تعتبر حظيرة التسلية الجديدة التي أنشئت حديثا بشرق وهران، ملاذا للعائلات الوهرانية، ويمثل هذا المنتزه وجها عصريا للمدينة التي تعرف توسعا عمرانيا نحو الشرق، حسبما ذكر مسؤول مؤسسة الحظائر لولاية وهران التي تسير هذه المنشأة... الملاحظ أن هذه المنشأة الكائنة بمنطقة "الجرف" المطل على البحر والمقابل لفندق الشيراطون، أصبحت منذ فتحها في 5 جويلية الماضي، مركزا لالتقاء العديد من العائلات التي تتوافد عليه بحثا عن نسمة منعشة وعن الراحة، وتصنع ألعاب التسلية التي يزدان بها هذا المكان الذي كان في السابق وكرا للمنحرفين، فرحة الصغار منذ افتتاح هذا المنتزه الذي يتربع على مساحة 3 هكتارات، وكذا العائلات التي تؤمه مصحوبة بأطفالها من أجل التنزه او استنشاق رائحة البحر التي تجلب نسمات منعشة مداعبة لهذا الفضاء الأخضر، يقول عامل بهذا المنتزه مكلف بالاستقبال والتوجيه وأمن الزوار. وقد أقيمت العديد من الألعاب والأكشاك التي تعرض أكلات خفيفة ومرطبات، مما أوجد قطبا تجاريا وسمح باستحداث فرص عمل عديدة، يصرح مسؤول بمؤسسة الحظائر لولاية وهران. ويظهر المنتزه من خلال التوافد الكبير عليه، كخلية نحل، وفي كل سهرة تحضر فرق موسيقية فلكورية محدثة حيوية وبهجة بهذا المكان، "إنه فضاء يسمح لنا بعرض نمادج من إبداعاتنا ورصيدنا الغنائي أمام العائلات، مما يتيح لنا دعوات لتنشيط حفلات الأعراس وغيرها" يقول أحد اعضاء فرقة موسيقية قدمت الى هذا المنتزه. والجدير بالذكر، أن هذا الموقع المحاذي لإقامة "الباهية"، المقابل لفندق الشيراطون والمطل على الساحل الشرقي للولاية، كانت تتخذه عصابات الإجرام منذ شهور وكرا للرذيلة، ليصبح بعد تهيئته فضاء حيويا، حسبما أفاد عون أمن، أكد على تواجد مصالح الأمن بالمنتزه وإقامة مركز متنقل لها بالموقع. وتبرز منطقة "الجرف" التي كانت تستقبل الرياضيين ومنهم المولوعون بترويض العضلات، وتعتبر ايضا محطة لتوقف مواكب الأعراس لالتقاط صور تذكارية، وجها مشرقا اليوم بعد أن تمت تهيئتها... "إذا كانت العائلات تتخذ مكانا في السابق على محور الطرقات، فاليوم يعرف المكان كله نشاطا وحيوية، وللسماح للزوار بالاقتراب من المنتزه بدون حرج، قمنا بوضع إشارات ضوئية لتنظيم حركة المرور"، يقول عون الأمن.. مشيرا الى أن الفضاء يتفرع الى منطقتين، واحدة تسيرها مؤسسة المنتزهات بولاية وهران وأخرى لمتعامل خاص، ويزعج ضجيج الأطفال وهم يترنحون على الألعاب، هدوء الكبار القادمين لأخذ قسط من الراحة من عناء يوم عمل أو لتناول مرطبات وأكلات خفيفة أو ارتشاف فنجان قهوة وسط جو من الحيوية. وأصبح الفضاء منذ إنشائه مكان التقاء العديد من الوهرانيين جيرانا كانوا أو أصدقاء أو أقارب في المساء بعد العشاء "نأتي هنا في مجموعات جيران للسماح للأطفال بالمشي والمرح، ولنا بالدردشة" تقول ربة عائلة من حي الصديقية، تفضل الذهاب إلى المنتزه سيرا على الأقدام، مما يسمح لها بممارسة الرياضة بعد مكوث يوم كامل بالمنزل. الدخول إلى المنتزه مجاني، ولا تتوانى بعض العائلات في جلب لنزهتها الليلية أباريق من الشاي والقهوة "حتى نقتصد بذلك شيئا من المال، ولنسمح لأطفالنا بالاستمتاع ببعض الألعاب".. تقول امرأة تراقب ابنها وهو يستمتع بركوب حصان الألعاب... وتعم في المساء نسمات منعشة على المدينة وترى العائلات في غدو ورواح الى المنتزه الجديد لوهران، ويستطيع الأطفال اللعب بكل اطمئنان، فيما يسمح الموقع بارتشاف فنجان قهوة والنظر نحو واجهة فندق الشيراطون أو نحو أضواء البواخر الراسية بعرض ميناء وهران. ويفتح المنتزه حوالي الساعة السادسة مساء ليوفر الاستمتاع لفائدة العائلات الوهرانية ولا يغلق الا في وقت متأخر من الليل، حيث تتثاقل الجفون، يقول عون أمن، مؤكدا أن أبواب المنتزه، وكذا مواقف السيارات محاطة بحاجز أمني لضمان غلقها ومنع الدخول.