاتل في الوقت بدل الضائع، بعدما كانت الكرة بحوزتنا يعد مؤشرا على قلة الحيلة لدى البعض. وعليه ، بثلاث نقاط، تحافظ الجزائر على حظوظها في التأهل كاملة، لكن مشكلة وسط الدفاع ستبقى تسبب صداعا لغوركيف، سواء بحليش أو بوڤرة ومجاني، فإن قلة الحلول في ظل كبر سن الماجيك وإصابة حليش ستجعل توازن الخضر هشا للغاية …. فصورة الغاني الكهل يفلت من مراقبة مجاني ويسجل بقذفة تبدو محظوظة، دليل على أن الخلل ومهما تم ترقيعه سيبقى قائما. ولأن كرة القدم هذه طبيعتها ، فيها منتصر ومنهزم و بدون خسارة لا تتحقق الانتصارات، فإن مباراة غانا ستكون درسا جديدا لغوركيف وأشباله، لكي يتكيفوا مع معطيات «الكان» ويراجعوا بعض الحسابات في برامج التحضيرات قبل المواعيد الهامة ، مع التذكير أن مدرب الخضر يعيش أول مرة دورة مغلقة بحجم كأس إفريقيا، شأنه في ذلك شأن الكثير من اللاعبين.