لثاني مرة، تستضيف السودان نهائيات كأس إفريقيا وكان للسوداني الدكتور عبد الحليم محمد رئيس الاتحاد العام وقتها دور كبير في أن ينظم السودان البطولة فقد كان في ذلك الوقت رئيس الاتحاد الإفريقي، حيث تم انتخابه لرئاسة الكاف في عام 1968 وبحكم منصبه منح بلاده شرف استضافة المونديال الإفريقي للمرة الثانية وعاد اللقب لأصحاب الأرض الذين كانوا يملكون وقتها فريقا قويا هو الأفضل في تاريخهم بعد بطولة مراطونية سجل فيها 55 وهو أعلى من الدورة السابقة كما شهدت البطولة أول ظهور للتغطية التليفزيونية المباشرة للمباريات بعد أن كانت تسجل المقابلات في السابق للمرة الثانية على التوالي أكد لوران بوكو علو كعبه وتحصل على لقب الهداف بثماني إصابات. غياب عامل المفاجأة في التصفيات انطلقت تصفيات كان السودان في شهر مارس 69 ولعبت فيه منتخبات جديدة لأول مرة كالنيجر، سيراليون والصومال ولم تحدث مفاجئات تستحق الذكر وكانت أقوى المقابلات هي التي جمعت في الدور الأول المنتخب الجزائري ونظيره المغربي والتي عادت فيها الكلمة الأخيرة للخضر وفي الدور الثاني خرج الخضر على يد الفراعنة العائدون للمنافسة بعد غياب طويل، أما أثقل نتيجة في التصفيات فكانت من نصيب غانا التي سحقت النيجر في نيامي 9-1. تقسيم الفرق المشاركة على ملعبين و غينيا والكاميرون ضيفان جديدان بعد نهاية التصفيات ووصول الفرق الستة للنهائيات بالإضافة للسودان المستضيف و الكونغو كينشاسا حامل اللقب، تم تقسيم الفرق على مجموعتين الأولى في الخرطوم التي تظم السودان، كوت ديفوار، الكاميرون وإثيوبيا أما مجموعة وادي مدني فتشكلت من مصر، الكونغو(ك)، غينيا وغانا وجرت البطولة في الفترة من 6 الى16 فيفري. فارق الأهداف حسم الصراع الشديد في مجموعة الخرطوم وإثيوبيا أضعف المجموعة عرفت المجموعة الأولى صراعا شديدا بين منتخبات السودان وكوت ديفوار والكاميرون وكان المستوى متقاربا ولم يحسم أمر التأهل إلا فارق الأهداف أو بالأحرى من يسجل أكثر على إثيوبيا يتأهل خصوصا أن هذا الأخير أبان عن ضعف شديد وكان بعيدا عن مستوى الدورات السابقة بسبب اعتزال نجوم الفريق أمثال لوسيانو ومنغيستو، المنتخب السوداني استهل البطولة بفوز كبير في لقاء الافتتاح على إثيوبيا بثلاثية نظيفة وفي اللقاء الثاني انهزم في الدقيقة الأخيرة على يد ساحل العاج ولم يحسم تأهله إلا في الجولة الأخيرة بعد الفوز على الكاميرون 2-1 بهدف حاسم سجله حسبو، أما المتأهل الثاني كان ساحل العاج الذي افتتح البطولة بهزيمة على يد الكاميرون 2-3 قبل أن يحقق أكبر فوز في الدورة على إثيوبيا 6-1 وسجل يومها الظاهرة بوكو خمسة أهداف لوحده، أما أسود الكاميرون فكان حظهم سيئا باحتلال المركز الثالث بفارق الأهداف ويعود هذا لفوزهم الصغير على إثيوبيا 3-2. مصر وغانا دون عناء و حامل اللقب خيب الآمال في مجموعة وادي مدني كانت الأنظار متجهة لمنتخب الفراعنة العائد للنهائيات بعد غياب دام سبع سنوات ودخل زملاء أبوجريشة بقوة بعد فوز سهل على غينيا 4-1 واللقاء الثاني اكتفوا بالتعادل الإيجابي مع غانا 1-1 وافتكوا صدارة المجموعة في الجولة الثالثة بعد الفوز على حامل اللقب الكونغو (ك) بهدف وحيد سجله القناص أبوجريشة والمتأهل الثاني كان المنتخب الغاني الذي ثأر من الكونغو(ك) في أول لقاء بهدفين دون رد قبل أن يتعادل مع مصر وغينيا بنفس النتيجة 1-1 ..أما حاملو التاج فهود كينشاسا فقد خيبوا الآمال وتذيلوا المجموعة بعد هزيمتين ونقطة يتيمة بعد تعادل مع غينيا 2-2 . غانا وفية لتقاليدها وتذيق كوت ديفوار من نفس كأس 68 مقابلتا نصف النهائي جرتا في نفس اليوم 14 فيفري بملعب الخرطوم وكانت الأولى تحمل طابعا ثأريا بين غانا وكوت ديفوار وكان السيناريو مشابها لنصف نهائي الدورة السابقة، حيث انتهى الوقت الرسمي بالتعادل الإيجابي 1-1 وسجل للفيلة لوسيني ولغانا إبراهيم صانداي وفي الوقت الإضافي وفي الدقيقة 100 سجل جابر مالك الهدف القاتل ليؤهل غانا للنهائي للمرة الثالثة على التوالي. في داربي مثير.. السودان تذيق مصر مرارة الهزيمة في الوقت الإضافي نصف النهائي الثاني في نفس اليوم كان خارجا عن المألوف وكان واحدا من أحسن اللقاءات في تاريخ»الكان» بين الجارين السودان ومصر والذي استقطب جمهورا قياسيا وحظي بتغطية إعلامية كبيرة وكان اللقاء مفتوحا وكل فريق بإمكانه التسجيل إلى غاية الدقيقة 83 حين تمكن حسب الرسول عمر(المدعو حسبو الصغير) من هز شباك الحارس مختار وبعد دقيقة واحدة رد عليه الشاذلي بهدف التعادل ليذهب الفريقان للوقت الإضافي الذي كان أكثر إثارة من الوقت الرسمي وفي الدقيقة 102 يعود حسبو الصغير ويسجل الضربة القاضية التي أهلت السودان للنهائي وسط فرحة هستيرية من الجماهير القياسية والتي كان من بينها الرئيس السوداني جعفر النميري. المنتخب السوداني يؤكد أحقيته بالكأس وغانا تخسر النهائي لثاني مرة اللقاء النهائي لعب يوم 16 فيفري بملعب الخرطوم بين السودان وغانا وكان يومها أصحاب الأرض على كل الأصعدة وفازوا بهدف دون رد سجله حسبو الصغير في الدقيقة 12 أهدى به السودان أول وآخر لقب إفريقي في تاريخها وكان وقتها المنتخب السوداني يملك جيلا ذهبيا من اللاعبين أبرزهم عبد العزيز حارس المريخ والسر كاوندا، أمين زكى الكابتن، نجم الدين حسن، جيمس،سليمان عبدالقادر، بشاره عبد النظيف، بشرى وهبه ، جكسا، علي قاقرين(عمل سفيرا في الجزائر في مطلع الألفية)، حسبو الصغير…