قد نتفق أو نختلف في أمور عدة تخص كرة القدم الجزائرية والمنتخب الوطني ونتساءل لماذا تغيبنا كرويا عن الموعد الأولمبي، وقد نختلف في إجابتنا عن هذا التساؤل طالما أن لكل منا قراءته لكن فلنكن صرحاء مع بعضنا البعض والبطولة الوطنية لا يفصلنا عن انطلاقها إلاّ سويعات قليلة لنقول ماذا تخبئ لنا هذه الجولة الجديدة في تاريخ اللعبة بالجزائر؟. والأكيد أننا لا نتفق مع الفاعلين الحقيقيين ممن يديرون اللعبة أو يمارسونها أو يؤطرونها فنيا طالما أن كل تصريحاتهم قد طبعها التفاؤل المفرط بلعب موسم قوي وهي حيلة تستعمل عادة لتبرير ما أقدموا عليه صيفا حين رحلوا فرقهم إلى الخارج وبددوا أموالا طائلة بالعملة في موسمهم السياحي. اننا والبطولة على الأبواب لا نطالب فرقنا إلا بالاحترافية في اللعب والإدارة والتفكير، ولا شك أنه عندما نلمس مثل هذا النضج الفكري عند مسيرينا ولاعبينا ومدربينا يمكن أن نتفق معهم ونثق في كل ما يقولون حول الأهداف والنتائج وغيرها. إن ما نريده من كل هؤلاء الفاعلين في حقل اللعبة هو أن نتفق على وضع كل الهوامش السلبية نصب أعيننا قصد معالجتها بحكمة وتبصر لنؤمن بذلك كل حظوظ النجاح لأن التجربة علمتنا على امتداد من عشريتين بأن سلبية المشرفين على الأندية الجزائرية دون استثناء قد أفرزت واقعا مؤلما واعطتنا أندية هزيلة وبطولة عرجاء ولاعبين اشبه بعرائس "القراقوز" وجماهير متعصبة وجعلت من الصعب ولادة منتخب قوي من صلب بطولة بهذا الشكل. ومن هنا أصبح لزاما علينا الابتعاد عن المظاهر التي شوّهت واقع اللعب من تريب للنتائج وتزوير في الهويات وتخاذل في اللعب والدفع تحت الطاولة وغير ذلك من الممارسات التي لم تولد سوى العنف فهل نتعظ هذه المرة؟