بيرة:"المنتخب المغربي ليس البارصا وغيرتس لن يعتمد على خطة دفاعية" "أي مدرب يتمنى أن يملك اللاعبين الذين يملكهم بن شيخة"

"مستوى اللاعب المحلي بعيد عن مستوى المغترب"
"مقابلة أم درمان تأكيد على أنّ الجمهور لا يمكن أن يشكل ضغطا على اللاعبين"
"على اللاعبين نسيان مقابلتي تنزانيا وإفريقيا الوسطى والتفكير في المغرب فقط"
"غياب مغني خسارة كبيرة للمنتخب الوطني"
حاوره: عماد الدين
الجميع في الجزائر وخارجها يشهد له باحترافيته في العمل ونظرته الثاقبة في مجال كرة القدم، تعرف عليه الجمهور العربي خاصة من خلال تحليله لمنافسة كأس إفريقيا وكذا كأس العالم الماضيين على قناة الجزيرة الرياضية بطريقة ألهمت جميع من تابعها، حاورناه في العلمة أين يشرف حاليا على فريق مولودية العلمة منذ فترة ليست بالبعيدة من أجل معرفة رأيه في مباراة الفريق الوطني بنظيره المغربي والتي أصبحت حديث الساعة في كلا البلدين....
بداية كيف يرى عبد الكريم بيرة مباراة الجزائر أمام المغرب؟
هي مباراة مهمة ومصيرية في رأيي بالنظر إلى عدة أمور خاصة لما نلاحظ الترتيب، باعتبارنا سنلعب أمام فريق يتقدم علينا بثلاث نقاط وهو بمثابة منافس مباشر، هي مباراة ستلعب على ميداننا وأمام جمهورنا، ضيعنا خمس نقاط من قبل، نقطتان داخل الديار وثلاث خارجها ، عكس المنتخب المغربي الذي عرف كيف يسافر وحصد ثلاث نقاط على حساب تنزانيا وأنا ككل الجزائريين أتمنى الفوز للمنتخب الجزائري لأن كرة القدم الآن أصبحت ظاهرة اجتماعية والمنتخب الوطني هو بمثابة مرآة لكل الجزائريين في العالم، لأنك لو تلاحظ معي بعض البلدان معروفة الآن ليس بفضل قوتها الاقتصادية أو ما شابه ذلك ولكن فقط بفضل بروز منتخبها الوطني وهو الأمر الذي يجب على اللاعبين فهمه وهو أنهم يمثلون بلدا بأكمله.
كيف ترى حظوظ المنتخب الوطني في التأهل؟
صراحة أنا جد متفائل في هذه المباراة على الرغم من صعوبتها لأنني أثق كثيرا في لاعبي المنتخب الجزائري الذين يعتبرون من خيرة اللاعبين في شمال إفريقيا وكل مدرب يتمنى أن تكون لديه مجموعة كهذه وأرى بأننا لدينا الإمكانات الكافية للفوز باللقاء وإعادة الأمور إلى وضعها الطبيعي وبعث المنافسة على تأشيرة التأهل لكأس أمم إفريقيا من جديد.
هل ترى بأن بن شيخة محظوظ بالنظر إلى القيمة الفنية لكل اللاعبين الجزائريين؟
أكيد، فبن شيخة محظوظ جدا لأنه يشرف على لاعبين ينشطون في مختلف البطولات في القارة العجوز، في إيطاليا، ألمانيا، إسبانيا وحتى البطولة اليونانية، وهذا إن دل على شيء فإنه يدل على أنّ قيمة هؤلاء اللاعبين كبيرة وتساعد الناخب الوطني كثيرا ويبقى فقط أن يصنع الانسجام بينهم وإيجاد الطريقة المثلى كي يقدم كل لاعب كل ما يملكه فوق أرضية الميدان من خلال حسن توظيفه مع زملائه...
و لا ننسى بأن معظم لاعبي المنتخب الوطني حاليا شاركوا في كأس العالم الماضية وتألقوا في كأس أمم إفريقيا ما أكسبهم خبرة كافية وهو ما يعتبر شيئا إيجابيا يصب في صالح المنتخب الجزائري.
أتوافق الرأي الذي يقول بأن المنتخب المغربي فرديا أفضل من المنتخب الجزائري؟
صراحة لا أعتقد ذلك، فعلى الرغم من أن المنتخب المغربي يملك لاعبين موهوبين فعلا ، إلا أننا لا نستطيع أن نتناسى نوعية لاعبي المنتخب الجزائري الذين لا يقلون شأنا عن نظرائهم في المغرب ونملك لاعبين نستطيع بفضلهم تحقيق الكثير، ثم أريد أن أشير إلى نقطة مهمة جدا وأود القول بأن الفرديات صحيح تصنع الفارق في بعض أطوار المباراة، لكني أجزم بأن الفريق عندما يكون متكاملا ككتلة يكون أقوى وهذا هو الأهم في رأيي.
