أطلقت في إسبانيا مبادرة تعد الأولى من نوعها في هذا البلد الأوروبي، تتمثّل في مكتبة أقيمت في قلب العاصمة مدريد يرتادها "محبو القطط"، وتقدّم لهم خدمات قراءة الكتب واحتساء المشروبات غير الكحولية بصحبة العائلة والأصدقاء أو الإبحار عبر الأنترنت للعمل أو المطالعة، وفي نفس الوقت تتاح مداعبة القطط التي تسكن هذا المكان وتأتي "لمصاحبة" رواده. يهدف هذا المشروع إلى إيواء القطط الضالة ومعالجتها ورعايتها، وفي نفس الوقت تعليم الكبار والصغار الرفق بالحيوان، وتوفير مكان يقصده محبو القطط الذين لا يجدون لها في منازلهم مكانا أو في يومهم وقتا للعناية بها، كما تقدّم المكتبة "دورات تعليمية" مختلفة لرعاية تلك الحيوانات وفرصة "تَبَنّي"، أحدها إذا كانت ظروف هواتها تسمح بذلك، فالمكتبة في نفس الوقت مقر جمعية خيرية لإنقاذ القطط الضالة وتأهيلها "للتبني". وقالت مديرة المشروع إيفا أثنار؛ إنّ فكرة المشروع نشأت نتيجة حبها للحيوانات خاصة القطط، ولاطلاعها على الثقافة اليابانية التي اكتشفت من خلالها أنّ هذا البلد يضم أكثر من 180 "مقهى لهواة القطط" نتيجة عشق اليابانيين لتلك الحيوانات وإعجابهم بها ودفاعهم عنها، وابتكرت أثنار من هذه الفكرة "مكتبة القطط" التي صمّمتها كمشروع للتخرّج، عندما كانت تدرس تصميم الديكورات الداخلية. وأوضحت أثنار بأنها طوّرت لاحقا هذا المشروع على أرض الواقع، واختارت أن يكون الهدف منه إيواء القطط الضالة ومحاولة إيجاد "بيوت" لها يرعاها فيها أصحابها، إلاّ أنّها واجهت مصاعب بيروقراطية كثيرة نظرا لعدم إمكانية الجمع بين إقامة أماكن لخدمات الطعام والشراب ووجود حيوانات داخل تلك الأماكن، وتمكّنت من التغلّب على الصعاب التي واجهتها ووفرت الشروط الصحية والقانونية المطلوبة وحصلت على الموافقات اللازمة لإقامة مشروع ثقافي خيري ممتع وآمن صحيا للجمهور. وأوضحت أثنار بأنّ المكتبة ليست ملجأ للقطط، إنما تتعاون مع جمعيات للرفق بالحيوان وملاجئ من مختلف مدن إسبانيا، وتأخذ منها القطط التي لا تلقى اهتماما من الجمهور وتظل أوقاتا طويلة في الملاجئ دون أن تجد من ‘يتبناها'، وتكون بذلك عرضة ‘للتضحية' بها، فيتم إنقاذها بإحضارها إلى المكتبة وتأهيلها للتبني.