مرة أخرى ، سيبحث نجم كرة القدم الأرجنتيني ليونيل ميسي عن احتفال جماعي وجماهيري بعيد ميلاده عندما يخوض مع زملائه بالمنتخب الأرجنتيني غدا الجمعة المباراة المرتقبة والصعبة أمام نظيره الكولومبي في دور الثمانية لبطولة كأس أمم أمريكا الجنوبية (كوباأمريكا) المقامة حاليا في تشيلي. وتتزامن مباراة الغد مع احتفال ميسي بعيد ميلاده الثامن والعشرين ولكنه يتطلع هذه المرة إلى احتفال حقيقي مع زملائه والجماهير التي زحفت خلف الفريق إلى تشيلي أملا في فوز الفريق بلقب البطولة القارية للمرة الأولى منذ 22 عاما. وقبل عام واحد ، تمنى ميسي أن يحتفل بعيد ميلاده السابع والعشرين من خلال الفوز بلقب كأس العالم 2014 بالبرازيل خاصة وأنه وصل مع الفريق إلى النهائي بعد أيام من عيد ميلاده لكنه خسر مع راقصي التانجو أمام المنتخب الألماني. والآن تبدو الفرصة سانحة أمام ميسي للاحتفال أكثر من مرة في البطولة الحالية حيث احتفل اللاعب قبل أيام بخوض مباراته رقم 100 مع المنتخب الأرجنتيني وذلك في المباراة أمام جامايكا في ختام مباريات الفريق بالدور الأول للبطولة وإن لم يسجل ميسي أي هدف في هذه المباراة. والآن قد يستطيع ميسي الاحتفال مع فريقه بالاقتراب خطوة كبيرة من استعادة اللقب إذا تغلب على نظيره الكولومبي غدا الجمعة لاسيما وأن منافسه هذه المرة من أقوى المنتخبات في العالم والإطاحة به من البطولة تعني خروج أحد المرشحين بقوة من البطولة قبل المربع الذهبي وتظل الفرصة سانحة للاحتفال الأكبر في نهائي البطولة. ويأمل لاعبو المنتخب الأرجنتيني في إيقاد شموع عيد ميلاد الأسطورة ميسي غدا على استاد "ساوساليتو" بمدينة فينا دلمار. وقال ميسي لدى وصوله إلى تشيلي قبل بداية مشاركة فريقه في البطولة الحالية :"جئنا إلى هنا بمزيد من النضج. مستواي تطور ومرت السنوات. أصبح كل منا أكبر مما كان قبل سنوات وتعلم كل لاعب من الدروس التي واجهها. إنني شخصيا أشعر بالسعادة والهدوء التام مع عائلتي". ويخوض ميسي فعاليات هذه البطولة بعد فوزه مع برشلونة بالثلاثية (دوري وكأس أسبانيا ودوري أبطال أوروبا) في الموسم المنقضي ليكون أول فريق يحرز هذه الثلاثية للمرة الثانية بعدما فاز بها سابقا في 2009 في وجود ميسي أيضا. ورغم تقدم منتخب الأرجنتين بهدفين نظيفين في أولى مبارياته بالبطولة الحالية ، رد منتخب باراجواي بقوة في الشوط الثاني وتعادل 2 / 2 لينال المنتخب الأرجنتيني انتقادات هائلة ولكنه استعاد اتزانه سرعا وحقق الفوز على كل من أوروجواي وجامايكا بنفس النتيجة 1 / صفر ليبتعد الفريق عن مواجهة كانت محتملة في دور الثمانية مع منافسه التقليدي العنيد المنتخب البرازيلي بعدما تصدر كل منهما مجموعته في الدور الأول للبطولة. وكسر ميسي في البطولة الحالية العقم التهديفي الذي لازمه في كوباأمريكا منذ نسخة 2007 وأحرز هدفا في شباك باراجواي في المباراة الأولى لفريقه بالبطولة لكنه صام عن التهديف مجددا أمام أوروجواي وجامايكا. ولكن هذا لم يصبه باليأس أو التراجع عن محاولة تحقيق هدفه الأسمى في البطولة الحالية حيث يتطلع ميسي للفوز باللقب ليكون الأول له مع المنتخب الأول بعدما تجرع مع زملائه مرارة الهزيمة في نهائي المونديال البرازيلي. وقال ميسي :"جرح المونديال سيظل موجودا". والآن ، يركز ميسي على الأدوار الفاصلة في كوباأمريكا 2015 حيث يصطدم بالمنتخب الكولومبي غدا علما بأنها مواجهة ذات طابع خاص بالنسبة لميسي حيث يلتقي فيها مواطنه خوسيه بيكرمان المدير الفني للمنتخب الكولومبي والذي كان أول من دفع بميسي في المنتخب الأرجنتيني عندما كان مديرا فنيا للفريق في 2005 وإن اقتصرت مشاركته الأولى مع الفريق على دقيقة واحدة طرد بعدها من الملعب. ويمتلك ميسي الآن لكثير من الخبرة التي لا تسمح له بتكرار هذا رغم الخشونة الزائدة في مباريات البطولة والتي تثير غضبه مثل عدد آخر من اللاعبين الموهوبين. ويعرف ميسي تماما كيفية مواجهة التحديات حيث بدأ حياته الكروية بتحد مثير عندما سافر برفقة عائلته إلى أسبانيا ليلتحق بنادي برشلونة أملا في استمرار مسيرته كلاعب بعدما عانى من نقص في هرمونات النمو قبل أن يتلقى العلاج المناسب بإشراف برشلونة ليصبح بعدها بسنوات أفضل لاعب في العالم بعدما كان مهددا بعدم دخول عالم الاحتراف. وعلى مدار سنوات طويلة ، خاض ميسي العديد من التحديات مع برشلونة الأسباني وكان النجاح حليفه في معظم هذه التحديات. لكنه الآن يواجه التحدي الأصعب في مسيرته مع المنتخب الأرجنتيني وهو الفوز بأول لقب في البطولات الكبيرة منذ 22 عاما.