احتفل مانشستر يونايتد بثاني انتصاراته خارج أولد ترافورد بعد ظهر اليوم حين حل ضيفاً على ليفربول في ملعب أنفيلد روود ضمن مباريات الجولة الخامسة، ليرفع رصيد نقاطه ل12 نقطة في المرتبة الثانية خلف تشيلسي المتصدر ب13 نقطة بعد فوزه المتأخر يوم أمس السبت على ضيفه “ستوك سيتي” بهدف دون رد. المباراة امتلئت بالاثارة والمتعة من قبل بدايتها بساعة كاملة، استطاع ليفربول بعشرة لاعبين التقدم بهدف أحرزه ستيفن جيرارد في الدقيقة 46 بعد انتهاء الحصة الأولى بالتعادل السلبي وطرد لشيلفي، لكن الريدز لم يهنأ بهذا التقدم طويلاً عندما نجح المدافع الأيمن رافائيل دا سيلفا من تسجيل هدف التعديل بطريقة ممتازة، وقبل نهاية اللقاء بعشر دقائق وقعت حادثة ستثير جدلاً واسعاً في الأوساط الإنجليزية حين احتسب الحكم ركلة جزاء لفالنسيا على جونسون نفذها فان بيرسي بنجاح ليضمن النقاط الكاملة للشياطين الحمر. مشهد حضاري عاش محبي البريميرليج واحدة من أجمل اللحظات في تاريخ البطولة منذ زمن بعيد حيث ذابت كل الخلافات بين أكثر ناديين عداءً “ليفربول ومانشستر يونايتد” قبيل بدء المباراة المرتقبة بينهما على ملعب أنفيلد روود في ثاني أيام الجولة الخامسة من موسم 2013/2012. الاعتراف الذي أدلى به رئيس وزراء بريطانيا “ديفيد كاميرون” قبل 10 أيام بتسبب الشرطة الإنجليزية في وقوع كارثة ملعب هيلزبره الشهيرة التي لقي بسببها 96 مشجع مصرعه في مباراة ببطولة كأس إنجلترا بين ليفربول ونوتنجهام فورست، ودفع هذا الاعتراف إدارة مانشستر يونايتد للمبادرة للصلح مع ليفربول والمشاركة في كرنفال كبير قبل كلاسيكو إنجلترا بأكثر من ساعة. وتحدث التقت محطة سكاي سبورتس مع سير أليكس فيرجسون وبرندان رودجرز قبيل انطلاق المباراة ب30 دقيقة عن الإرشادات التي قدموها للاعبيهم لإخراج المناسبة في أفضل صورة ممكنة دون مشاكل، ليظهر بعد انتهاء هذا اللقاء جمهور ليفربول في أفضل صورة حين عرض لافتات ضخمة باللون الأحمر والأبيض عن ضحايا حادثة هيلزبره ومن ثم نشدهم لأغنيتهم المفضلة “لن تسير وحدك أبداً يا ليفربول”. واستطاع نجوم ليفربول فرض سيطرته على مُجمل أحداث الشوط الأول في ظل تركيز اليونايتد على الهجمات المضادة بقيادة كاجاوا ولويس ناني لكنها لم تكتمل لضعف التمريرات في ظل غياب بول سكولز عن أم المعارك التي تألق فيها “جو آلين وشيلفي” ومعهما ستيفن جيرارد. وعاب على ليفربول انهاء الهجمات بالصورة الصحيحة أمام مرمى الحارس “لينديجارد”، كما قدم خط دفاع الشياطين الحمر الذي غاب عنه نيمانيا فيديتش بداعي (الراحة) أداء رائع بقيادة ريو فرديناند وإيفانز لدرجة دفعت عشاق ليفربول للمطالبة باحتساب ركلة جزاء مع كل انزلاق لريو فرديناند أو إيفانز بسبب تفوقهما الكبير على ثنائي هجومهم “فابيو بوريني ولويس سواريز”. وبدأ ليفربول اللقاء بنفس الرباعي الذي شارك الجولة الماضية أمام سندرلاند في خط الدفاع “كيلي، آجير، سكرتيل وجلين جونسون” وفي خط الوسط الدفاعي “جيرارد وآلين” وفي الوسط المتقدم “سترلينج، شيلفي وبوريني” وأمامهم لويس سواريز، برسم تكتيكي 4-2-3-1. ولعب اليونايتد بنفس تخطيط ليفربول على الورق لكن التنفيذ لم يكن مماثلاً بسبب الإنكماش الكبير للاعبي الوسط وضعف تمريرات ناني وكاريك، وغاب عن اللقاء كذلك “ديفيد دي خيا” ليحل “ليندجار” محله وتواجد جيجز في الوسط بدلاً من سكولز، ولعب كاجاوا خلف فان بيرسي لعدم تعافي روني من الإصابة. جس النبض لم يستمر طويلاً بإطلاق ريان جيجز تصويبة قوية من خارج منطقة الجزاء مرت فوق المقص الأيسر لرينا في الدقيقة الثامنة، ورد ليفربول بمرتدة سريعة انتهت بتصويبة تصدى لها لينديجارد لترتد أمام بوريني لكن رافائيل شتتها في الوقت المناسب. ولاحت أخطر فرص الشوط الأول لستيفن جيرارد في الدقيقة العاشر عندما قابل كرة عرضية أرضية من ركلة ركنية ليصوب لكن كرته لمست