لقي ستة جنود ليبيين مصرعهم في المعارك المتواصلة بين قوات الجيش النظامي ومسلحي مليشيات "مجلس شورى ثوار بنغازي" حول مطار بنينا بهذه المدينة الواقعة شرق ليبيا.وقال مصدر عسكري بالقوات الخاصة "الصاعقة" إن الجنود قتلوا خلال المواجهات المسلحة مع مسلحين إسلاميين الذين يحاولون منذ أربعة أيام اقتحام مطار المدينة من عدة محاور. وكشف أن سلاح الجو شن أمس، غارات على بعض مواقع "أنصار الشريعة" في محيط المطار، مؤكدا أن هذا الاخير والقاعدة الجوية التابعة له لا يزالان تحت سيطرة الجيش النظامي. وكان أكثر من 40 عنصرا من قوات "مجلس شورى ثوار بنغازي" لقوا مصرعهم أول أمس، اثر الاشتباكات المحتدمة بين هؤلاء وقوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر. وتضاف هذه الحصيلة من القتلى إلى حصيلة أولية راح ضحيتها خمسة أشخاص آخرين لقوا مصرعهم في أعمال عنف متفرقة بنفس المدينة المتوترة. وقال مصدر أمني أنه تم العثور أمس، على جثة شرطي تابع لمديرية أمن بنغازي وعليها آثار أعيرة نارية. كما أطلق مسلحون وابلا من الرصاص على أحد منتسبي مديرية أمن بنغازي مما أدى إلى مقتله على الفور في نفس الوقت الذي استهدف فيه مجهولون مواطنان في حادثتين منفصلتين رميا بالرصاص مما أدى إلى مقتلهما. وكان الهلال الأحمر الليبي، أعلن أمس، انه عثر ليلة الأحد إلى الاثنين على جثة مواطن داخل سيارة لم يتم التأكد من هويتها في حينه. وتشهد مدينة بنغازي انفلاتا أمنيا وتصعيدا خطيرا لأعمال العنف من اغتيالات وهجمات مسلحة تستهدف رجال الجيش والشرطة وأئمة وخطباء المساجد، بالإضافة إلى مواطنين عاديين في غياب أي جهة أمنية مكلفة بالكشف عن أسباب القتل أو هوية المتورطين في مثل هذه الجرائم ودوافعهم. ومع استمرار تفاقم الوضع في ليبيا دعا الاتحاد الأوروبي، إلى وقف سريع لإطلاق النار في هذا البلد واستئناف الحوار السياسي الذي تقاطعت مواقف عدة أطراف داخلية وخارجية على انه أنسب طريقة لاحتواء الأزمة الليبية بأقل الأضرار الممكنة. وأدان الاتحاد الأوروبي الهجمات الانتحارية الأخيرة والاغتيالات المستمرة والمواجهات المسلحة بين مختلف المليشيات، والتي أكد بأنها تشكل تهديدا حقيقيا للأمن والاستقرار ليس فقط في هذا البلد بل في كامل المنطقة. ولم يخف الاتحاد الأوروبي، قلقه لتصاعد أعداد القتلى في مدينة بنغازي التي تحولت منذ عدة أشهر الى مسرح لأعنف المواجهات المسلحة. مما جعله يؤكد على الحاجة الماسة لوقف الاقتتال والانخراط في العملية السلمية باعتبارها السبيل الوحيد لضمان مستقبل سلمي لكل الليبيين. كما أعرب الاتحاد الأوروبي عن استعداده لدعم الشعب الليبي، مذكرا بأن المجتمع الدولي "لن يتردد في اتخاذ إجراءات بحق من يقوّضون العملية السياسية وفرص السلام في البلاد".