نجحت ظهيرة أمس، مولودية وهران، في كسب الرهان الذي جمعها بالجارة السعيدية، في مواجهة خالفت كل التوقعات و التكهنات المسبقة، و التي وضعتها في خانة اللقاءات التي سيطغى عليها الجانب البدني و التكتيكي على حساب الجانب الفني بالنظر إلى أهمية نقاطها في تحديد مستقبل التشكيلتين في القسم الوطني المحترف الممتاز. والفضل في ذلك، و بكل أمانة، يعود إلى عناصر المولودية الوهرانية التي أبانت عن نواياها منذ إعطاء السيد حواسنية إشارة انطلاقها، حيث لم تمر سوى دقيقتين عن بدايتها حتى يتألق بلايلي، بعمل فردي داخل منطقة العمليات أجبر على إثره الحارس كيال إلى توظيف كامل خبرته لتحويل كرته إلى ركنية. وهي المحاولة التي أعطت بعض « الأفكار» لبعض زملائه في صورة عواج الذي انطلق في الد4 من على الجهة اليمنى ممررا الكرة إلى بحاري الذي فشل، هو الآخر، في مخادعة كيال الذي حولها إلى ركنية لم تأت بجديد. ومباشرة بعد مرور الدقائق الخمس الأولى، ظهرت نوايا أشبال المدرب لشقر، الذين حاولوا تنظيم صفوفهم في وسط الميدان، بفرضهم الضغط العالي على لاعبي المولودية و تطبيق نظام مراقبة لاعب للاعب، وهي الخطة التي تطلبت بعض الوقت للاعبي المولودية للتأقلم معها، و إيجاد الحلول المناسبة لها. د18 بحاري يفك شفرة كيال هو ما حدث في الد18 عندما قام بن عطية بتمرير كرة رائعة في العمق « للمايسترو» بلايلي الذي تمكن من خلال مراقبته للكرة التخلص من « ظله» الأمين و تمرير الكرة نحو بحاري الذي سجل هدفا بالعقب ولا أروع. وهو الهدف الذي حرّر لاعبي المولودية من الضغط الذي كانوا يعانون منه حيث كاد عواج في الد21 من إضافة الهدف الثاني لفريقه لولا خبرة كيال التي أجلت فرحته إلى غاية الد 25 عندما تمكن من تسجيل الهدف الثاني لفريقه مستغلا العمل الفردي الممتاز الذي قام به بوسحابة من الجهة اليسرى. وهو الهدف الذي جاء ردا على اللقطة الخطيرة التي قام بها الخط الأمامي لمولودية سعيدة في الد 23 عندما مرّر مادوني كرة على طبق لشرايطية الذي ضيع وجها لوجه أمام فلاح. الد 30 سعيدة تسترجع زمام الأمور تميّز الثلث الأخير من الشوط الأول بعودة عناصر المولودية السعيدية في جو اللقاء، وهو ما تزامن مع انخفاض في مستوى اللعب من كلا الجانبين وتضييع فرصتين سانحتين للتسجيل الأولى في الد44 عن طريق زاوي الذي فشل في وجه لوجه الذي كان له مع الحارس فلاحي. وهي المحاولة التي ردّت عليها عناصر المولودية المحلية دقيقة من بعد، بعمل جماعي رائع من قبل الثلاثي بلايلي، بحاري، بوسحابة الذي «أهدى» عواج فرصة إضافة الهدف الثاني له و الثالث لفريقه لكن سيد أحمد رفض الهدية بتوجيه قذفة قوية خارج الإطار. « الحمراوة» يبسطون سيطرتهم تميزت المرحلة الثانية من اللقاء، باستحواذ لاعبي سعيدة على الكرة في وسط الميدان، لكن دون أن تشكل أيّ خطورة على دفاع المولودية، بل الخطورة كل الخطورة كانت من جانب « الحمراوة» الذين أرادوا طيّ ملف « سعيدة» بسرعة بدليل الفرصة التي أتيحت لبحاري في الد46 بعد فتحت سباح لكن كيال كان أسرع، قبل أن يعلن الحكم عن ضربة جزاء بعد العرقلة التي تعرض إليها عواج في منطقة العمليات من قبل المدافع حمدي، تكفل بوسحابة