خلفت الهزيمة أمام فيورنتينا في افتتاح موسم الدوري الايطالي حالة من الحزن والإحباط في صفوف فريق ميلان وجماهيره وعشاقه . النادي اللومباردي أنفق ملايين الدولارات في الميركاتو الصيفي وتنبأ الجميع بعودته القوية للمنافسة بعذ هذه التدعيمات، ولكن جاءت الرياح بما لا تشتهي السفن، وتحطمت أحلامهم على صخرة الفيولا بهدفين نظيفين . وانهالت أسهم الإنتقادات على الدير الفني الجديد ميهايلوفيتش ووصفه البعض بالعاجز عن إحادث التغيير والطفرة في النتائج، ودافع عنه آخرون معللين موقفهم بأنه ليس الأول، العيب إداري بحت والإخفاق الفني يتحمل مسئوليته اللاعبون، خامة سيئة جدًا تتوافر بين يدي مدرب ماهر لن ينجح في صناعة أي شئ بها . ولكن الحقيقة أنه ورغم الهزيمة فمن المبكر جدًا الحكم على موسم الروسونيري، ما هي إلا مباراة واحدة التي خاضها الفريق، عناصره الجديدة لم تنصهر بعض ولم يعرف الإنسجام طريقه إلى التشكيلة . وفي هذا التقرير نتناول أهم النقاط التي قد تنقذ موسم ميهايلوفيتش وتحسن الأداء العام للروسونيري .. 1– دور الوسط الدفاعي النجم الهولندي نيغيل دي يونغ لن يكون قادرًا على تحمل أعباء وسط الملعب الدفاعية بمفرده فلي دوري هو الأعقد تكتيكيًا في العالم، ومن أجل ذلك بدأ الرجل في الببحث عن عنصر جديد يضاف إلى جوار محاربه الهولندي . زيادة الضغط على دي يونغ تدفعه أحيانًا إلى ارتكاب عديد الأخطاء ونيل البطاقات الملونة، ولا يجد أي سبيل لايقاف الهجمات غير الخشونة المتعمدة، هذا ليس عيبًا في اللاعب كما يعتقد البعض، إنما يكمن الخلل في الرسم التكتيكي وسوء التمركز وإنعدام التغطية الدفاعية السريعة في التوقيت المناسب . وفي مباراة الفيولا خاض ميهايلوفيتش المواجهة معتمدًا على دي يونغ وعلى يمينه بيرتولاتشي وعلى يساره بونافينتورا، اللاعبان فشلا دفاعيًا إلى حد كبير وهو ما وضح في شوط المباراة الأول ولم يقدما أي مساندة تذكر، وفي ظل اختفاء صانع الالعاب هوندا وخروجه مستبدلًا بعد حالة طرد ايلي تم عزل رأسي الحربة تمامًا عن خط الوسط، وانصب تركيز بيرتولاتشي وبونافينتورا على محاولة الاختراق والتمرير إلى الامام وهو ما فشلا به فشلًا ذريعًا . 2– تقدم الظهير المحسوب أكبر أخطاء ميهايلوفيتش التكتيكية يتعلق بالظهيرين دي تشيليو وأنتونيلي ..الثنائي حاول التقدم والإندفاع إلى الأمام للمساندة الهجومية بأوامر من المدرب، تصرف أدى إلى كارثة دفاعية، اللاعبان لا يتمتعان بسرعة الارتداد والعودة إلى المناطق الدفاعية عند فقدان الكرة، كما أن الثنائي الدفاعي رومانيولي ورودريغو ايلي لن تسعفهما قدراتهما في المواجهات المباشرة "واحد لواحد"، الاخير بالذات تورط في العديد من الأخطاء بسبب هذا الموقف واستحق الطرد بجدارة بعد مرور 35 دقيقة! تقدم الثنائي الجانبي لابد وأن يكون محسوبًا، وللتغلب على هذه الثغرة يتطلب تواجد محاور ارتكاز قادرة على التغطية وهو ما تحدثنا عنه في النقطة السابقة . واستغل سوسا مدرب الفيولا والوافد الجديد إلى مقاعد تدريب الكالتشيو هذه النقطة ببراعة، واعتمد على الثنائي جوسيب ايليسيتش وفيدريكو بيرنارديسكي في استغلال هذه الثغرة بين الظهير وقلب الدفاع على الجبهتين، وعند توافر رأس حربة مثل كالينيتش يرهق محوري الدفاع كان من السهل جدًا احراز المزيد من الأهداف لولا براعة الحارس الاسباني ديغو لوبيز . 3– تمويل الثنائي المعزول كيف ستصل الكرة إلى الثنائي كارلو باكا ولويز أدريانو؟! هوندا فشل تمامًا في التمرير والإختراق ويبدو أنه لن ينجح أبدًا، الظهيران دي تشيليو وانتونيلي ينقصهما الكثير لإرسال كرات عرضية مؤثرة تحسم المواقف الصعبة، وعندما يتقدمان تحدث كوارث دفاعية بسبب سوء التغطية! هل ستنزل الكرة من السماء أمام رأسي الحربة؟! لحل هذه المعضلة يلزم مساهمة كبرى من خط الوسط، تغطية سريعة وردة فعل مناسبة من جانب بيرتولاتشي وبونافينتورا، من الممكن استغلال الثاني تحت رأسي الحربة بشكل مؤقت مع إعطاء أدوارًا دفاعية لبيرتولاتشي وإستقدام محور دفاعي يساند دي يونغ في مهمته . تواجد جناح سريع مثل اليسيو تشيرشي هام جدًا في بعض أوقات المباراة، وإذا أجاد ميهايلوفيتش توظيفه واستغل سرعاته في الإختراق ودقة تمريراتها لعرضية سيكون أحد المفاتيح الهامة والحلول السحرية للمواقف الصعبة .