نظم صاحب الكعب الذهبي، رابح ماجر، مباراة خيرية لفائدة أطفال إفريقيا أمس بملعب 5 جويلية تحت لواء منظمة اليونيسكو العالمية بحضور عدد من نجوم الكرة في الثمانينيات، في الوقت الذي يحضر فيه رئيس الاتحادية الجزائرية لزيارة رئيس الفيفا جوزيف بلاتير ورئيس الكونفدرلية الإفريقية عيسى حياتو، يوم الفاتح ماي قصد تدشين المقر الجديد للفاف قبل حضور نهائي كأس الجزائر. المتتبع للحدثين الرياضيين يلاحظ دون عناء أن التنافس بين ماجر وروراوة لخطف الأنظار بلغ ذروته ، كل حسب محيطه وتخصصه، فبين مبادرة ماجر، التي وإن لم تعجب قاسي السعيد ورفاقه الذين طالبوا من زميلهم في المنتخب الالتفات لأطفالهم قبل أطفال القارة السمراء، والصفقة الإعلامية الكبيرة لروراوة مع بلاتير وحياتو يظهر جليا بأن اللاعب الدولي السابق ورئيس الاتحادية الجزائرية يلعبان في أعلى مستوى، ليس فقط لتلميع صورة الجزائر دوليا وإنما لطموحات مستقبلية. ولعل طموحات لاعب بورتو سابقا في تولي رئاسة الفاف أو منصب سياسي في وزارة الرياضة، جعلت من المباراة الخيرية لليونيسكو وسيلة فعالة لابن حسين داي، كي يخطف الأضواء وسط الحملة الانتخابية للتشريعيات المقبلة سيما وأن المبادرة لقيت دعم وسبونسور العديد من الهيئات العمومية ذات الوزن الثقيل . من جهته رئيس الفاف والذي نجح في إقناع بلاتير بحضور نهائي كأس الجزائر، وهو ما لم يفعله السويسري في أي بلد منذ توليه رئاسة الهيئة الدولية، سيحاول توظيف الحدث على أكثر من صعيد ليس فقط ليظهر للجميع بأنه أول رئيس اتحادية رياضية في الجزائر يتمكن من بناء مقرات بتمويل خاص منذ الاستقلال، بل ليؤكد مرة أخرى أنه حلقة مهمة ضمن الخارطة الكروية الإفريقية والعالمية منذ أن اقتحم المكتب التنفيدي للفيفا بعدما سيطر على دواليب الكاف، إلى درجة أن الكثيرين يرون فيه خليفة لحياتو. كما يرتقب أن يستغل روراوة زيارة بلاتير وحياتو إلى الجزائر واستقبالهما من قبل رئيس الجمهورية على هامش نهائي الكأس المتزامن و خمسينية الفاف، لتأكيد الدور الديبلوماسي الذي قام به إفريقيا ودوليا بفضل كرة القدم وذلك قصد تلميع صورة الجزائر طوال عهدات الرئيس بوتفليقة. وحتى إن كان الحديث عن خلافة روراوة بعد انقضاء السنة الجارية سابقا لأوانه، سيما وأن الحاج لم يعلن رحيله الرسمي بعد ويمكنه الترشح لعهدة أخرى،فإن ما يحدث في الجزائر العاصمة نهاية شهر أفريل أصبح يدخل في خانة الصراع عن بعد بين الرجلين لقيادة الكرة الجزائرية مستقبلا.