ستشهد منافسة الدور ربع النهائي لكأس رابطة أبطال أوروبا، مواجهتين كبيرتين على المستوى التاريخي، تُلعبان اليوم، الأولى بين مانشستر يونايتد الإنجليزي وبايرن ميونيخ الألماني حامل اللقب على ملعب "أولد ترافورد"؛ معقل الشياطين الحمر، وأخرى أقوى، بين قطبي "الليغا"؛ برشلونة وأتليتكو مدريد على ملعب "كامب نو"؛ معقل البارصا. الصراع بين الأندية الأربعة لا يتوقف على معدلات الجري بين اللاعبين داخل أرض الملعب، بل سيمتد إلى صراع آخر فني بين المديرين الفنيين، ومدى نجاح كل منهما في وضع الخطة المناسبة للعبور إلى المربع الذهبي ل "الشامبيونس ليغ". مانشستر يونايتد يواجه بايرن ميونيخ المواجهة الأولى بين مانشستر يونايتد وبايرن ميونيخ تبدو متكافئة بين الفريقين من حيث الاسم والعراقة والتاريخ، إلا أن على أرض الواقع، الكفة تميل كثيرا إلى بيب غوارديولا، الذي حوّل بايرن ميونيخ إلى فريق خارق منذ تولّيه المسؤولية مطلع الموسم الجاري، وقاده لتحقيق لقب الدوري الألماني "البوندسليغا" للمرة الثانية على التوالي قبل 7 أسابيع من نهاية المسابقة، وهو رقم قياسي جديد، واكتسح جميع منافسيه، ولم يذق طعم الخسارة.لم يتوقف نجاح غوارديولا على المستوى المحلي فقط، بل امتد لدوري الأبطال؛ حيث قاد الفريق البافاري لتصدّر المجموعة الرابعة برصيد 15 نقطة من خمسة انتصارات كبيرة؛ على سيسكا موسكو 3-0، ومانشستر سيتي بإنجلترا 3-1، فيكتوريا بلزن التشيكي 5-0 و1-0 وسيسكا موسكو بروسيا 3-1، مقابل خسارة وحيدة أمام السيتي بألمانيا بنتيجة 2-3.نقل غوارديولا طريقة "التيكي تاكا" إلى البايرن، معتمدا على عدة عناصر بارزة، مثل شفاينشتايغر ولام وآلابا وألكانتارا وربن وريبري، وعبر بالفريق بسهولة عقبة آرسنال في دور ال16 بالفوز 2-0 بإنجلترا، والتعادل 1-1 في ألمانيا. ويأمل المدرب الإسباني الفوز بلقب "الشامبيونس" للمرة الثالثة بعد التتويج به مع البارصا عامي 2009 و2011. من الجهة الأخرى، تبدو الأمور أكثر مأساوية للمدرب الإسكتلندي ديفيد مويس المدير الفني لمانشستر يونايتد، والذي غرق الفريق على يديه، ونال 10 هزائم في الدوري الإنجليزي، ليتراجع إلى المركز السابع في الجدول، بل وتأهل بشق الأنفس إلى دور الثمانية بدوري الأبطال على حساب أولمبياكوس اليوناني. مويس يُعتبر المدرب الأسوأ بين الثمانية الكبار حاليًا بدوري الأبطال. وتعد فرصته شبه مستحيلة في عبور البايرن، إلا أن لديه أسلحة هجومية مميزة، قد تقلب الطاولة مثل واين روني وروبن فان بيرسي وداني ويلبيك، إلا أن فرص مانشستر يونايتد في تكرار معجزة أخرى أمام البايرن عندما انتزع منه اللقب في اللحظات الأخيرة عام 1999، تبدو صعبة للغاية. داربي إسباني بين برشلونة والأتليتيكو وأما عن المواجهة الثانية بين برشلونة وأتليتكو مدريد، فتأتي بنكهة أرجنتينية بين تاتا مارتينو المدير الفني لبرشلونة ودييغو سيميوني المدير الفني لأتليتكو مدريد. المدربان التقيا هذا الموسم 3 مرات، وانتهت جميعها بالتعادل، الأولى 1-1، ثم تعادل سلبي، ليفوز البارصا بلقب السوبر الإسباني، ثم تعادل سلبي جديد في نهاية الدور الأول لليغا. تاتا يملك أفضل أسلحة في العالم على المستوى المهاري، مثل ميسي وإنييستا ونيمار وفابريغاس وتشافي، إلا أن الفريق الكاتالوني مستواه متذبذب هذا الموسم، ولكنه انتفض مؤخرا بعد الفوز بالكلاسيكو، ونجح مارتينو في قيادة الفريق أيضا للتأهل لمواجهة ريال مدريد في نهائي كأس ملك إسبانيا. البارصا تحت قيادة تاتا سار بشكل جيد في بطولة أوروبا؛ حيث تصدّر المجموعة الرابعة متفوقا على ميلان الإيطالي وسيلتيك الإسكتلندي وأجاكس أمستردام الهولندي. وتفوّق على مانشستر سيتي الإنجليزي ذهابا وإيابا في دور ال16. ولكن يبدو سجل دييغو سيميوني أقوى على المستوى الأوروبي؛ حيث قاد الفريق للقبين قاريين، هما الدوري الأوروبي والسوبر الأوروبي عام 2012. وفي دوري الأبطال هذا الموسم تفوّق على منافسيه بملعبهم؛ حيث فاز على بورتو بالبرتغال وأوستريا فيينا بالنمسا في دوري المجموعات، وفاز على ميلان ذهابًا وإيابًا في الدور ال16.