تحرك عقلاء نادي مولودية وهران بقيادة لاعبين كبار صنعوا أمجاد الكرة الجزائرية لإنقاذ ناديهم من الورطة التي هو فيها بسبب الاحتراف الأعرج، فنظم أبناء الحمراوة ندوة صحفية كشفوا فيها عن البزناسية الذين يتلاعبون بأموال النادي الهاوي، قائلين "المولودية بقرة حلوب فكيف لرئيس شركة النادي لا يملك ثمن تذكرة سفر أن يتولى رئاسة شركة بالملايير". كلام فريحة وزملائه هو الحقيقة بعينها، وما يحدث في وهران هو نفسه ما يحدث في أغلبية النوادي حتى لا نقول كل الفرق الجزائرية التي تدعي بأنها تسير نحو الاحتراف، ومهما قال وزير الشباب والرياضية بأن الدولة تساهم في تمويل هذه النوادي فإنها في حقيقة الأمر تمول في مجموعات من "تجار الشنطة" تحولوا بقدرة قادر إلى عالم كرة القدم يفقهون في التسيير الاحترافي ويتهجمون على كل من يكشف "عوراتهم". ما فعله أبناء الحمري هو رسالة واضحة من الأسرة الكروية للسلطات العمومية كي تتحرك لتنظيف الساحة من الطفيليين والانتهازيين، والسيناريو قد يتكرر في فرق ومدن أخرى، لأن خرجة عقلاء الحمراوة لمحاربة مجانين الكرة هي بادرة صحية، توحي بأن النزهاء لا زالوا موجودين، وأن أهل كرة القدم لا زالوا قادرين على الدفاع عن فرقهم، وأن قوى "التبزنيس" يمكن صدها، وأن السلطات العمومية ليست مجبرة على التعامل مع هؤلاء بل لها حلول أخرى. ولعل تصريح أحد أعضاء لجنة عقلاء الحمراوة يلخص ما يحدث في النوادي المحترفة الجزائرية، إذ هناك مسيرون ورؤساء مجالس الإدارة لم يضعوا سنتيما واحدا في رأس مال الشركة، وهناك من لا يملك حتى ثمن تذكرة سفر ويقول بأنه شريك في النادي ويرفض الرحيل بحجة امتلاكه لحصص مالية وهمية، والأمثلة في النوادي المحترفة الجزائرية عديدة، ومناصرو الفرق يعرفون جيدا هؤلاء الأشخاص الذين وجدوا في الاحتراف وسيلة للربح السريع، فلا يعقل أن تطلب شركة تجارية خاصة مساعدات البلدية والولاية مثلما هو الحال، إذ يتم في غالبية النوادي استخراج المال العام من النوادي الهاوية بتواطؤ رئيس النادي الهاوي ويصرف على الشركات التجارية الخاصة .. إنه جنون الاحتراف في الجزائر.