سُلّمت جائزة "أوريدو" لمحو الأمية في طبعتها الثانية للمجاهد العربي مراد وهو عضو مؤسس للجمعية الجزائرية لمحو الأمية "اقرأ" في حفل أقيم أمس بفندق الشيراطون بمناسبة إحياء يوم العلم الذي تزامن وذكرى تأسيس جمعية العلماء المسلمين، متبوعٍ بندوة، تم خلالها استعراض مشروع التعلم عبر الهاتف النقال، إلى جانب عرض دراسة قيّمة عن التلميذ الجزائري بين ثقل المحفظة وانتظار البديل التكنولوجي، أعدها مخبر الأسرة والتنمية والوقاية من الانحراف والإجرام بجامعة الجزائر2، وكذا تطبيقات تكنولوجية من تطوير جزائري لتسهيل تعلّم اللغة العربية. نظمت Ooredoo والجمعية الجزائرية لمحو الأمية "اقرأ"، حفلا لتسليم "جائزة نجمة لمحو الأمية" 2014، والتي عادت هذا العام للسيد العربي مراد، الذي تسلّم مبلغ 500 ألف دج، وهو قيمة الجائزة؛ اعترافا بمجهوداته وعمله في مكافحة آفة الأمية، وهو المعروف بمشواره الثري والمتنوع في التربية والتعليم الذي كرّس له 33 سنة من عمره، بالإضافة إلى 15 عاما في مجال الشؤون الدينية والأوقاف، إلى جانب تقلّده عدة مناصب بمناطق عدة من الوطن، انتهت بوزارة التربية الوطنية.. كما ألّف عدة كتب مدرسية وشبه مدرسية. وعرضت خلال الحفل السيدة عائشة باركي رئيسة جمعية "اقرأ"، مشروعا واعدا حول "التعليم عبر الهاتف النقال"، الذي قد يعجّل برفع تحدي القضاء على الأمية في الجزائر، حيث أكدت أن جمعيتها تسعى لاستغلال التكنولوجيات الحديثة لخوض التعلم عبر الهاتف النقال، مشيرة إلى أن التحقيقات الميدانية حول الأمية كشفت عن فروقات كبيرة، تتعلق أساسا بارتفاع معدلات الأمية لدى النساء والفتيات، وذلك لعدم وجود فرص لترجمة المهارات المكتسَبة من خلال دروس التعلم في الحياة اليومية، وهو ما يحول دون تمكنهنّ من الحفاظ على اهتمامهم بالقراءة. وعلى هذا الأساس، فإن برنامج التعليم عبر الهاتف النقال يفرض مكانته لدى المواطن في استخدام هذه الأداة الاتصالية واسعة الاستعمال والهامة في الحياة اليومية. كما إن المشروع يُعد طريقة مثلى للحفاظ على حب القراءة والكتابة عند الأميين الجُدد... وفصلت السيدة باركي في خطوات المشروع، الذي يتطلب أوّلا تعليما أساسيا قاعديا بمركز لمحو الأمية لمدة شهر واحد وعلى مدار ثلاث مرات في الأسبوع، قبل البدء في برنامج ما بعد محو الأمية في مرحلته الأولى من خلال الهاتف، عبر برامج يتم تحميلها على الأجهزة باستعمال تطبيقات معيَّنة. من جهتها، عرضت الدكتورة صباح عياشي مديرة مخبر الأسرة والتنمية والوقاية من الانحراف والإجرام بجامعة الجزائر 2، دراسة تطرقت فيها للمشاكل التي يعاني منها التلميذ، مقترحة البديل التكنولوجي المنتظَر؛ باعتباره أحد العوامل التي تكمل مخطط إصلاح المنظومة التربوية، معتبرة اللوحات الإلكترونية أساس التغيير، لتخفيف العبء عن جسم التلميذ، وتسهيل طرق تلقّيه المعرفة والدروس. أما السيد نزيه دحوش وهو مطوّر جزائري شاب فقد عمل على تطوير عرض تطبيقي خاص بحروف الهجاء موجه للأطفال والكبار الراغبين في تعلّم اللغة العربية، وحصل المشروع الذي أُطلق في إطار برنامج "اٍ- ستارت"، على عدة جوائز وتكريمات. وبمناسبة تسليم جائزة "أوريدو" لمحو الأمية، أكد المدير العام لأوريدو على الأهمية الكبيرة لهذا النضال، الذي يتطلب مساهمة الجميع في سبيل ترقية العلم والمعرفة، وهو ما دفع بالمؤسسة إلى ترقية المواهب الجزائرية، وإشراك التكنولوجيات الحديثة لإنجاح هذه النشاطات والمشاريع التي تدخل في إطار مسؤولية المؤسسة الاجتماعية، والتي ستدفعها قريبا إلى إطلاق مبادرة جديدة مع الهلال الأحمر الجزائري؛ حيث سيتم التوقيع على شراكة لتجهيز الهلال الأحمر بعيادات صحية متنقلة.