باستدعائه أول مرة لحمل ألوان المنتخب الجزائري، توجب علينا تعريف عشاق الخضر بالموهبة الشابة إسحاق بلفوضيل لاعب نادي بارما الإيطالي ولمن لا يملك أي خلفية عنه نقول أنه ولد إسحاق بمدينة مستغانمبالجزائر في 12 جانفي 1992 قبل أن يتنقل رفقة أفراد عائلته الصغيرة إلى العاصمة للعيش في حي ديدوش مراد بوسط المدينة التي كان يشتغل فيها والده كإطار في الجمارك الجزائرية قبل أن يقرر في بداية الألفية الثالثة الرحيل نحو فرنسا والاغتراب هناك، حيث قرر إدخال ابنه الذي لم يتعد حينها سن السابعة إحدى مدارس تكوين الكرة بعد أن لاحظ أنه يملك إمكانات تجعله لاعبا كبيرا في المستقبل، حيث يلعب حاليا في البطولة الإيطالية وهو الذي يملك بنية مورفولوجية قوية ستساعده حتما في ضمان مكان أساسي مع الخضر «يزن81 كلغ وطوله1.91 متر». بداياته مع الكرة كانت في مدرسة أولمبيك إيلانكور مثله مثل بقية اللاعبين الجزائريين المغتربين، أظهر بلفوضيل إمكانيات كبيرة أثناء لعبه لمباريات مصغرة في شوارع باريس حي إلانكور الذي كان يقطنه قبل أن يلفت الانتباه له ويقرر والده دمجه في مدرسة تكوين ذات الحي، حيث تعلم هناك أبجديات الكرة ليتنقل بعدها إلى مدرسة أف سي طراب الذي تخرج منه النجم نيكولا أنيلكا، حيث أبان عن إمكانات هجومية كبيرة، حيث كان يسجل في كل مباراة يلعبها أهدافا ثمينة جعلته النجم الأول لفريقه. أظهر إمكانات كبرى بانضمامه إلى مدرسة تكوين «البي أس جي» لم يفوت كشافو نادي باريس سان جيرمان فرصة رؤيتهم للاعب الجزائري إسحاق بلفوضيل يتألق مع نادي أف سي طراب ليخطفوه ويضموه لفريق العاصمة الفرنسية والذي قضى فيه أحلى أيام مسيرته الكروية ضمن الفئات الشبانية ويجلب إليه أنظار كشافي ومناجرة مختلف الأندية الذين اتصلوا بوالده عارضين عليه فكرة تقمص ابنه للأندية التي يمثلونها وهو الأمر الذي رفضه والد إسحاق الذي كان يريد بقاء ابنه بجانبه بسبب الدراسة. لعب بعدها في بولوني بيلانكور وخطف الأنظار في كليرمون فوت لم تدم تجربة بلفوضيل مع باريس سان جيرمان، حيث غادر بعدها نحو نادي بولوني بيلانكور الذي لم يظهر معه كثيرا قبل أن يقرر تحويل الوجهة نحو فريق كليرمون فوت المعروف بمدرسته وهي المدرسة التي طور فيها بلفوضيل مواهبه وأصبح أكثر نجاحا من الناحية التكتيكية وهدافا لفريق شبانها الشيء الذي جعل كبار أندية البطولة الفرنسية تتهافت لخطفه وهو لم يتعد سن ال16 من عمره. وقع لنادي ليون سنة2008 أول عقد احترافي لأربع سنوات بعد أن عرف كيف يجلب إليه أنظار مسؤولي كبار أندية «الليغ1»، كان بلفوضيل على موعد مع اختيار أحسنها وكان عرض أولمبيك ليون الذي سيطر على البطولة خلال العشرية السابقة الأحسن، حيث وقع اللاعب الفرانكو جزائري في ال12 من شهر نوفمبر من سنة2008 عقد لاعب شاب مع الفريق مدته أربع سنوات كاملة في خطوة أولية كبرى مهدت لبروز لاعب كبير. هذا وكانت أول مشاركة لبلفوضيل مع الفريق الأول لليون في «الليغ1» في شهر أوت من سنة2009 وسنه لم يتعد ال17 سنة، حيث شارك