حب السيدة حورية يانيس للحيوانات جعلها تحول بيتها الى ملجأ تربي ،وتعالج ،وتعتني فيه بالحيوانات الضالة خاصة بعد وقوفها على غياب ثقافة العناية بالحيوانات بالمجتمع الجزائري... حبها للحيوانات دفعها إلى تأسيس لجمعية أسمتها” جمعية الرفق بالحيوانات” التي تبغي من ورائها تحقيق حلم حياتها المتمثل في بناء ملجأ للحيوانات الضالة لإيمانها بان هذه الكائنات الحية تستحق العناية بالنظر الى أهميتها في حفظ التوازن البيئي. التقت “المساء” بالسيدة حورية بحديقة الحيوانات بالحامة، حيث كانت منهمكة بشرح المقصود من حماية الحيوانات، والطرق التي ينبغي للأطفال أن يعاملوا بها هذه الكائنات الحية على هامش إحياء اليوم العالمي للحيوانات. وعن قصة السيدة حورية مع الحيوانات قالت في حديثها ل “المساء” قصتي مع الحيوانات بدأت مذ كنت طفلة صغيرة ،حيث كنت مولعة بتربية الحيوانات خاصة القطط والكلاب واذكر أني كنت في كل مرة أصادف فيها حيوانا يتألم جراء تعرضه لحادث، أونتيجة إصابته بمرض ما فأسارع لأخذه الى منزلي وأحاول ان أعالجه، أواستعين ببيطري، نمى بداخلي حب هذه المخلوقات فقررت ان أتبنى مهمة الدفاع عنها وحمايتها رفقة بعض الأصدقاء من محبي الحيوانات فكرنا في تأسيس جمعية تعنى بحماية الحيوانات والدفاع عنها. رغبة السيدة حورية في تقديم الأفضل للحيوانات جعلها تحول منزلها المتواضع إلى ملجأ لها، حيث قالت “ ليس لدي مكان خاص اعتني فيه بالحيوانات لذا قررت ان أقاسم منزلي مع كل الحيوانات التي آتي بها بغرض علاجها اولحمايتها من بعض الأخطار التي تحدق بها ،وكل من يزورني يتفاجأ بالأعداد الكبيرة للقطط والكلاب التي تعيش بمنزلي غير أني اشعر بالسعادة عندما اشرف على العناية بها كما أني أتلقى زيارات من بعض الأشخاص الذين بلغهم ما أقوم به من عمل فيقومون بإحضار الحيوانات الى منزلي لأشرف على علاجها بينما يقصدني البعض الآخر رغبة في الحصول على قط أوكلب بغية تربيته. تعتمد محدثتنا على تقنية خاصة تجعل الحيوانات لا تأبى مغادرة بيتها هذه الأخيرة التي اكتسبتها بحكم الخبرة الطويلة مع الحيوانات، حيث قالت “يسألني الكثير من الناس عن السر في بقاء بعض الحيوانات في منزلي وعدم رغبتها في المغادرة، فأجيبهم بأن هذه المخلوقات ما ان تشعر بالأمان والحماية حتى تالف المكان وتقرر البقاء فيه، وعن التقنية التي اعتمدها تضيف عادة عندما أجد حيوانا يتألم بالشارع نتيجة تعرضه لحادث وما أكثر حوادث السير التي تودي بحياة الحيوانات يوميا للأسف الشديد أقوم بنقل الحيوان أيا كان سواء كلب، أوقط، أوحمام الى منزلي وبعد ان يفحصه بيطري اعزله في مكان منفرد بالمنزل حتى يزول عنه التعب ويتماثل للشفاء، بعدها أتواصل معه من خلال الإشراف على راحته وطعامه وشيئا فشيا يبدأ في اكتشاف المكان، وما إن يتعود عليه يقرر البقاء وبهذه الطريقة يتحول منزلي الى مأوى للحيوانات وتضيف “ ينتابني شعور بالرضا والسعادة عندما أراها تقفز وتلعب بمنزلي. من جملة الأهداف التي سطرتها رئيسة جمعية الرفق بالحيوانات بعد ان أسست جمعيتها في سنة 2006 هي الكفاح من اجل تحسيس الرأي العام عموما، والأطفال خصوصا بأهمية حماية الحيوانات وعدم إلحاق الضرر بها، وعلى المدى البعيد السعي لإنشاء ملجئ لكل الحيوانات الضالة الموجودة على مستوى الوطن. وفي ردها عن سؤال “المساء” حول ما إذا كانت لديها بعض الأرقام حول عدد الحيوانات الضالة بالجزائر جاء على لسانها أنها لا تملك فكرة عن عدد الحيوانات الضالة بالجزائر غير أنها متأكدة من وجود أعداد كبيرة منها خاصة الكلاب في ضل عزوف الكثير من المواطنين عن تربيتها لعدة أسباب منها، انشغالهم بمتاعب الحياة اليومية ما يجعلهم يتجنبون تحمل أعباء إضافية، إلى جانب قلة الإمكانيات لا سيما وان تربية الحيوانات تتطلب ان يحاط هذا الأخير بالعناية في ما يخص طعامه وصحته ضف الى ذلك ان هنالك من لا يحب أصلا الحيوانات وبالتالي لا يفكر مطلقا بها. تحمل رئيسة جمعية الرفق بالحيوانات الكثير من الذكريات عن حيوانات اعتنت بها وكانت سببا في تخفيف آلامها ولعل ما بقي عالقا في ذاكرتها قصة الخنزيرة التي تسبب جهل الأطفال وعدم وعيهم بضرورة حماية هذه الحيوانات وعدم إلحاق الضرر بها في كسر قوائمها الأربع ما جعلها تصاب بشلل كلي بعد ان قفزت من صور عالي الأمر الذي تطلب مني العناية بها لمدة ستة أشهر، غير أنها توفيت في آخر المطاف ولكن ما جعلني اشعر بالسعادة أني تمكنت على الأقل رفقة البيطري وهوالآخر من دعاة حماية الحيوانات من إزالة ألمها وحولتها بالمعاملة الحسنة والرعاية الصحية الى حيوان أليف. تحمل حورية نداء ترغب في توجيهه الى كل مستعملي السيارات قائلة”أناشد كل من يملك سيارة ضرورة مراقبة مركبته قبل إشعال المحركات حتى لا يتسبب في قتل هذه الحيوانات الظريفة لأن لديها هي الأخرى الحق في الحياة أيضا. وأتمنى في السياق من السلطات المعنية أن تمنح لي فضاء استغله للعناية بالحيوانات التي لا ملجأ لها لأن منزلي لم يعد يتسع لها.