أكدت الصور والتقارير التي أعدتها بعثة "الخبر الرياضي" إلى فرنسا لمتابعة وتغطية التربص الأول للتشكيلة الوطنية تحت إشراف المدرب الفرانكو بوسني وحيد حليلوزيتش، بمركز ماركوسي، الخاصة بالمشاهد التي صنعها أفراد الجالية الجزائرية بفرنسا، بأن الفريق الوطني الجزائري لم يفقد بريقه، وأن شعبية التشكيلة الوطنية لا تزال كبيرة، فعلى الرغم من بعد المركز عن العاصمة الفرنسية باريس بحوالي 40 كلم، وتواجده بعيدا عن التجمعات السكانية الآهلة بالجالية المغاربية وعلى وجه الخصوص الجزائرية، وكذا تواجد المنتخب الجزائري هناك في شهر الصيام، إلا أن أسوار مركز ماركوسي وبوابته الرئيسية لم تنجوا من محاولات الاقتحام والتسلل، للتقرب إلى اللاعبين وأخذ أوتوغرافات والتقاط الصور الأوتوغرافية، كما عرفت المنطقة حركية كبيرة كسر هدوءها المعهود بالتوافد الكبير للمشجعين الجزائريين، حتى المقيمين بالمنطقة المعروفة بالسكنات الفاخرة لأصحابها من الأثرياء ورجال الأعمال. أسوار المركز أصبحت تشبه أسوار ملاعبنا لعل أول ظاهرة لفت انتباهنا وأثارت استغراب سكان المنطقة، تصرفات المغتربين من أصول جزائرية، وتهافتهم على رؤية عناصر المنتخب الوطني، ولو حساب الإجراءات الأمنية المتخذة هناك من أجل الحفاظ على السير الحسن للتربص، وكانت أسوار المركز تعج بالمشجعين الجزائريين والفضوليين الذين أبوا البقاء مكتوفي الأيدي أمام، وأخذوا يتسلقون أسوار المركز لإلقاء نظرة على التدريبات، في مشاهد تشبع فعلا ما نراه في ملاعبنا، والغريب في الأمر أن الظاهرة لم تتوقف عند الشباب الذين تسمح لهم عضلاتهم بتسلق الأسوار، بل شوهد حتى المسنون والنساء وهم يلقون النظرات من خلال الفجوات بين جدران الحائط الخارجي، وأبوابه، وكلهم متعطشين لمشاهدة عناصر منتخبنا الوطني، ما يعكس التعلق الكبير للجزائريين بالألوان الوطنية وحبهم الجنوني لكرة القدم. تراجع النتائج والهجرة إلى الخليج لم تؤثرا كثيرا وإذا كانت الأجواء الرائعة التي يصنعها أنصار الخضر سيما الجالية الجزائرية بالمهجر، التي عودتنا على التوافد بالمئات والآلاف على بعثات الخضر حيثما حلت للتربص والتحضير، أمرا عاديا لا يستحق إعطاءه أكثر من حجمه، فإن ما حدث في منطقة ماركوسي بحاجة إلى الوقوف عنده، خصوصا أمام تقلص حظوظ المنتخب الوطني في المرور إلى نهائيات كان 2012، والهزيمة المغزية التي تلقتها تشكيلة المدرب السابق عبد الحق بن شيخة أمام المنتخب المغربي برباعية كاملة في ملعب مراكش، فضلا عن الاستياء التي انتاب الجميع حيال الهجرة الجماعية لركائز التشكيلة الوطنية إلى البطولات الخليجية، وتخوف ملايين الأنصار من زوال جيل من اللاعبين كان له الفضل في إعادة بعث الكرة الجزائرية في المحافل الدولية والمنافسات الكبرى.