لم ينس أنصار شبيبة القبائل تلك الأجواء الرائعة التي عايشوها في رمضان الفارط أين تألق ممثل الجزائر في رابطة أبطال إفريقيا وتحدى أشبال السويسري آلان غيغر، الأهلي المصري والعملاق تي. بي. مازامبي وفرقا أخرى، وتأهل أسود جرجرة إلى المربع الذهبي مشرفين الكرة الجزائرية، بعدما رسم عشاق الشبيبة صورا احتفالية جميلة وهم يتلذذون بتحديهم لنادي القرن بالقاهرة أو بتيزي وزو. تلك الصور الجميلة زالت في هذه الصائفة وتحول مشهد الشبيبة في المنافسة القارية إلى صورة سوداء قاتمة بسبب الهزائم المتتالية التي لم يجد لها المدرب الشاب موسى صايب تفسيرا ، وأضحى الوضع شبيها بالكابوس الذي يلاحق الرئيس حناشي إلى درجة أنه أصبح يتمنى الخروج السريع من المنافسة ليطوي هذه الصفحة بأخف الأضرار. هذه المفارقة التي تعيشها شبيبة القبائل بين رمضان 2010 ورمضان 2011 هي في الحقيقة درس للرئيس حناشي وللفرق الجزائرية التي تريد أن تفرض وجودها قاريا، فالعمل الذي كان يقوم به السويسري غيغر عمل جبار ومضبوط واحترافي إلى حد أن الشبيبة ورغم أنها لم تكن تملك نجوما ولا لاعبين كبار إلا أنها أحسنت التحضير والتخطيط لمرحلة ما بعد نهاية الموسم وحققت بفضل المدرب السويسري نتائج فاقت كل التوقعات . والغريب أن شبيبة القبائل أنهت موسمها المنقضي في أحسن الظروف بعد تتويجها بكأس الجزائر قبل أن يترك حناشي كوادره يرحلون تباعا ويفرط في مدربه المخضرم رشيد بلحوت مستنجدا بموسى صايب الذي لم يجد من أين يبدأ في ترميم البيت الذي عصفت الريح بكل نوافذه وأبوابه. وبين تخطيط وحنكة غيغر في رمضان 2010 وقلة حيل صايب الشاب في رمضان 2011 وجدت الشبيبة نفسها في وضع لا تحسد عليه هذا الموسم وقد تنعكس المنافسة القارية بالسلب على النادي. وعوض أن يستوعب حناشي الدروس التي تقدمها له السنوات والمواسم بقي الرئيس حبيس أفكاره وقراراته الارتجالية بتنحية المدربين في كل مرة تتعثر فيها الشبيبة إلى درجة أن حناشي يحطم كل الأرقام فيما يخص استهلاك المدربين سواء حققوا نتائج إيجابية أم حصدوا الهزائم ، فكأس إفريقيا سيدي الرئيس لا تلعب ب"البريكولاج".