في لقاء أوكسير ليستدعى بعدها ب3 أيام للعب لقاء كأس رابطة الأبطال الأوروبية ضد نادي أندرلخت ، حيث شارك احتياطيا لمدة 30 دقيقة كاملة مكان زميله ليساندرو لوباز لم ينل فرصته الكاملة مع أولمبيك ليون الفرنسي ليقرر المغادرة رغم أنه كان دائم الحضور إلى التدريبات وتألق كثيرا مع الفريق الثاني لأولمبيك ليون إلا أن ذلك لم يسمح له بالظهور في مرات كثيرة مع بطل فرنسا سابقا وذلك بسبب وجود لاعبين نجوم في ذات الفريق ليكتفي طيلة الثلاث سنوات ونصف التي مكث فيها بليون بلعب 13 مباراة فقط مع الفريق الأول وكانت كلها في لقاءات غير مهمة أو في غياب اللاعبين الدوليين لارتباطاتهم مع منتخبات بلدانهم. انضم لبولونيا الشتاء الفارط في شكل إعارة بعد أن عانى من تهميش المدربين الذين تعاقبوا على العارضة الفنية لأولمبيك ليون، قرر اللاعب المغادرة شتاء الموسم المنقضي بعد أن وصلته عدة عروض سيما من البطولة الإيطالية التي اختار فريق بولونيا ليلعب له على شكل إعارة لمدة 6 أشهر لبعث مشواره معه وتقديمه لأندية وعشاق «الكالتشيو» وهو ما أفلح فيه بلفوضيل الذي شارك في 8 مقابلات خلال الستة أشهر الماضية وتمكن من فرض نفسه في عديد اللقاءات كأساسي بعد أن اندمج بسرعة بسبب تواجد مواطنه سفير تايدر الذي سهل له المهمة وهو الذي عانى في البداية بسبب عدم إتقانه اللغة الإيطالية. نادي بارما خطفه منه خلال الميركاتو الصيفي بعرض مغر رغم أن كل المؤشرات كانت توحي بشراء عقده من طرف إدارة بولونيا خلال شهر جوان الفارط إلا أن المفاجأة صنعها نادي بارما الذي عرف كيف يدخل السباق ويفوز بصفقة بلفوضيل في آخر لحظة بعد اتفاقه على شراء عقد اللاعب الفرانكو جزائري من إدارة ليون مقابل2.5 مليون أورو مع منح اللاعب راتبا شهريا محترما ليقدم بعدها لوسائل الإعلام ويحمل الرقم 39 الذي يتمنى أن يكون فأل خير عليه حسب ما أكده في تصريحات خص بها الموقع الرسمي لنادي بارما منذ أيام. اللاعب تدرج في مختلف الفئات الشبانية للمنتخب الفرنسي بالعودة إلى المسيرة الدولية للاعب الذي سيكون الأسبوع القادم على موعد مع حضور تربص سيدجي موسى قبل التنقل إلى الدارالبيضاء للمشاركة مع الخضر في اللقاء الذي سيجمعهم بمنتخب ليبيا في إطار لقاء ذهاب الدور التصفوي الأخير المؤهل لنهائيات كأس إفريقيا2013، فإن بلفوضيل الذي تألق في مختلف الأندية الفرنسية تدرج كذلك في مختلف الفئات الشبانية للديكة، حيث استدعي لأول مرة لحمل ألوان منتخب أقل من 17 سنة 2008 ليشارك بعدها خلال سنة2009 مع الديكة في بطولة أوروبا للأمم لأقل من 17 سنة ويظهر إمكانات كبيرة رشحته للمواصلة مع المنتخب الفرنسي لأقل من 18 سنة والذي شارك معه في 6 مباريات كاملة وقع خلالها6 أهداف جعلته يطرق أبواب منتخب أقل من 19 سنة والذي أصبح قطعة أساسية فيه وشارك معه في 13 مباراة سجل خلالها هدفين آخرين ممهدا الطريق لحمله ألوان آمال فرنسا سنة 2010، حيث وجهت له الدعوة للعب مباراتين سجل خلالهما هدفا واحدا قبل أن يتصل به أعضاء الفاف نهاية