عبر مدرب المنتخب الليبي عبد الحفيظ أربيش عن امتعاضه للقرعة التي أوقعت منتخب بلاده مع نظيره الجزائري، وظل يصفها بالظالمة وغير العادلة، مشيرا إلى أنه تمنى مواجهة أي منتخب إفريقي حتى لو كان كوت ديفوار على أن يواجه الجزائر. وقال مدرب "فرسان المتوسط" في حوار أدلى به ل"الشروق" عبر الهاتف، إن الاتحاد الليبي يسعى لأن تكون طرابلس أو بنغازي أرضا لهذه المباراة، وفي حال رفض "الكاف" سيتم اختيار مصر كبديل، ولفت إلى أن لاعبيه سيخوضون دورة دولية خلال شهر رمضان تحضيرا لمواجهة "الخضر". حظ موفق بعد تضييعكم للقب العربي في آخر محطة رغم لعبكم بطريقة جيدة وعودتكم من بعيد ... للأسف.. هذه هي كرة القدم، مثل هذه المباريات دائما تنتهي بفائز واحد، الكرة لم تبتسم لنا في ركلات الترجيح، لاعبونا ضيعوا ثلاث ركلات، كما أن هذه البطولات غير معتمدة، فلم نتمكن من المشاركة بالمحترفين واكتفينا ببعض المحليين رفقة لاعبي المنتخب الأولمبي، وأستغل الفرصة لأشكر الإخوة في السعودية على استقبالهم الجيد لنا وتنظيم بطولة في المستوى . ما تعليقكم على قرعة تصفيات كأس إفريقيا 2013 التي أوقعتكم مع المنتخب الجزائري؟ سمعنا بالخبر ونحن نحضر لمباراة نهائي كأس العرب ضد المنتخب المغربي الذي أهنئه على التتويج، وصراحة لا أخفي عنكم أننا كنا نتمنى مواجهة منتخب إفريقي، وليس عربيا، حتى لو كان كوت ديفوار، لأن المباريات العربية تعتبر لقاءات محلية، ولا يحكمها أي منطق، وتحسمها جزئيات صغيرة، ولا ينفع معها التكهنات، وللأسف صدمنا لهذه القرعة التي أعتبرها غير عادلة تماما وستحرم منتخبا عربيا آخر بعد المنتخب المصري من حضور العرس القاري. لماذا تقول إنها غير عادلة رغم أنها قرعة فقط؟ هي غير عادلة لأنها صنفت المنتخب الليبي في المستوى الثاني، رغم أننا نحتل الصف الرابع افريقيا، ثم لما تواجه الثالث افريقيا (المنتخب الجزائري) فالأكيد أن هذا ليس عدلا، وإذا رجعنا لنتائج كأس إفريقيا فنتائجنا أحسن من كثير المنتخبات التي صنفت في المستوى الأول، هذه القرعة لم تظلم ليبيا والجزائر فقط، بل ظلمت كل الكرة العربية. المنتخب الليبي تطور في الأشهر الأخيرة وسجل نتائج جيدة، ما تعليقك على ذلك؟ هذا صحيح.. المنتخب في تطور مستمر منذ سنة تقريبا، فبعد التأهل لكأس إفريقيا وتحقيق نتائج طيبة بها، ثم الفوز على الكامرون في تونس والمستوى الجيد الذي أظهره بعض لاعبي المنتخب الأول خلال مشاركتهم في كأس العرب مع المنتخب الأولمبي.. كل هذا يجعلنا تتفاءل، لكن أعيد وأكرر، مباراة الجزائر "داربي" ولا يمكن التكهن بنتيجتها، وسأظل أقول للمرة الألف إنها قرعة ظالمة، إلا أننا مطالبون باحترامها وسنلعب مباراة في كرة القدم أو بالأحرى ثلاث ساعات، وستنتصر الروح الرياضية في الأخير، سواء تأهلت ليبيا أو الجزائر لأننا سنفرح للمنتخب الذي سيمثل العرب في جنوب إفريقيا، وسنقف خلفه مثلما وقفنا خلف المنتخب الجزائري في مونديال جنوب إفريقيا. وهل تعولون على خوض هذا اللقاء في ليبيا؟ صدقني نريد ذلك فعلا، ليبيا جاهزة لاحتضان هذا العرس سواء في طرابلس أو في بنغازي، فالمشكل الأمني لم يعد قائما، واستقبلنا نوادي ونظمنا دورات عديدة وكلها مرت في ظروف رائعة، لقد راسلنا الاتحاد الإفريقي حتى لا يحرم الجمهور الليبي من حق متابعة منتخبه أسوة بباقي المنتخبات. وفي حال رفض الاتحاد الإفريقي لطلبكم وإصراره على أن تجرى المباراة في بلد محايد، أين تفضلون اللعب؟ أكيد أننا سنختار تونس بحكم أننا لعبنا فيها ضد الكامرون واستقبلونا بحفاوة ووفروا لنا كل الظروف الملائمة، ونجحنا في الفوز على أرضهم، وإلا فسنختار مصر بحكم قربها أيضا من ليبيا، وبالتالي عدم حرمان جمهورنا من التنقل إلى مصر لمؤازرتنا. لكن اختيار تونس قد لا يكون في صالحكم بحكم قربها الشديد من الجزائر، سواء من الشرق أو من الجنوب وهذا ما يسمح بتنقل جحافل من الجماهير للوقوف خلف المنتخب الجزائري؟ هذا صحيح، لذا نحن نفكر في اللعب بمصر أكثر من تونس، خاصة أننا لعبنا فيها ضد الموزمبيق وحققنا فوزا أيضا سمح لنا بالتأهل لنهائيات كأس إفريقيا، كما أن المنتخب الليبي اعتاد على اللعب خارج أرضه وحقق نتائج في المستوى، وبالتالي هذا ليس معيارا ولو أننا نريد الاستقبال بليبيا. وفي حال رفض السلطات المصرية والتونسية طلبكم بسبب ظروفهما الأمنية، هل ستختارون دولة عربية أخرى؟ نحن نتمنى أن نلعب في ليبيا، وفي حالة رفض ذلك من الاتحاد الإفريقي، الأكيد سيكون لنا خيار ثالث قد نحدده في الأيام المقبلة. أكيد أنك تتابع المنتخب الجزائري، فما رأيك فيه؟ أتابع المنتخب الجزائري بطبيعة الحال، شاهدت الكثير عنه في مباريات مختلفة، لكني لم أشاهد مبارياته كاملة، وهذا ما سأقوم به من الآن لدراسة كل صغيرة وكبيرة عن الخضر، وتحضير النهج التكتيكي الملائم للنجاح في مهمتنا، خاصة أن مباراة الإياب ستكون في الجزائر، وبالتالي مفروض علينا أن نحقق نتيجة ايجابية في مباراة الذهاب حتى نلعب بكل راحة في الجزائر. هل تعرف بعض اللاعبين الجزائريين أو وضعت بعضهم في ذاكرتك؟ المنتخب الجزائري غني عن التعريف، والكثير من لاعبيه ينشطون في البطولات الأوروبية ويؤدون مستويات ممتازة، كما أن المنتخب الجزائري تطور مؤخرا بعد مجيء المدرب البوسني وحيد خاليلوزيتش الذي أعرفه جيدا وأعرف عقليته التي تتركز أساسا على النزعة الهجومية. .. وهل أنت قلق من هذه النزعة الهجومية؟ لا ليس إلى هذا الحد، لأننا تقريبا نلعب بنفس الطريقة، فلو شاهدتم مباراتنا مع الكامرون لاكتشفتم أننا هاجمنا طيلة التسعين دقيقة ولم نرحم دفاعهم، وسنلعب بنفس الطريقة مع الجزائر، فمن يريد التأهل عليه اللعب جيدا في الهجوم، سنحاول مفاجأة دفاعكم، لكن لا زلت أؤكد أن القرعة ظالمة، ظالمة.. يبدو أنك غير راض تماما عن نتيجة القرعة...؟ أي عربي لا يمكنه أن يرضى بمثل هذه القرعة، الفرحة تكتمل لما يتأهل كل العرب، ليس لما نقصي بعضنا البعض. حتى المدرب خاليلوزيتش تمنى أن يواجه منتخبا افريقيا على مواجهة المنتخب الليبي، ما تعليقك على ذلك؟ المدرب خاليلوزيتش محنّك ويعرف جيد أن المباريات المحلية تختلف عن باقي المباريات، وتلعب على جزئيات صغيرة. البطولة في ليبيا متوقفة وهذا ليس في صالحكم.. أليس كذلك؟ نعم، البطولة متوقفة منذ عام، لكننا عوضنا ذلك بالمباريات الودية والمشاركة في كل المنافسات، كما أن الكثير من اللاعبين انتقلوا إلى نوادي عربية، ضف إلى ذلك سنلعب دورة ودية في ليبيا في شهر رمضان بطرابلس تُشارك فيها نوادي عربية وأجنبية كبيرة، وهذا ما سيسمح لنا بالوقوف على إمكانات منتخبنا والتحضير الجيد لموعد الجزائر. سبق لك أن زرت الجزائر لما كنت مدربا لنادي خليج سرت ولعبت ضد الوفاق السطايفي، ماذا تتذكر عن ذلك؟ نعم كان ذلك منذ 3 سنوات تقريبا، يومها كنت استلمت النادي لتوي في ظروف صعبة جدا بعدما تأهلنا ضد فريق من تانزانيا. قبل أن نختم الحوار، هل ترى أن المنتخب الليبي قادر على تخطي عقبة جاره الجزائري؟ بطبيعة الحال، فأي مدرب يأمل أن يفوز ويتأهل، والمنتخب الليبي تطور كثيرا وأصبح يقارع الكبار، ونتائجه تشهد له بذلك، لكننا نحسب ألف حساب للمنتخب الجزائري الذي يعتبر قوة كروية، وهذا ليس من اليوم بل من زمان، فالمنتخب الجزائري معروف ومشهور، والكرة الجزائرية لها سمعتها، للأسف القرعة الظالمة هي التي أوقعتنا مع بعض، لذا أتمنى أن نشهد عرسا كرويا، وأن يكون الفائز هو الروح الرياضية، وأن نعطي درسا لكل العالم أن المباريات العربية هي أعراس قبل أن تكون تنافسا، وصدقني سواء تأهلنا نحن أو تأهلت الجزائر ستكون الفرحة واحدة.