ألقت مصالح الدرك الوطني ببئر مراد رايس القبض على شاب يبلغ من العمر 26 سنة متلبسا وهو يتلقى مبلغا ماليا من فتاة قاصر كانت تجمعه بها علاقة عاطفية من قبل، بعد إرغامها عدة مرات على تسليمه مبالغ مالية وصلت إلى 40 مليون سنتيم تراوحت بين 85 ألف دينار و3100 أورو مهددا إياها بإظهار صورتها التي أخذها لها بهاتفه النقال لأهلها. وبعد أن تفطن أخ الضحية التي لا يتجاوز عمرها 16 سنة لهذه المكيدة التي دبرها الشاب لأخته، توجه رفقتها لرفع دعوى ضد هذا الشاب. وبعد إخطار وكيل الجمهورية لدى محكمة حسين داي الذي أمر بفتح تحقيق في القضية تمّ تدبير خطة للقبض على المتهم متلبسا، بحيث تمكنت مصالح الدرك الوطني حسبما أكده الملازم عبداوي بدر الدين قائد الكتيبة الإقليمية للدرك الوطني بالنيابة ببئرمراد رايس من القبض على المتهم يوم الخميس الماضي في حدود الساعة السادسة مساء بحي الصفصافة ببلدية جسر قسنطينة وهو يتسلم مبلغا ماليا قدره 10 آلاف دينار جزائري من الضحية، وبعد التحقيق معه اعترف بكل ما نسب إليه من تهم. كما تمّ العثور على صورة الفتاة بعد تفتيش الذاكرة الرقمية المبرمجة في هاتفه النقال أخذها بتاريخ 23 أوت من السنة الماضية 2007، والتي ظل يستعملها منذ ذلك التاريخ إلى غاية إلقاء القبض عليه للحصول على ما يرغب فيه من أموال من الفتاة القاصر التي كانت تمنحه كل ما يطلبه خوفا من إظهار صورتها لأهلها أو لرفاقه رغم أن الصورة التي أخذها لها هي صورة عادية للفتاة وهي تقف بجانبه. وتعود القضية إلى السنة الماضية، عندما تعرفت الفتاة على الشاب (س. ع) ونشأت بينهما علاقة عاطفية وسمحت الثقة التي كانت بينهما للفتاة بمنح صورتين شمسيتين لها للشاب الذي قام بعد ذلك بأخذ صورة لها بهاتفه النقال وهو يحتضنها. وبعد ذلك لم يتوقف عن ابتزازها طالبا منها أن تحضر له ما يحتاج من مال مهددا إياها بإرسال هذه الصورة لأخيها إذا امتنعت عن تسليمه النقود التي طلبها، وبالفعل استجابت الفتاة القاصر لتهديداته وسلمته ما طلبه على عدة مراحل، بحيث بدأت لأول مرة بتسليمه ما يقدر ب20 ألف دينار لكن أطماع الشاب لم تتوقف عند هذا الحد واتسعت لتتخذ أبعادا خطيرة، أصبحت الفتاة تلجأ بسببها لكل الطرق للحصول على المال من أسرتها حيث أخذت من منزل عائلتها سلسلة ذهبية وقامت ببيعها وسلمته مبلغها المالي المقدر ب20 ألف دينار أيضا، لتقوم بعدها مرة أخرى ببيع أساور بمبلغ 20 ألف دينار وسلمته ثمنها، وعادت بعدها وباعت خاتما من الذهب وسلمته كذلك ثمنه المقدر ب15 ألف دينار. غير أن الشاب تمادى في طلباته وظل يمارس ضغوطاته وتهديداته على الفتاة التي استغل صغر سنها للتأثير عليها وتخويفها بإظهار صورتها لأهلها لتقوم بعد ذلك بسحب مبلغ مالي أخرا قدر ب600 أورو ومنحته إياه وكان هذا المبلغ بمثابة الوجبة التي فتحت شهية المحتال الذي ضاعف تهديداته مستعملا كل الوسائل لتحقيق رغباته خاصة عندما تحصل على مبلغ بالعملة الصعبة دون أن يعير أي اهتمام لمشاعر الفتاة أو الطريقة التي تحصل بها على الأموال من أجل تسليمها له. وزادت هذه التهديدات إذ لم تعد الضحية تفكر إلا في كيفية سرقة الأموال من عائلتها لتقدمها له حيث قامت في نهاية شهر جويلية الماضي بسلب مبلغ 2500 أورو وسلمته له، غير أن اختفاء كل هذه المبالغ المالية من البيت العائلي وفي فترات غير متباعدة جعل أخ الفتاة يتفطن لها ويكتشف أمرها وبعد الضغط عليها أخبرته بكل الحقيقة والتهديدات التي تعرضت لها طيلة عام كامل. وتأتي هذه القضية في الوقت الذي يلجأ فيه العديد من الشباب المحتال إلى هذه الطرق للحصول على أموال بطرق سهلة بالضغط على الفتيات، حيث أصبحوا يستغلون التكنولوجيا في أمور غير أخلاقية، علما أن مصالح الأمن والدرك الوطني سجلت عدة قضايا من هذا النوع في عدة مناطق من الوطن لشباب يأخذون صورا لفتيات ليقوموا بعدها بتحميل صور لأجساد أخرى عبر الانترنيت ليست لتلك الفتيات وتركيبها في هواتفهم النقالة عن طريق التقنيات التكنولوجية الحديثة، بحيث لا يمكن لمشاهد تلك الصور التأكد من أنها صورا افتراضية مركبة وليست حقيقية. ويستعملون هذه الصور للضغط على الفتيات اللائي تظهر صورهن مقابل الحصول على ما يريدونه، وغالبا ما ينجحون في الوصول إلى أهدافهم بسبب تخوف الفتيات من انكشاف أمرهن حتى ولو كانت الصور غير حقيقية خشية من نظرة الأهل والمجتمع لهن ويستجبن لضغوطات وتهديدات هؤلاء الشباب عوض رفع شكوى ضدهم للجهات المختصة.