تخلص يوفنتوس من كابوس موناكو بفضل هدف أرتورو فيدال، في المباراة التي جمعتهما على ملعب "يوفنتوس آرينا" في ذهاب الدور ربع النهائي لدوري أبطال أوروبا، ليقترب يوفنتوس خطوة جديدة نحو معانقة الثلاثية، قبل زيارة ملعب "لويس الثاني" لخوض لقاء الإياب المُقرر له الأسبوع المُقبل. على غير المتوقع، بدأ اللقاء بأفضلية واضحة للفريق الفرنسي كادت تُفسر عن تقدمه بأكثر من هدف في أول 15 دقيقة لولا براعة الأسطورة "جيجي بوفون" الذي وقف كالغصة في حلق رجال "ليوناردو جاديم"، في المقابل، بدا العملاق الإيطالي في أسوأ حالاته على الإطلاق في أول 15 دقيقة، ووضح ذلك من خلال تباعد خطوطه الثلاث عن بعضها البعض، وفشله في خلق ولو فرصة يتيمة على مرمى الحارس المُخضرم سوباسيتش على مدار ال25 دقيقة الأولى. الفرصة الأولى المُحققة، أتيحت للضيوف بعد مرور 10 دقائق عندما انطق مارتيال في عمق دفاع السيدة العجوز، ومن ثم خدع الجميع بتمريرة أرضية للقادم من الخلف إلى الأمام داخل منطقة الجزاء كاراسكو، الذي هيأ الكرة لنفسه وسدد بقدمه اليمنى في المرمى، إلا أن العملاق بوفون تصدى للكرة ببراعة يُحسد عليها، ليأتي الرد الخجول من فيدال الذي انطلق في الجهة اليسرى، ثم أرسل عرضية على القائم البعيد لم تجد من يتابعها. مرة أخرى ظهر كاراسكو في الأضواء بتسديدة أرضية زاحفة أطقها من على حدود منطقة الجزاء، وأيضاً وقف بوفون بالمرصاد وأبعدها لركلة ركنية وسط دهشة جارديم الذي انتظر الكرة في الشباك، واستمر تفوق الفريق الفرنسي حتى جاء موعد الركنية التي أرسلت من الجانب الأيسر، وقابلها جيفري كوندوجبيا برأسه أمام أعين المدافعين، لكن من سوء طالعه مرت الكرة بجوار القائم الأيمن بقليل. في ظل انكماش أصحاب الأرض، حاول موتينيو مغالطة بوفون بتسديدة من خارج منطقة الجزاء، إلا أن تصويبته مرت فوق العارضة، وهنا بدأت انتفاضة بطل إيطاليا الذي استفاق من سباته عند الدقيقة 25، وتحديداً منذ عرضية ماركيزيو التي أهدرها هداف الفريق "كارلوس تيفيز" بغرابة شديدة وهو على خط منطقة الست ياردات، ليبدأ الفريق الفرنسي في الرجوع إلى الوراء لوقف الزحف الإيطالي على مرمى الحارس سوباسيتش. مع مرور الوقت، استحوذ رجال أليجري على منطقة الوسط وبدأ الضغط على دفاع وحارس موناكو لخطف هدف قبل الذهاب إلى غرف خلع الملابس، إلا أن أغلب المحاولات التي قام بها رفاق بيرلو على الدفاع الفرنسي، افتقدت للدقة في اللمسة الأخيرة، ووضح ذلك في الهجمة الأخطر على مدار الشوط، تلك التي صنعها تيفيز بوجه قدمه الخارجي خلف المدافعين لفيدال، على إثرها انفرد الأخير بالمرمى، ثم أطاح بالكرة فوق العارضة بغرابة شديدة، ليُصيب مدربه بالحسرة قبل انتهاء الحصة الأولى. على غرار ما حدث في الشوط الأول، بدأ أيضاً موناكو بضغط هائل في أول دقائق الحصة الأولى، ومرة أخرى نجح المُخضرم بوفون في الحفاظ على نظافة شباك بطريقة لا تُصدق، وكانت البداية بهجمة كاراسكو المرتدة التي انتهت بتمريرة للبديل الخالي من الرقابة بيرناردو الذي وجد نفسه أمام بوفون، ليُطلق بقدمه اليسرى صاروخ في الزاوية القريبة، لكن العملاق انتفض على الكرة كالأسد وأخرجها إلى ركنية ركنية، وسط تصفيق حار من قبل أنصار اليوفي لتحية حارسهم على عمله الرائع. في الوقت الذي اعتقد فيه الجميع أن موناكو في طريقه لخطف هدف الأسبقية، وقع كارفاليو في المحظور بدفعه موراتا داخل منطقة الجزاء، ليضطر الحكم لاحتساب ركلة جزاء، انبرى لها أحد نجوم المباراة "فيدال"، ونفذها بنجاح في المكان المستحيل على الحارس سوباسيتش، لتُعلن الدقيقة 57 عن تقدم أصحاب الأرض، ليتنفس أليجري الصعداء بعد هذا الهدف الذي أراح أعصاب الجميع. بعد الهدف، انحصر اللعب في وسط الميدان بشكل مبالغ فيه، مع أفضلية طفيفة لكبير إيطاليا الذي حاول عن استحياء تأمين المباراة بهدف ثان قبل رحلة لويس الثاني، في حين قام وصيف فرنسا في العام الماضي ببعض المحاولات اليائسة على أمل خطف هدف التعديل، وسيطر هذا الهدوء على المباراة، إلى أن أطلق الحكم صافرة النهاية معلناً فوز اليوفي بهدف نظيف.