هناك الكثير من آراء التقنيين تتحدث عن ضعف المنتخب المغربي في الخط الخلفي ما رأيك في هذه النقطة؟
لا يجب أن نركز على نقطة واحدة ونتحدث عنها لأنه ليس هناك أي فريق في العالم متكامل، فأفضل فريق في العالم في رأيي برشلونة يتلقى أهدافا والمغرب ليست برشلونة، وعلينا فقط أن ندرس جميع نقاط الضعف في المنتخب المنافس من خلال سرعة كسب الكرة والسرعة في صنع اللاعب وعلى لاعبينا استغلال جميع الفرص والضغط على الدفاع لأن الضغط سيجبر الدفاع من دون شك على ارتكاب الأخطاء وما علينا إلا استغلال هاته الأخطاء.
أترى أن بن شيخة سينتهج خطة هجومية بحتة منذ البداية؟
حتى تفوز يجب عليك أن تلعب الهجوم لتسجل الأهداف وتكسب المباراة، لكن كرة القدم العصرية تعتمد على نظام الكتلة، أي أنّ جميع اللاعبين في الفريق يساهمون في الدفاع واسترجاع الكرة في حال فقدانها وفي صنع الهجمات والتحول من الحالة الدفاعية إلى الحالة الهجومية كمنظومة واحدة متوازنة.
ما رأيك في اللاعب المحلي وهل تعتقد أنه قادر على منافسة المحترف؟
أعتقد أن الكلام عن اللاعب المحلي طويل وطويل جدا لا يمكن حصره في نقطة أو نقطتين لكن ما يجب الإشارة إليه وقوله صراحة أن مستوى اللاعب المحلي بعيد نوعا ما عن مستوى اللاعب المغترب وهنا لا أريد التفصيل وسأكتفي بذكر أهم الفروق الموجودة بين المحلي والمغترب وهي العمل من الناحية البدنية لأن المدارس الأوروبية قوية جدا من هذا الجانب والذي يعتبر أساس كرة القدم الحديثة والعصرية.
الفريق المغربي سيلعب بعيدا عن ضغط الجمهور وضغط النتيجة عكس المنتخب الجزائري الملزم بالفوز للبقاء في السباق، هل هذا الجانب سيؤثر سلبا على مردود المنتخب؟
كرة القدم هي عبارة عن تحديات وأنا أعتقد أن جميع المباريات في العالم هي مباريات مهمة، وهذا النوع من اللقاءات هو الذي تعطي الوجه الحقيقي لأي منتخب ولا أعتقد أن الجمهور يمثل ضغطا على لاعبي المنتخب الجزائري بل بالعكس، في رأيي الجمهور الجزائري أثبت في العديد من المرات بأنه يمثل الشيء الكثير للاعبين وعلينا فقط تذكر ما حدث في أم درمان حتى نتأكد أن الجمهور الجزائري سيمثل من دون شك حافزا آخر للاعبين لتحقيق الفوز.
ما رأيك في مدرب المنتخب المغربي غيرتس وكيف تتوقع الخطة التي سيدخل بها يوم الأحد المقبل في عنابة؟
حقيقة مدرب المنتخب المغربي الآن غيرتس أولا وقبل كل شيء يريد إثبات نفسه في أول مباراة له على رأس المنتخب المغربي، ثم إنه لا يحتاج إلى تعريف فهو مدرب معروف ليس فقط في الوطن العربي بإشرافه على نادي الهلال السعودي سابقا، فقد أشرف من قبل على العديد من الأندية الأوروبية العريقة كمرسيليا وأيندهوفن والميلان وغيرها...
أما فيما يخص خطة اللعب، فأظن أنه على الرغم من أن التعادل بالنسبة للمنتخب المغربي يعتبر إنجازا في حد ذاته، لكن سبق وقلت لك فإن كرة القدم الحديثة تعتمد على سد الفراغات بمشاركة 11 لاعبا ويكفي أن نعلم أن مدرب المنتخب المغربي غيرتس يملك الخبرة الكافية التي تجعله يتأكد بأن اللعب بخطة دفاعية بحتة لا يخدم فريقه أبدا.
ماهو أفضل سيناريو بالنسبة للمنتخب الوطني الجزائري؟
ببساطة هو تسجيل هدف قبل العودة إلى غرف تغيير الملابس وعدم تلقي أهداف طيلة أطوار المباراة وهو الأمر الأهم في هذه المباراة، وأنا أعتقد أن الحماس والإرادة سيصنعان الفارق من البداية وعلينا استغلال هذه النقطة بالذات، لكن برودة الأعصاب مهمة جدا في مثل هذه المباريات لأن عدم تسجيل هدف مع مرور الوقت سيقلق لاعبي المنتخب نوعا ما وهو ما يجب تفاديه كما يجب الفصل بين السرعة والتسرع.
