مثلما كان متوقعا، سارع المدرب الوطني الجديد ل"الخضر" كريستيان غوركوف، إلى الانطلاق مبكرا في مهمته الجديدة بالرغم من أن وصوله إلى الجزائر لم تمر عليه إلا ساعات، وأول ما قام به هو التزامه الرسمي مع الاتحادية الجزائرية لكرة القدم من خلال إمضائه للعقد الذي يربطه مع هذه الأخيرة لمدة أربع سنوات، والذي يتضمن ضرورة بلوغه عدة أهداف في مسيرته مع الخضر وأهمها التأهل إلى نهائيات كأس أمم إفريقيا 2015 وكاس العالم 2018. وأول حصة عمل لغوركوف، خصصها هذا الأخير لاجتماعه مع أغلبية أعضاء الأطقم الذين سيتعاملون معه بصفة مباشرة، حيث كان من الضروري ان يتعرف عليهم، لاسيما الذين يعملون في الطاقمين الإداري والطبي، مع العلم أن المدرب الوطني اصطحب معه المحضر البدني الجديد للخضر وهو الفرنسي قيوم ماري، صاحب ال46 سنة والذي له تجربة طويلة في هذا الاختصاص بعدما قضى مشوارا كرويا طويلا مع أندية فرنسية سمحت له بالتعرف على مهنته كمحضر بدني قبل تدعيم معارفه في احدى المدارس الفرنسية المتخصصة في هذا المجال، وسمح له ذلك بالعمل في عدة أندية منها لوهافر ومانس، ولا شك ان اختياره من طرف غوركوف، لم يكن بالصدفة بل لمعرفته الجيدة للعمل الذي كان ينجزه غيوم ماري، لا سيما وان الفاف تركت للمدرب الوطني الجديد حرية اختيار التقني الأنسب لمنصب محضر بدني، حيث سيخلف غيوم ماري، في هذا المنصب مواطنه موان الذي فضل الانتقال مع وحيد حليلوزيتش إلى النادي التركي طرابزون سبور. وأثناء وصوله إلى مطار هواري بومدين بدا التقني الفرنسي ملتزما بعدم الإفصاح عن أي شيء بخصوص مهمته الجديدة مع الخضر قبل عقده لأول ندوة صحفية له، حيث اكتفى هذه المرة بتصريح مقتضب قال فيه: "أنا هنا في الجزائر من أجل الحصول على نتائج إيجابية مع الفريق الوطني الجزائري وسنحاول العمل كل ما في وسعنا لإرضاء الجمهور الجزائري." وقد أبلغ غوركوف الصحفيين الجزائريين الذين انتظروه في مطار هواري بومدين، أنه سيقول كلاما آخر في ندوته الصحفية القادمة وتمنى للجميع عيد سعيد. من سيكون مساعدا لغوركوف؟ هو التساؤل الذي بدأت الأوساط الصحفية والرياضية تطرحه منذ أن أعلن رئيس الاتحادية محمد روراوة، ان التقني الذي سيعمل إلى جانب غوركوف سيكون جزائريا، وكان روراوة واضحا في كلامه بشأن هذه المسألة، لكن دون ان يعطي توضيحات حول طبيعة هذا المدرب، وتؤكد مصادر على اطلاع جيد بشؤون الفاف ان هذه الأخيرة لا تريد التسرع في حسم هذه المسألة مبكرا، وتريد ان تتفادى الدخول في سوء تفاهم مع التقني الفرنسي بشأن منصب المدرب المساعد، لاسيما وأن غوركوف قد أبلغها أنه يفضل العمل بمفرده في العارضة الفنية مثلما تعود عليه طوال مشواره التدريبي، لكن الاتحادية الجزائرية تحذوها رغبة كبيرة لكي تضع إلى جانبه مدربا جزائريا يمكنه الاستفادة من خبرته. وقبل وصول غوركوف إلى الجزائر، قامت الفاف بدراسة السيرة الذاتية والرياضية لبعض التقنيين الجزائريين الذين يمكنهم أن يعملوا ضمن الطاقم الفني للمنتخب الوطني، وكانت الصحافة الرياضية الجزائرية قد تحدث في هذا الشأن إلى عدة مدربين جزائريين للعمل إلى جانب غوركوف من بينهم يونس افتسان وعبد الكريم بيرة، الأول انتقل من نصر حسين داي إلى المنتخب الوطني العسكري والثاني لا زال يقود العارضة الفنية لاتحاد سيدي للعباس الذي صعد معه إلى الرابطة الاولى في نهاية الموسم المنصرم، لكن هل تتجرأ الفاف على الاستعانة بمثل هذين التقنيين اللذين لم يعملا منذ عدة سنوات على أعلى مستوى من المنافسة الوطنية؟. لكن من المنتظر ان تتضح الأمور أكثر بخصوص هذه المسألة أثناء الندوة الصحفية المرتقبة لكريستيان غوركوف. وتجدر الإشارة إلى أن أول تجمع للفريق الوطني تحت قيادة كريستيان غوركوف، سيكون في نهاية شهر أوت من أجل تحضير المباراة القادمة ضد إثيوبيا لحساب تصفيات كاس أمم افريقيا 2015 والتي ستجري يوم 6 سبتمبر القادم بأديس البابا.