القائم وخرجت، لتبدأ بعدها مرحلة الضغط التام لليفربول على مرمى لينديجارد. وبدأت في الدقيقة 12 مدرجات ليفربول في الاشتعال حين طالب المحليون ركلة جزاء على رافائيل دا سيلفا لصالح جلين جونسون لكن الإعادة التلفزيونية أكدت صحة قرار الحكم مايك هايسلي باستمرار اللعب. وعادت جماهير ليفربول لتطالب بركلة جزاء في الدقيقة 20 لصالح دانيال آجير بحجة منعه من إيفانز للوصول لعرضية جيرارد إثر ركنية لكن هايسلي رفض احتساب أي شيء. وظهر مانشستر يونايتد في الصورة عند الدقيقة 26 بتصويبة قوية تفتقد للتركيز من الجناح البرتغالي “لويس ناني” من مسافة 30 ياردة بعد تنفيذه لركلة حرة مباشرة، ومن بعدها فرض ليفربول سيطرته بفضل أطرافه القوية بقيادة سترلينج وجلين جونسون وبوريني لكن دون خطورة تذكر على مرمى لينديجارد. تهور شيلفي في الدقيقة 39 أشهر الحكم هايسلي البطاقة الحمراء المباشرة في وجه لاعب وسط ليفربول “شيلفي” لتدخله العنيف والمتهور على ركبة مدافع اليونايتد “جوني إيفانز” ما سيحرم الريدز من جهود شيلفي في مباراة ويست بروميتش يوم الاربعاء المقبل في كأس رابطة الأندية الإنجليزية. ولم يؤثر الطرد على معنويات لاعبي ليفربول بل دفعهم لإحراز هدف التقدم، وكاد لويس سواريز يُترجم ركلة حرة مباشرة من مسافة 20 ياردة في الدقيقة 41 لهدف حين وضعها من فوق الحائط البشري على أقصى يمين لينديجارد الذي طار عليه بسرعة رد فعل مميزة ليبعدها خارج المنطقة. ليفربول نجح في مسعاه مع انطلاقة الشوط الثاني بتسجيل هدف التقدم بواسطة دائم الإبداع امام مانشستر يونايتد “ستيفن جيرارد” باستغلال ناجح لعرضية جلين جونسون من اليسار ارتطمت في قدم البديل “بول سكولز” ليتسلمها على صدره داخل منطقة الجزاء ثم يصوبها على يسار لينديجارد ليبدأ عشاق الريدز الاحتفال من الدقيقة 46. لدغات لاتينية سرعان ما عاد مانشستر يونايتد في المباراة بإحرازه لهدف التعادل في الدقيقة 51 بفضل تمريرة شينجي كاجاوا للظهير الأيمن “رافائيل دا سيلفا” الذي تواجد داخل منطقة جزاء ليفربول ليرسل تسديدة مقوسة ممتازة ذهبت على أقصى يمين رينا، ارتطمت في القائم وعانقت الشباك. وطالب كل من له علاقة بالقميص الأحمر في ملعب أنفيلد روود باحتساب ركلة جزاء فيها الكثير من الشك للأوروجوياني “لويس سواريز” في الدقيقة 57 بعد تعرضه للعرقلة من جوني إيفانز لكن مرة أخرى الحكم هايسلي رفض الانصياع لاحتجاجات الجماهير. وواصل سواريز مشاكساته لدفاع مانشستر يونايتد بتصويبة قوية من خارج منطقة الجزاء في الزاوية اليمنى أبعدها لينديجارد بصعوبة خارج المنطقة، وفي الدقيقة 70 تلاعب اللاعب الإسباني الشاب “سوسو” – بديل بوريني- بدفاعات اليونايتد من الجهة اليسرى لكن عرضيته لسواريز لم تكن منضبطة. أجرى المدرب رودجرز المزيد من التعديلات على تشكيلته بسحب رحيم سترلينج والدفع بجوردون هندرسون لضبط إيقاع منطقة الوسط التي عانت من بعد نزول سكولز بدلاً من لويس ناني مع انطلاقة الشوط الثاني. ولم يستفد ليفربول من نزول هندرسون في شيء، لغيابه في عملية التغطية العكسية خلف المتقدمين لأداء الدور الهجومي ففي الدقيقة 76 شن مانشستر يونايتد هجمة مرتدة بقيادة “فالنسيا، سكولز وفان بيرسي” على الثلاثي “جونسون، آجير وسكرتيل” ليضطر جونسون لإرتكاب خطأ فادح بإنزلاق غير ناجح على القدم اليسرى لفالنسيا داخل منطقة الجزاء ليطلق الحكم هايسلي صافرته لإعلان ركلة جزاء نزلت كالصاعقة على رؤوس أنصار ليفربول. وبعد سلسلة من المداولات والإعتراضات حصل رينا على بطاقة صفراء ونفذ روبن فان بيرسي ركلة الجزاء بنجاح في الدقيقة 83 بوضعها على أقصى يسار رينا الذي حاول عليها لكن دون جدوى. وعاند الحظ ليفربول في الدقائق الأخيرة من اللقاء بالذات حين مرر جلين جونسون عرضية نموذجية ضربها مارتن كيلي برأسه قوية لكنها لم تصب الهدف ومرت جوار القائم الأيمن بقليل.