قرر رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم تنظيم ندوة صحفية بأربع وعشرين ساعة قبل نهاية السنة الجارية، وذلك لكسر شهور من الصمت حول مستقبله في الفاف ، حيث فضل الحاج محمد روراوة دعوة العائلة الصحفية الجزائرية إلى مركز سيدي موسى بغية إعلان ترشحه لعهدة جديدة بداية من مارس المقبل،وهو الترشح الذي كان يحتاج لدعم السلطات العمومية بحكم أن رئاسة الفدرالية الكروية ليس بالأمر الهين. دون شك سيعرض روراوة إنجازاته في الفاف بداية من المرافق التي نجح في بنائها أو ترميمها بأموال الاتحادية وبدون دعم الوزارة مرورا بالإمكانيات المالية الضخمة التي «جلبها» لصالح المنتخبات الوطنية، لكنه سيتحاشى الحديث عن الجوانب الفنية السلبية ولا سيما إقصاء الشبان من كأس إفريقيا وما ينتظر منتخب نوبيلو بعد الامتحان الذي سيخوضه حاليلوزيتش وأشباله لأن روراوة يرفض الغوص في الأمور الفنية حتى لا يتحمل مسؤولية الإخفاق ويجعل من السهل عملية مسح الموس في المدربين . وقبيل أسابيع من تقديمه للتقريرين المالي والأدبي لجمعيته العامة سيستغل روراوة الفرصة لعرض وضعية خزينة الفاف وبرامج تكوين المؤطرين موظفا لغة الأرقام التي يتحكم فيها الحاج بشكل جيد، دون أن يتحمل مسؤولية ما يقع في الدوري الجزائري من مهازل بحجة أنه رئيس للفاف وليس للرابطة المحترفة ومهمته ليست تسيير النوادي والبطولة حتى وإن كان الواقع يفرض على الفاف التدخل في عدة أمور تنظيمية وانضباطية. ولعل موضوع ترشح روراوة لعهدة جديدة من عدمه سيأخذ الحيز الأكبر ضمن هذه الندوة الصحفية خاصة بعدما صرح «المنافس» الدائم للحاج، ونعني به صاحب الكعب الذهبي رابح ماجر، أنه أقصي من سباق الرئاسة قبل موعدها بشهور وفقا للقوانين التي سنتها الفاف والوزارة لمن يريد الترشح لرئاسة الفدراليات الرياضية، حيث سيستغل «الحاج» الفرصة للرد على ماجر حتى وإن كان نجم بورتو سابقا يعرف يقينا بأنه لن يجمع عشرة أصوات من التركيبة الحالية للجمعية العامة للفاف. وبعدما أكد روراوة نيته في البقاء ضمن المكتب التنفيذي للكاف عبر الانتخابات الإفريقية المبرمجة في مارس القادم بمراكش، حيث سيتم تزكية حياتو لآخر عهدة في حياته، فإن رئيس الفاف يريد حسم الجدل مبكرا حول أمر بقائه في قصر دالي براهيم كي لا يترك الفرصة لمنافسيه لتحضير أي بديل قد يخلطون به الحسابات وهو ما يعني أن روراوة تلقى الضوء الأخضر من مسؤولي الدولة لمواصلة العمل على رأس الاتحادية الكروية لأنه في بلد مثل الجزائر تسيير الفاف بدون دعم الدولة هو أشبه بالانتحار. ومن دون شك بحوزة الرئيس الجزائري خارطة للطريق قد تقوده إلى سدة الحكم في الكونفدرالية الإفريقية بعد سنة ونصف من الآن وتحتاج هذه المسودة لبقائه على رأس الفاف كي يضمن بذلك ترشحه العادي لخلافة حياتو، في حال انسحاب الكاميروني لدواع صحية بعد مونديال البرازيل 2014 وهي فرصة تاريخية لصالح الجزائر التي يمكن أن تصنع الحدث عالميا في حال بلوغ روراوة رئاسة الكاف وهو منصب لم يسبق وأن حلم به أي جزائري ولم يبلغه من شمال إفريقيا سوى المصريين .