ستتحدث انتخابات الفيفا بلغة الارقام اليوم، بعدما انهى كلا المرشحين السويسري جوزيف بلاتر، والاردني الامير علي بن الحسين، مشوارهما في حشد الاصوات قبل الوصول الى خط النهاية. وفي نظرة سريعة للارقام، نجد ان الاتحاد الدولي يضم تحت مظلته (209) اتحاد، وتحتل القارة السمراء نصيب الاسد بمجموع (54) صوتا، تليها قارة اوروبا (53) صوتا، ومن ثم القارة الاسيوية (47) صوتا، ويتبع ذلك اتحادات امريكا الشمالية والوسطى والكاريبي بمجموع (35) صوتا، وقارة اوقيانوسيا (10) صوتا و قارة امريكا الجنوبية بذات العدد يحق لهم التصويت. ووفقا للمجموع العام فان على احد المتنافسين حصد (105) صوتا لحسم المنافسة لصالحه في حال شاركت كافة الدول بالتصويت وحسمت موقفها مع واحد من الطرفين، ويكون ذلك في حال لم ينجح احدهما في حسم المنافسة في الجولة الاولى بالحصول على ثلثي الاصوات، اذ تنص التعليمات في حال عدم قدرة احد المتنافسين بالحصول على ثقة الثلثين في الهيئة العامة، يكون الحسم في الجولة الثانية. يستند بلاتر على قاعدة اسيا وافريقيا بالدرجة الاولى، لاسيما وان كلاهما قد اعلنا وقوفهما الى جانبه على حساب الامير علي الذي بدوره يستند على الاتحاد الاوروبي بالدرجة الاولى وبعض اتحادات القارتين الامريكيتين، لكن يبقى الاردني معولا على قدرته في الحصول على اصوات الاتحادات المغردة لخارج السرب الاسيوي والافريقي. وكانت توجهات الامير علي خلال حملته الترشحية واضحة، عندما جاب العديد من الدول الاسيوية والافريقية بحثا عن التأييد، وان لم تعلن تلك الدول موقفها الحاسم، لكن المؤشرات تدل على وجود نوع من الاسناد بشكل غير معلن، وربما يكون ذلك احد العوامل التي ساهمت في بقاء الامير علي في مواجهة بلاتر. اسيا تجدد الدعم جدد الاتحاد الاسيوي الذي دعمه للمرشح بلاتر، ولم يلق بالا للاحداث التي شهدتها سويسرا امس، واكتفى باصدار بيان اعرب من خلاله عن خيبة أمله وحزنه بعد الأحداث التي وقعت يوم الأربعاء في زيوريخ، ويعلن في ذات الوقت أنه يعارض أي تأجيل لانتخابات رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم. وحمل البيان تأكيدا بوقوف الاتحاد ضد أي نوع من الفساد في كرة القدم، وهو يدعم بشكل كامل لكل الإجراءات التي تقوم بها لجنة الأخلاق المستقلة في الاتحاد الدولي لكرة القدم عندما يحصل أي سوء تصرف، سواء أثرت هذه الإجراءات على مسؤولين آسيويين أو غيرهم. وتابع البيان ان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم لا زال يقوم بإجراءات الإصلاح الخاصة به، حيث قام بخطوات صلبة خلال العامين الماضيين من أجل تحسين الحوكمة في الاتحاد القاري، وهو يدرك في ذات الوقت أنه لا زال هناك الكثير من العمل المطلوب. وختم البيان، تأكيد الاتحاد الآسيوي لكرة القدم على القرار الذي اتخذه خلال اجتماع الجمعية العمومية في ساو باولو 2014، والذي تم تعزيزه في اجتماعي الجمعية العمومية بملبورن والمنامة عام 2015، لدعم رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم جوزيف بلاتر. بالمقابل، كان الموقف الاوروبي واضحا حيال قضية الفساد بدعم كبير للامير علي ملا في التغير، وزادت قناعات الاتحادات الاوروبية بموقفها السابق، بينما يخيم الهدوء على ردود افعال اتحادات بقية القارات.