علمت "الخبر الرياضي" من مصادر مطلعة بأن الاتحادية الجزائرية تفكر في توجيه الدعوة للمدافع الأوسط عبد المجيد بوڤرة للمشاركة في دورة قطر الودية المقرّرة في شهر مارس المقبل وذلك كتكريم له وعرفانا ما قدمه للمنتخب الوطني في مختلف مشاركاته وليست دوره الإيجابي فقط في دورة غينيا الاستوائية التي عاد فيها من بعيد بعدما كان في الاحتياط وأحد الحلول الثالثة أو الرابعة في وسط الدفاع وحسب ما علمناه فإن بوڤرة قد يكون ضمن قائمة العناصر المعنية بالمشاركة في اللقاءين الوديين في دورة قطر قبل مغادرته الخضر رسميا ولو أنه خاض سهرة الأحد أخر مباراة "رسمية" له مع الأفناك. كان يحلم بإنهاء مسيرته الرسمية بلقب وكان مجيد بوڤرة يمني النفس بإنهاء مسيرته الكروية مع المنتخب الوطني بلقب قاري سيما وأن كل التوابل كانت حاضرة لخطف تاج الدورة ال30 من تشكيلة ثرية، مدرب محنك، أجواء عمل مريحة وانضباط المجموعة لكن خيبة أمل لاعب غلاسكو رانجس سابقا كانت كبيرة بعد نهاية مواجهة الأحد والإعلان عن مرور تشكيلة الفيلة إلى المربع الذهبي على حساب الخضر الذين كانوا مرشحين لتجاوز عقبة هذا الدور لكن في نهاية المطاف الكرة فضلت الزي البرتقالي ليكون منافس كونغو الديمقراطية في الدور ما قبل الأخير وهو ما لم يتجرعه بوڤرة الذي كان يريد "لقبا جماعيا" مع الخضر بعد تتويجاته مع أنديته المختلفة ورغم المشاركة الإيجابية في المونديال إلا أنّ تاج بحجم كأس إفريقيا كان سيفرح كثيرا "بوغي" الذي كان يتوقع بأنه مع الجيل الحالي فإن الظرف موات ومناسب لانتزاع اللقب الإفريقي لثاني مرّة في تاريخ الكرة الجزائرية . ….أثبت بأنه من أفضل المدافعين المحوريين الذين أنجبتهم الجزائر وكان بوڤرة مجيد قد أنهى مشواره الرسمي مع الخضر ب"العلامة الكاملة" وبأقل أخطاء ممكنة وبأداء أكد بموجبه بأنه أحد أفضل المدافعين المحوريين الذين عرفتهم الكرة الجزائرية وإلى جانب دوره الفعال والإيجابي داخل المجموعة والاحترام الذي يحظى به من طرف رفاقه فإنه من الناحية الفنية لم يفقد أبدا الثقة في قدراته رغم أن بعض المتتبعين أرادوا وضعه في "الثلاجة" والتقليل من "دوره الفني" داخل التشكيلة إلى درجة أنه كان الحل الرابع على مستوى وسط الدفاع قبل الدورة بعد حليش، مجاني، كادامورو لكن مباراة تونس الودية لم تخدم مصالح كادامورو و بعد إصابة حليش وعدم تقديمه ما كان متوقعا منه أمام جنوب إفريقيا رغم الفوز لجأ المدرب للتغيير واعتمد على بوڤرة في وسط الدفاع رفقة مجاني وعكس توقعات "المتشائمين" فإن خريج مدرسة غونيون الفرنسية كان أحد أفضل العناصر فوق أرضية الميدان وأثبت بأنه "لم يمت"ورد على مشكّكيه وبغض النظر عن مرارة الخسارة فإنه قدم مستوى عاليا وهو نفس المردود الذي كرّره أمام السينغال وخبرته الطويلة أفادته في تسيير المباراة وأمام كوت ديفوار نجح في شل هجمات خطيرة بفضل دقة تدخلاته ورؤيته الجيّدة. لن يتراجع عن الاعتزال رغم أن البعض طالبه بالاستمرار وذهب المتتبعون إلى حد مطالبة بوڤرة بالعدول عن قراره بالاعتزال ومواصلة المشوار لسنوات أخرى إلا أنّ بوڤرة أكد بأنه "اتخذ موقفه النهائي منذ فترة و لا بد من حسن "اختيار الوقت لقول سطوب لا للمزيد". اللاعبون سيفتقدونه وهم الذين يصفونه ب"الأخ الأكبر" ويبقى الشيء الأكيد هو أن تايدر وبن طالب وغلام من العناصر الشابة للمنتخب الوطني والتي ستحمل مشعل الخضر بعد رحيل بوڤرة وحليش ولحسن ستفتقد للاعب من طراز مجيد لأن الأخير يعد باعتراف أغلبية اللاعبين "الأخ الأكبر" لهم ويقدرون كثيرا ما قدمه للتشكيلة الوطنية فنيا ومعنويا وربما من الصعب "العثور" في الفترة المقبلة على لعب يمكنه القيام بنفس الدور الذي كان يقوم به ب"امتياز" بوڤرة الذي رفع التحدي في أصعب الأوقات وأكد بأنه فعلا "ماجيك".