لأول مرة في تاريخ الألعاب الأولمبية، منذ أن قرر الفرنسي، جون دي كوبرتان، إعادة بعثها من جديد مع مطلع القرن التاسع عشر، تقرر اللجنة الدولية الأولمبية، التي يترأسها البلجيكي، جاك روغ، الاستعانة بوضوح وبشكل مباشر، بأجهزة المخابرات في مختلف دول العالم، لمحاربة ظاهرة تعاطي المنشطات من قبل الرياضيين والرياضيات، من خلال جمع المعلومات الاستخباراتية التي تجمع من مسؤولي الرياضة والسلطات في الدولة بشكل عام، وذلك في محاولة للقضاء على هذا الوباء الخطير، حفاظا على النزاهة الرياضية، وعلى سمعة وشرف الألعاب الأولمبية، التي شهدت في السنوات الأخيرة انتشارا رهيبا لتناول المواد المحظورة، بما يؤثر على النتائج الرياضية، بل ويصيب شرف الممارسة الرياضية الأولمبية في الصميم. معلومات دقيقة ومفصلة حول الرياضيين المشتبه بهم حسب رئيس اللجنة الطبية في اللجنة الأولمبية الدولية، السيد آرني ليونجكفيست، فإن الألعاب الأولمبية المقامة حاليا بالعاصمة البريطانية لندن، شهدت لحد الساعة، 1461 اختبارا للكشف عن المنشطات، مشيرا إلى أن معلومات دقيقة ومفصلة تجمع حول الرياضيين المشتبه بهم، من خلال الاستعانة بما تقدمه أجهزة المخابرات للدول التي ينتمي إليها الرياضيون المعنيون، مؤكدا بأنه من المتوقع أن تجرى اختبارات أكثر تطورا أثناء أولمبياد لندن، مقارنة بالاختبارات التي أجريت خلال دورة الألعاب الأولمبية التي أقيمت في العاصمة الصينية بيكين العام 2008، وقال المسؤول الطبي الدولي بهذا الخصوص “ارتقينا بالاختبارات في كل الألعاب، فالشيء الأهم هو الجودة، نجري المزيد من الاختبارات، اعتمادا على المعلومات الاستخباراتية”. أجهزة المخابرات الأكثر دراية بما يحدث في عالم المنشطات ويبدو أن التصريح العلني والمباشر لأعلى مسؤول طبي في اللجنة الدولية الأولمبية، بأن مصالحه تعتمد على المعلومات الاستخباراتية الدقيقة، لمحاربة ظاهرة تناول المنشطات، يعكس الاهتمام الكبير من الهيئة الأولمبية الدولية، بهذه الظاهرة الخطيرة، التي كان رئيسها، جاك روغ، قد أعلن الحرب عليها منذ ترؤسه هذه اللجنة خلفا لسامارانش، وها هي إحدى وسائل الحرب تتكشف عن نفسها، من خلال التصريح بالاستعانة بأجهزة مخابرات الدول، باعتبار هذه الأجهزة الأكثر دراية بما يحدث في عالم المنشطات، والأكثر حيازة لأدق المعلومات والتفاصيل الخاصة بنشاط الرياضيين والرياضيات في بلدانهم. ثبوت تناول رياضيين اثنين للمنشطات خلال الأولمبياد الحالي وكانت اللجنة الأولمبية الدولية، قد أعلنت قبل أيام، أن نتائج إيجابية ظهرت لتحاليل عينات اثنين فقط من أصل 1461 رياضيا خضعوا لاختبارات المنشطات حتى الآن، ويتعلق الأمر بلاعبة الجمباز الأوزبكية، لويزا جاليولينا، لحين تحليل العينة الثانية لها، بعد أن أظهرت تحاليل العينة الأولى وجود مادة فوروسوميد المدرة للبول، وكذا الرباع الألباني، هايسن بولاكو، الذي أقصي بعدما أظهرت الاختبارات تعاطيه مادة ستانوزولول المحظورة، علما أن اختبارات المنشطات تجرى منذ افتتاح القرية الأولمبية الخاصة بالرياضيين في لندن بتاريخ 16 جويلية المنقضي، وتستمر إلى غاية نهاية الأولمبياد في 12 أوت الجاري.