أشار وزير الفلاحة والتنمية الريفية، السيد عبد الوهاب نوري، أمس، إلى مراسلة كل الولاة لتنسيق العمل مع المفتشيات البيطرية لإعادة فتح أسواق بيع المواشي منتصف الأسبوع المقبل، لتسويق أضاحي العيد، موضحا أن السيطرة على فيروس الحمى القلاعية لم تنته بعد "لذلك سيتم تشديد الرقابة البيطرية على عملية نقل المواشي ما بين الولايات، مع ضمان مراقبة دورية داخل الأسوق". من جهته أبدى رئيس فيدرالية مربي المواشي، السيد محمد بوكارابيلا، ارتياحه لقرار الوزارة الذي حل إشكالية كبيرة وقع فيها المربون عند إعلان قرار غلق الأسواق، وتنتظر الفدرالية إعادة فتح الوكالات التجارية عبر التعاونيات الفلاحية لتوفير مادة الشعير بالأسعار المدعمة لتخفيف التكاليف عن المربين و تعديل بورصة أسعار الأضاحي. وصرح وزير الفلاحة والتنمية الريفية ل"المساء" على هامش افتتاح الدورة الخريفية للمجلس الشعبي الوطني، أن عملية إعادة فتح أسواق المواشي تعتبر قرارا "اقتصاديا" بالنظر إلى اقتراب عيد الأضحى وارتفاع الطلب على الأضاحي التي خصص لها المربون الكثير من الوقت والمال لتلبية طلبات السوق، وحتى يتم ضمان عدم ظهور بؤر جديدة لفيروس الحمى القلاعية يقول عبد الوهاب نورى تقرر مضاعفة عمل البياطرة الذين سيقومون بتشديد الرقابة على الأسواق التي سيتم تطهيرها قبل إعادة فتحها، مع تحرير تراخيص نقل المواشي ما بين الولايات بعد معاينتها صحيا. وبخصوص الغلاف المالي المخصص لعملية تعويض المربين المتضررين من انتشار الفيروس، أشار الوزير إلى انه لم يتم تحديد رقم معين كون العملية لا تزال متواصلة إلى غاية التأكد من القضاء على كل حالات الإصابة، مشيرا إلى أن الفيروس اليوم هو في مرحلة "السيطرة" بعد إطلاق جملة من الإجراءات الاحترازية التي ساهمت بشكل كبير في حصر انتشاره ببعض البؤر تم القضاء عليها نهائيا بعد قرار ذبح كل الأبقار المصابة، والتي بلغت إلى غاية اليوم 5700 رأس مع دفن ألف رأس، مضيفا أنه يجب التعامل ب"حذر" مع عملية إعادة فتح الأسواق . من جهة أخرى تمت مراسلة كل الولاة لتنسيق العمل مع المصالح الفلاحية و السلطات المحلية لتحديد نقاط بيع المواشي لتكون تحت مراقبة البياطرة و مصالح الأمن التي ستحرص على حصول كل تاجر على شهادات صحية للقطيع، ورخصة السماح بنقل الماشية تسلمها المصالح البيطرية، كما سيتم وضع مطهرات عند مداخل الأسواق و تنظيفها دوريا لضمان عدم توفير الظروف الخارجية لعودة الفيروس من جديد. وتشير مصادر من وزارة الفلاحة إلى إعادة فتح أسواق الماشية في الولايات الجنوبية الأسبوع الفارط، بالنظر إلى خصوصية المنطقة التي تستهلك فيها لحوم الجمال بكثرة خلافا لباقي أنواع اللحوم، كما أن ارتفاع درجات الحرارة بالمنطقة لأكثر من 40 درجة لا تساعد الفيروس على التكاثر، وهي المعطيات التي جعلت السلطات المحلية تعيد فتح الأسواق في ظروف عادية. ولدى الاتصال برئيس فيدرالية تربية المواشي السيد بوكارابيلا محمد، كشف ل"المساء" أن القرار كان منتظرا منذ أكثر من أسبوع خاصة و أن المربين يقومون سنويا بتحضير جزء من قطعانهم لتلبية طلبات عيد الاضحي، مؤكدا أنهم جاهزون لتنفيذ كل الإجراءات الاحترازية والتنظيمية التي سيتم اتخاذها لتنظيم عملية بيع المواشي، علما أن عدد رؤوس الأغنام بلغ أكثر من 25 مليون. كما تطرق بوكارابيلا، إلى قضية تجار المناسبات وهم مواطنون يمتهنون في كل موسم عملية بيع المواشي بطرق غير شرعية وفي مناطق غير مرخصة، وهم المتسببون في المضاربة بالأسعار في كل مرة، وعليه يجب تحديد هوية البائع في بداية الأمر ومنع عملية البيع على قارعة الطرقات لضمان عدم التسبب في ظهور أمراض تضر بالصحة الحيوانية والمستهلك على حد سواء. من جهة أخرى تطرق ممثل المربين إلى إشكالية ارتفاع أسعار الشعير بسبب غلق الوكالات التجارية للتعاونيات الفلاحية، ما جعل المربين يتوجهون للأسواق الموازية لاقتناء مادة الشعير بأسعار مضاعفة، وهو ما جعل تكلفة تربية الخرفان ترتفع من سنة إلى أخرى، ولم يستبعد المتحدث أن تكون أسعار الأضاحي هذه السنة مرتفعة بالنظر إلى المتاعب التي عرفها المربون خلال فترة غلق الأسواق، وقلة السيولة المالية لديهم مما دفعهم للاقتراض لتوفير أغذية الماشية.