انتهت قصة المنتخب الوطني الأولمبي مع التصفيات المؤهلة لأولمبياد لندن 2012، على شاكلة القصة الكلاسيكية، حيث أن كل شيء فيها "مكشوف" ومعروف منذ الصفحات الأولى، وهو ما كان مع الخرجات الأولى لهذا المنتخب تحت إمارة آيت جودي، الذي نجح وبشكل كبير، وله كل الشكر في ذلك، على منحنا شيء من التشويق والأمل في متابعة خرجات زملاء شلالي، على الرغم أنّ " النهاية المحتومة" كانت معلومة، إلاّ لأولئك الذين يعشقون سياسة النعامة. ولا يجب أن نحمّل في هذا المقام مسؤولية هذا الإخفاق المبرمج لشخص عزالدين آيت جودي، ولا يجب أن تصوب جميع السهام على شخصه، لأن آيت جودي قدّم عصارة ما يملك، وكان متشبثا بأمل تأهيل "الخضر" إلى أولمبياد لندن، لكن الأمور سارت عكس ما خطط له، وعليه فإنّ الذي يتحمل مسؤولية حرمان هذا الجيل من التمتع بالعشب الطبيعي للملاعب الانجليزية، هو السيد الحاج محمد روراوة، الذي فشل في مخططاته، ولم تكن له نظرة موضوعية وثاقبة للوضع الذي تعيشه مختلف المنتخبات. فالرجل فشل في وضع الأسس اللازمة لمديرية وطنية فنية، بإمكانها إعطاء "الشخصية" المفقودة للكرة الجزائرية، وتخطيط على المدى المتوسط والبعيد، لكن يبدو أن هذا الأمر يزعج "الحاج" الذي يريد تسيير شؤون مختلف المنتخبات الوطنية على شاكلة باقي رؤساء الأندية، والأدلة على ذلك كثيرة جدا، والحاج أدرى بها من غيره، لأنه ليس من المعقول أن نبقى دائما نتعامل بمنطق "ردة الفعل"، ولا نقوم بالفعل، والنتيجة أننا نسير من سيء إلى أسوء. والأخطر في الموضوع، أننا لا نملك رؤية واضحة لما سيكون عليه وضع الكرة الجزائرية غدا، ونبقى نتستر في كل مرة "تحت شعار" الكرة الإفريقية تطورت بشكل كبير"، وكأنه محكوم على هذه الشعوب أن تنغمس في كسلها حتّى نبقى نحن في الريادة، يا له من منطق. ألم يحن الوقت بعد أن نستفيق من سباتنا، ونراجع أنفسنا ونشمّر على سواعدنا والعمل على تدارك ما ضاع منا من وقت، أم أننا بحاجة إلى "بروست" على مستوى الفاف للبحث عن الزمن الضائع، أم أن على السيد الحاج التوجّه أولا إلى أول مكتبة "باريسية" واقتناء رائعته "البحث عن الزمن الضائع" ليفطن من غفلته ويدرك حجم "الجرائم" المرتكبة في حق الكرة الجزائرية، التي سئمت من الحلول الترقيعية التي حولتها من فاعلة إلى مفعول به.