لو طلب من عبد الكريم بيرة تقديم نصيحة للاعبين في غرف تغيير الملابس قبل دقائق من بداية المباراة ماذا كنت ستقول؟
أول شيء، يجب على اللاعبين نسيان المباراتين السابقتين أمام كل من إفريقيا الوسطى وتنزانيا ولعب المباراة الكل في الكل وعلى اللاعبين التأكد بأنهم أفضل بكثير مقارنة بالخمسة أو الستة أشهر الماضية، وأنا أظن أن المرحلة الصعبة التي مر بها المنتخب الوطني بعد كأس العالم كانت منتظرة وما على اللاعبين إلا التأكيد على أن المشاركة في كأس العالم وكأس إفريقيا الماضيتين لم تأت من باب الصدفة.
على ذكر كأسي العالم وإفريقيا الماضيتين، عملت في تلك المدة محللا لقناة الجزيرة الرياضية حدثنا قليلا عن هذه التجربة؟
هي تجربة جيدة ومميزة بالنسبة لي لأنّ الجزيرة الرياضية قناة كبيرة ومحترفة بأتم معنى الكلمة، وهنا أغتنم الفرصة لتحية حفيظ دراجي الذي كان له الفضل الكبير في التحاقي بهذه القناة وأنا أفتخر كوني استطعت دون مزايدة تشريف الجزائر ككل وحققت هدفي المنشود وهو إعطاء صورة جيدة عن الجزائر وهنا أريد أن أشير إلا أنني كنت أتحدث بالعربية عكس بعض الأشقاء من تونس ومصر مع كل احترامي للجميع.
حدثنا عن شعورك وأنت تجلس وسط محللين من دول أخرى؟
صراحة كنت دائما أضع شيئا واحدا في ذهني هو أن أنقل صورة مميزة عن المواطن الجزائري أولا والإطار الجزائري ثانيا وفي مجال كرة القدم ثالثا، وعملت كل ما بوسعي من أجل أن أثبت أن الجزائري قوي الشخصية.
ماذا يفضل بيرة التحليل أم العمل الميداني؟
عندي 26 سنة تجربة، تكونت في الجزائر وتخرجت كمستشار رياضي والحمد لله، لكنني أعشق العمل الميداني وأحب كثيرا أن أساهم في نجاحات فريقي، وسبق لي أن أشرفت على 17 ناديا في مسيرتي التدريبية، 3 منها خارج الوطن لذا أفضل كثيرا العمل الميداني.
نعود للحديث عن المنتخب الجزائري برأيك ما هو سبب انخفاض مستوى المنتخب الوطني أو بالأحرى تذبذب مستواه بعد كأس العالم؟
لا أعتقد أن المستوى العام للمنتخب الوطني قد انخفض كثيرا كما يتصوره البعض لأن الفريق الوطني لم يلعب أي مباراة مصيرية بعد كأس العالم وبالتالي لا يمكن الحكم عليه بهذه الطريقة لسبب رئيس هو أن المنتخب الوطني لم يلعب أمام منافس كبير يستطيع من خلال منافسته إظهار الوجه الحقيقي للمنتخب الجزائري.
كأنك تؤكد على أن المنتخب الجزائري سيقدم مباراة في المستوى؟
لا نستطيع الجزم في هذا الأمر لأن مثل هذه المباريات الفاصلة لا أظن أنها ستكون جميلة أو مفتوحة لأن كلا المنتخبين يبحثان عن النتيجة وسنشاهد مباراة مغلقة من الجانبين ستلعب على جزيئات صغيرة، كالكرات الثابتة أو أخطاء دفاعية أو هجمة معاكسة وهذا ما هو منتظر من دون شك، لكن الأكيد هو أن العزيمة وروح اللاعب الجزائري ستصنع الفارق.
الجمهور الجزائري تحسر على اللاعب مراد مغني الذي لم يستفد منه المنتخب الوطني كثيرا ما رأيك في هذا اللاعب؟
أكيد أن عدم جاهزية لاعب مثل مراد مغني يعد خسارة كبيرة للمنتخب بالنظر إلى الإمكانات الفنية وخاصة المهارية التي يمتاز بها اللاعب والذي يعتبر دون مجاملة من خيرة اللاعبين في العالم ووجوده فوق أرضية الميدان يضيف الكثير للمنتخب، نتمنى أن يسترجع مستواه من جديد حتى يكون في المنتخب قريبا إن شاء الله لأنه بالفعل لاعب مميز.