بعد الحوار الذي أجريناه مع المدير الفني للمنتخبات الليبية محمد صدقي الذي أكد أن اللقاء بين المنتخب الليبي والجزائري سيلعب في تونس بنسبة كبيرة جدا ومعرفة ردود الأشقاء الليبيين في القرعة التي أوقعت المنتخبين في الدور الأخير من التصفيات، اتصلنا أمس بالمدرب الرئيسي للمنتخب الليبي عبد الحفيظ أربيش للحديث عن حظوظ منتخبه في اقتطاع تأشيرة التأهل إلى النهائيات والحديث عن الأمور التي تخص المنتخب الليبي، أين أقر أربيش بأن الخضر يوجدون في أحسن رواق على الورق للمرور إلى “كان” جنوب إفريقيا. أهلا سيدي معك جريدة “الخبر الرياضي” ونود الحديث معك عن اللقاء المرتقب بين الجارين؟ سُعدت لسماع صوت الأشقاء وأنا في خدمتكم. أولا نهنئك على المردود الممتاز الذي ظهر به المنتخب الليبي في كأس العرب الأخيرة؟ شكرا لك حقيقة ظهرنا بوجه مشرف في الكأس العربية التي كنا على بعد خطوة من التتويج بها لولا عامل الحظ الذي أدار لنا ظهره وابتسم للمنتخب المغربي في ضربات الجزاء، بعد أن وقفنا الند للند أمام تشكيلة جيدة يمتلكها المغاربة، وأؤكد أن هذا المنتخب سيكون له شأن كبير مستقبلا خاصة بعدما تحرر جميع اللاعبين من الناحية الذهنية، كما كانت مشاركتنا في منافسة كأس العرب امتحانا حقيقيا وأفادتنا كثيرا خاصة في ظل توقف الدوري الليبي الذي جعل كل اللاعبين يتراجعون بشكل رهيب من الناحية البدنية . لاحظ الجميع في هذه الدورة أن المنتخب الليبي يملك إرادة ورغبة كبيرتين في الفوز، ما السر في ذلك يا ترى؟ أنت تعرف أن اللاعبين الحاليين للمنتخب الليبي عانوا كثيرا من نظام القذافي الذي كان وراء انحطاط مستوى الكرة الليبية ولا أخفي عنك أننا أردنا المشاركة في هذه الدورة لإبقاء المنافسة بين اللاعبين الذين يعانون من الناحية البدنية جراء توقف البطولة عقب اندلاع الثورة ولم نقم بأي تحضير مسبق، ورغم كل هذه النقائص إلا أن اللاعبين رفعوا التحدي بفضل إمكانياتهم الفنية وتحرروا من الناحية النفسية وأظن أن هذا هو سر تألقهم وبلوغهم اللقاء النهائي. سيد أربيش نعود للموضوع الذي أردنا الحديث عنه معك وهو القرعة التي أوقعت الجزائر وليبيا في اللقاء التصفوي الأخير، كيف ترى حظوظ المنتخب الليبي للتأهل؟ لم نكن أبدا نتوقع أن تضعنا القرعة مع بلد عربي شقيق وكنا نأمل في تفادي ذلك وبغض النظر عن المنتخب الذي سيتأهل إلا أن ذلك سينقص من عدد المنتخبات العربية التي كنا نأمل في مشاركتها من أجل زيادة حظوظ العرب بالتتويج بالكان القادمة، لكن القرعة لم تكن منصفة لا للمنتخب الليبي ولا حتى للمنتخب الجزائري، لكن يجب تقبل الأمر والشروع في التحضير لهذه المواجهة، كما أن التصنيف الذي اعتمد عليه الاتحاد الإفريقي في رأيي لم يكن عادلا، لأننا كنا نستحق التواجد في الصنف الأول بعد الأداء الذي قدمناه في كأس أمم إفريقيا بالغابون وغينيا الاستوائية وهو ما كان سيجنبنا مواجهة منتخب عربي. بكل صراحة، هل ترى أن لقاء الجزائر مع ليبيا ممكن أن يعرف بعد الانزلاقات مثل التي شهدتها مباراة الجزائر مع مصر؟ أجزم بأن المباراة لن تعرف أي أحداث في شاكلة التي وقعت بين منتخبكم ومنتخب مصر، لأن الكل يعرف طبيعة العلاقة لتي تربط الشعبين الليبي والجزائري والتي هي أسمى من كل شيء، لا أظن أن مباراة في كرة القدم ستفسد مصيرا مشتركا بين دولتين ولن تكون هناك أية مشاكل، بل بالعكس فإن هذا اللقاء سيكون عرسا كرويا بين الأشقاء وطابعه المغاربي سيزيد من حماسته. كثر الحديث عن المكان الذي سيحتضن مباراة الذهاب، بين من يقول سيُلعب في ليبيا وآخرون يؤكدون أنه سيلعب في بلد محايد؟ لنكن واقعيين، إن إجراء المواجهة في ليبيا يعد ضربا من الخيال وأمر مستبعد بشكل كبير بحكم الأوضاع غير المستقرة التي تعرفها ليبيا، أين سيكون من الصعب على السلطات تأمين المباراة، رغم أني كنت أرغب في استضافة اللقاء في طرابلس للاستفادة بشكل جيد من الدعم الجماهيري، إلا أن الأكيد أن اللقاء لن يخرج عن حيز بلدان الجوار وأقصد مصر أو تونس اللذين يبقيان الأقرب لاحتضان اللقاء. هل حقيقة الاتحادية الليبية راسلت الكاف من أجل احتضان طرابلس للقاء؟ لا علم لي بذلك ولا أظن أن الاتحاد الليبي قام بذلك للأسباب التي ذكرتها لك من قبل والمتعلقة بالأوضاع الأمنية. هل تملك معلومات عن المنتخب الجزائري، طريقة لعبه والعناصر التي يضمها حاليا؟ في الوقت الحالي لا أملك الكثير من المعلومات عن المنتخب الجزائري الذي لم أتابعه كثيرا واكتفيت فقط بمشاهدة لقائه أمام منتخب رواندا في التصفيات المونديالية وأعتقد أن اللقاء عرف فوز الجزائر بأربعة أهداف وهي المباراة التي قدم فيها لاعبوكم مستوى جيدا وخاصة من العمل الهجومي الذي كان جد فعال. والمدرب الذي يقود الجزائر حاليا، ما رأيك فيه؟ مدرب كبير وله اسم في الكرة الإفريقية والأوروبية والكل يعرف أنه أشرف على منتخب كوت ديفوار وأظن أنه يقوم بعمل كبير مع منتخبكم. ما هو تكهنك بنتيجة المباراة؟ لا يمكن التكهن في مثل هذه اللقاءات التي لها طابع خاص، إلا أن ما أتمناه هو أن تسود المباراتين الروح الرياضية العالية التي تعبر عن علاقة الشعبين الشقيقين وعلى الكل في البلدين أن يتفادى أشكال الفتنة والمنتخب الذي سيتأهل إلى جنوب إفريقيا سنكون خلفه.