تغلب بايرن ميونخ على أحزانه الأوروبية، بفوزه الثمين الذي حققه خارج قواعده على حساب هوفنهايم بهدفين نظيفين في المباراة التي جرت على ملعب "راين نيكار آرينا" في افتتاح الجولة ال29 من البوندسليجا، ليواصل الانفراد بالصدارة بالوصول للنقطة ال73 بفارق 13 نقطة كاملة عن الوصيف فولفسبورج الذي سيُقابل شالكه غداً الأحد، فيما تجمد رصيد هوفنهايم عند 37 نقطة ولا يزال في المركز السابع. البايرن الذي انحنى مساء الأربعاء الماضي أمام بورتو البرتغالي بنتيجة 1-3 في ذهاب ربع نهائي دوري الأبطال، بدأ اللقاء بضغط هائل على أمل تسجيل هدف مُبكر يُريح أعصاب اللاعبين لنسيان خيبة أمل موقعة الدراجاو من جانب، ولتحطيم معنويات الفريق المضيف قبل أن يطمع في المباراة من جانب آخر، إلا أن المحاولات التي قام بها رجال بيب جوارديولا في أول 10 دقائق لم تُسفر عن هز شباك حامي عرين أصحاب الأرض بومان. في المقابل لعب هوفنهايم على الهجمات المرتدة التي أزعجت قلبي دفاع دانتي وبادشتوبر، ومن خلفهما العملاق نوير، وكانت البداية بالعرضية التي أُرسلت من أقصى الزاوية اليمنى على القائم البعيد لموديست الذي ارتقى للكرة ثم ضربها برأسه قوية في المرمى، لكن من سوء طالعه مرت بمحاذاة القائم الأيمن للعملاق نوير الذي اكتفى بالنظر إلى الكرة وهي تمر بجانب قائمه، ليأتي الرد السريع برأسية من ليفاندوفيسكي مرت فوق العارضة بقليل. مع مرور الوقت، تمكن العملاق البافاري من بسط سيطرته على كل متر في الملعب، لكن دون خلق فرص حقيقية على مرمى الحارس بومان، وظل الوضع كما هو عليه حتى الدقيقة 30 التي شهدت الفرصة الأخطر، عندما سقط دانتي في المحظور بهفوته الساذجة، التي على إثرها انفرد موديست بالحارس نوير وجهاً لوجه، وفي الأخير سدد بقدمه اليمنى من داخل منطقة الجزاء، إلا أن حارس مرمى أبطال العالم ذاد عن مرماه ببسالة يُحسد عليها، وتصدى بقدمه اليمنى، لتذهب الكرة إلى ركلة ركنية لم تُستغل. بعد ضياع الانفراد السهل الصريح، دفع الفريق المضيف الثمن باستقبال شباكه لهدف في الدقيقة 37، وجاء الهدف عن طريق هجمة منظمة انتهت بتسديدة أرضية زاحفة أطلقها مولر من خارج منطقة الجزاء، لترتد من يد الحارس وتذهب إلى بودولسكي الذي مررها لسباستيان رودي الذي هيأ الكرة لنفسه، ومن ثم سدد كرة مقوسة في أصعب مكان في المرمى، ليتحرر بيب جوارديولا ويتنفس الصعداء بهذا التقدم الصعب. قبل انتهاء الشوط الأول بدقيقتين أتحيت أكثر من فرصة لهوفنهايم للعودة في النتيجة قبل الذهاب إلى غرفة خلع الملابس، لكن غياب التوفيق عن كيفن فولاند الذي أضاع رأسية بغرابة شديدة وهو بالقرب من منطقة الست ياردات، بالإضافة إلى تغاضي الحكم عن احتساب ركلة جزاء لبولانسكي الذي تعرض لإعاقة داخل منطقة الجزاء من قبل رود، أبقى النتيجة على حالها حتى نهاية ال45 دقيقة الأولى. مع بداية الشوط الثاني كاد العملاق البافاري أن يؤمن المباراة بهدف ثان عندما تلقى ليفاندوفسكي تمريرة داخل منطقة الجزاء، ثم هيأها لنفسه وأطلق قذيفة ارتطمت في العارضة، بعدها مباشرة ظهر فولاند في الأضواء حين لعب كرة مزدوجة مع فيرمينو، وفي نهاية المطاف حاول خداع نوير بتسديدة صاروخية، لكن من سوء حظه مرت الكرة فوق العارضة. جاء الدور على الإسباني ألكانتارا ليظهر في الأضواء بانطلاقة انتهت بتسديدة ارتدت من الحارس وتابعها مولر، ومرة أخرى انتفض عليها بومان كالأسد وأبعدها بأطراف أصابعه إلى ركلة ركنية، قبل أن يأتي الرد من كيفن فولاند بتسديدة أخرى تصدى لها نوير بصعوبة بالغة على مرتين، وبعد ذلك تبادل كلا الفريقين الهجمات حتى النهاية، مع أفضلية نسبية للفريق المحلي الذي حاول خطف هدف التعديل قبل فوات الأوان، لكن دون جدوى. في الوقت الذي اعتقد فيه الجميع أن المباراة في طريقها للانتهاء بهدف نظيف، جاءت اللقطة المضيئة الثانية في الوقت المحتسب بدل من الضائع حين هرب مولر من الجهة اليمنى ثم أرسل حولها المدافع أندرياس بيك بشكل خاطئ في مرماه، ليؤكد فوز البايرن بالثنائية التي جعلته أقرب من أي وقت مضى من معانقة اللقب للمرة الثالثة على التوالي.