السنة الفارطة عارضين عليه اللعب للمنتخب الجزائري الأول وهو الأمر الذي وافق عليه اللاعب دون تردد لكنه أجل الالتحاق بتشكيلة محاربي الصحراء إلى حين جاهزيته لذلك وعودته إلى المنافسة الرسمية التي كان بعيدا عنها في ذلك الوقت. زيارته إلى الكيان الصهيوني مع الديكة صنعت ضجة في الجزائر لا شك أن حديثنا عن مسيرة النجم الواعد إسحاق بلفوضيل لن تمر دون أن نتحدث عن زيارته إلى الكيان الصهيوني رفقة منتخب فرنسا للآمال والذي لعب لقاء وديا هناك وهي السفرية التي خلفت ضجة كبرى في الجزائري ولدى رواد المنتديات الرياضية الذين رفضوا دخول اللاعب إلى إسرائيل لكن بلفوضيل خرج بعدها ليدافع عن نفسه ويؤكد أن سبب ذهابه إلى الكيان الصهيوني كان لمجرد لعب مباراة هناك مع منتخب فرنسا الذي يعترف بدولة إسرائيل كما أكد بلفوضيل حينها أنه مسلم ويؤدي جميع الفرائض من صلاة، زكاة وصوم مثله مثل بقية اللاعبين الجزائريين المتواجدين عبر مختلف البطولات العالمية. لا يتوانى في زيارة بلد أجداده كلما سنحت له الفرصة نقطة أخرى تحسب لبلفوضيل وهي مداومته على زيارة بلد أجداده الجزائر التي رأى فيها النور، حيث كان يواظب دوما على زيارة مدينة وهران التي يعشقها ويفضل التمتع بزيارة شواطئها كلما سنحت له الفرصة لزيارة الأحباب والأهل بما أنه والده من مواليد «الباهية» ويبدو أن ارتباط اللاعب الشاب مع الأندية المحترفة وتحضيرات المواسم الكروية والرزنامة المكثفة جعلته لا يزور الجزائر منذ صائفة سنة 2006 وهي تاريخ آخر زيارة للجزائر. يتابع منذ الصغر الفريق الوطني وشجعه بقوة في مونديال2010 لعل الشيء الذي يختلف فيه بلفوضيل عن بعض لاعبي المنتخب الوطني من المغتربين هو ولاؤه الكبير للجزائر وحبه للخضر ، كيف لا وهو الذي كان يتابع أخبارهم منذ الصغر ويشجعهم ويفرح لفرحهم قبل أن يصبح مناصرا وفيا لهم منذ أن تنقل لمدينة ليون التي تعيش فيها الجالية الجزائرية بقوة، حيث تابع مباريات تصفيات المونديال هناك قبل أن يشجع أشبال سعدان في مونديال جنوب إفريقيا بحماسة كبيرة. روراوة تكتم عن خبر تأهيله و «حاليلو» فاجأ الجميع باستدعائه رغم الأحاديث التي دارت في وقت سابق عن قرب حمل بلفوضيل لقميص الخضر إلا أن لا أحد كان يتوقع استدعاء لاعب بارما الإيطالي للمنتخب الجزائري بمناسبة مقابلة ليبيا سيما أن الفاف لم تتحدث عن تأهيله بما أن المسؤول الأول على تسيير شؤون الكرة محمد روراوة وخلافا لجميع اللاعبين الذين نجح في وقت سابق في خطفهم من المنتخب الفرنسي فضل التكتم هذه المرة عما يقوم به وقام بتأهيل اللاعب وفقا لقانون «الباهاماس» الذي يتيح للاعبين الشبان المزدوجي الجنسية اختيار المنتخب الذي يريدون تمثيله رغم لعبهم لمنتخب آخر ليكون بعدها حاليلوزيتش في الموعد ويوجه الدعوة لبلفوضيل في أول مناسبة تسنح له ويبدو أن السبب وراء ذلك هو محاولة الإسراع في دمجه تحسبا لمشاركته في نهائيات كأس إفريقيا2013 في حال وفق المنتخب الجزائري في تخطي عقبة منافسه الليبي في آخر أدوار التصفيات.