بتنفيذها بكل نجاح. و بعد هذا الهدف « تركت» عناصر المولودية أشبال لشقر يستحوذون على الكرة في وسط الميدان دون أن يشكلوا أيّ خطر على الحارس فلاح، عكس كيال الذي أنقذ فريقه بمساعدة القائم من هدف محقق في الد 67 بعد قذفة بلايلي الذي استغل عملا ممتازا من قبل الثنائي عواج و بوتربيات. وفي الوقت الذي لم تغادر فيه أعين أنصار المولودية عقارب الساعة نجح بلايلي من إضافة الهدف الرابع لفريقه بعد استغلاله لعمل جيد من زميله هشام الشريف في الد82 و هو الهدف الذي جاء بعد أن فوّت زاوي الفرصة على نفسه في الد 80 من تسجيل هدف الشرف بعد أن فشل في مخادعة فلاح في مناسبتين. لتنتهي المواجهة بفوز مهم لعناصر المولودية المحلية من الناحيتين المعنوية و كذا في مجموع النقاط. بطاقة اللقاء ملعب أحمد زبانة بوهران، طقس مشمس، أرضية من العشب الاصطناعي جيدة. التحكيم للثلاثي حواسنية بمساعدة كل من عوماري وبداش. الانذارات: شرايطية الد22، حمدي الد49 (م. سعيدة) سباح الد 79 ( م. وهران) الأهداف: م. وهران: بحاري د18، عواج د25، بو سحابة د50، بلايلي د82 تشكيلة الفريقين: م.وهران: فلاح، بلعباس، كشوط، زيدان، سباح، بن عطية (ق) ( حريزي الد61)، بوتربيات ( بوكماشة الد 85)، بلايلي، عواج، بوسحابة ( هشام شريف الد69)، البحاري. المدرب : راوول صافوا م. سعيدة: كيال، حجاري، حمدي ( نايت الد59)، ميباراكو، برملة، بكايوكو، سعدي، قنيفي، زاوي، شرايطية، مادوني العيد (حديوش الد83). المدرب : لشقر رجلا المقابلة: بعد تحرك بلايلي وعواج، انتفض الهجوم ارتأينا هذه المرّة أن نشد عن القاعدة و نمنح وسام «رجل اللقاء» إلى لاعبين لفتا انتباه الحضور البارحة و سرقا الأضواء و كانا وراء الانتصار المحقق بفضل مهاراتهما و رغبتهما الجامحة في رد الاعتبار للفريق. وساهم الدوليان للأمال في الأهداف الأربعة المسجّلة. ونجح اللاعبان الصديقان داخل و خارج الميادين في نقل الفرحة إلى قلوب الحمراوة الذين تغنوا كثيرا باسم هذين اللاعبين الواعدين اللذين يمكنهما فعل المستحيل و قيادة التشكيلة إلى إحراز نتائج هامة عندما يكونان في يومهما ولعل الأداء المقدم من طرفهما في موعد البارحة سيمنحهما الثقة اللازمة قبل نهاية الموسم و تفكيرهما في مستقبلهما الكروي و هما اللذان يريدان الاحتراف بأوروبا أجلا. صافوا: «سعيد بهذا الفوز» « أنا جد سعيد بعد فوزنا بنقاط هذا اللقاء المهم، أعتقد أنّ التعادل الذي عدنا به من تيزي وزو، ساهم في هذا الفوز لأنه حررنا معنويا و جعل اللاعبين يثقون في إمكاناتهم و قدرتهم في تحقيق نتائج ايجابية. من بين النقاط الايجابية المسجلة في مباراة اليوم قدرتنا في العودة في أجواء المباراة كلما مررنا بفترة صعبة، وكذا حسن تسييرنا لبعض الفترات من اللقاء. كما أنّ اللاعبين الذين وضعنا الثقة فيهم أدوا دورهم على أحسن وجه في صورة اللاعب بلعباس». لشقر: «عشنا الجحيم قبل اللقاء» «عانينا من ضغوطات كبيرة قبل انطلاق المباراة، و لولا محافظ اللقاء لكانت الأمور ستأخذ منعرجا خطيرا. وهي المعطيات التي كانت انعكاساتها جد سلبية على الاعبين الذين ضيعوا فرصا سانحة للتسجيل بسبب تلك الضغوطات التي عشناها قبيل انطلاق اللقاء».