تنذر الأجواء المشحونة بالقدسالمحتلة جراء تصاعد الاقتحامات المتكررة للمتطرفين اليهود للمسجد الأقصى المبارك، بانفجار وشيك في المدينة المقدسة التي تسعى إسرائيل إلى تهويدها ضمن مخططها الرامي إلى جعلها العاصمة الأبدية لدولتها "العبرية". وتجددت أمس، المواجهات بين المصلين الفلسطينيين المرابطين بداخل المسجد الأقصى المبارك وقوات الاحتلال مباشرة بعد صلاة الفجر، بعد أن دعت منظمات يهودية متطرفة إلى اقتحام المسجد بحجة الاحتفال بما يسمى بعيد "العرش اليهودي". وتحولت باحات أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين إلى ساحة كر وفر بين المصلين الفلسطينيين وقوات الاحتلال التي توفر الغطاء الأمني لتمكين المستوطنين المتطرفين من اقتحامه وتدنيسه. والمفارقة أن مثل هذا المشهد الذي تكرر في الفترة الأخيرة، وازدادت حدته مع استجابات المتطرفين اليهود لدعوات اقتحام الأقصى وقع ساعات قبل زيارة الأمين العام الاممي الى مدينة القدسالمحتلة. واكتفى هذا الأخير فقط بالمطالبة بوقف الاستفزازات بالأماكن المقدسة في القدس الشريف، دون أن تكون له الجرأة على تحديد الطرف المتسبب في هذه الاستفزازات والخروقات التي تطال أقدس المقدسات الإسلامية على يد المتطرفين اليهود المدعومين بقوات الاحتلال. لكن الرقم الأول في المنظمة الأممية أدان علنا مواصلة الأنشطة الاستيطانية بالأراضي الفلسطينية المحتلة، وقال "أدين مجددا وبشدة استمرار الأنشطة الاستيطانية الإسرائيلية"، في تصريح من شأنه أن يضفي نوعا من البرودة على المحدثات بينه وبين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو. هذا الأخير الذي استبق زيارة مون لإسرائيل باتهام من وصفهم ب«المتطرفين الفلسطينيين" في إشارة إلى المصلين المرابطين بالأقصى المبارك بأنهم مصدر التوتر الذي تتصاعد حدته بشكل خطير بمحيط الأقصى. وتناسى أن المتسبب الحقيقي في توتير الأوضاع هم اليهود المتطرفون الذين يعتدون أمام أعين العالم اجمع وبدعم من سلطات الاحتلال وقواته على واحد من أهم المقدسات ليس فقط بالنسبة للفلسطينيين بل لأكثر من مليار ونصف مليار مسلم في العالم. وهي الحقيقة التي يسعى نتانياهو، ومن معه من اليمين المتطرف إلى إخفائها وإظهار الفلسطينيين بمظهر الطرف الذي لا يرغب بالسلام ضمن مسعى لتأليب الرأي العالم الدولي ضدهم، وضد مطالبهم المشروعة في إقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية. غير أن المؤكد أن استمرار التوتر بالقدسالمحتلة واستمرار الاعتداءات على الأقصى الشريف قد يقود إلى ما لا يحمد عقباه. وهو ما أكده عدنان الحسيني، محافظ مدينة القدسالمحتلة الذي قال إن الوضع سيئ جدا في مسجد الأقصى المبارك ومهيأ لما هو أسوأ. وقال الحسيني، أن المسجد الأقصى يعد شبه مغلق منذ صباح أمس، اثر منع المصلين من دخوله وأن هناك بعض الشباب موجودون داخل المسجد وهم مرابطون ويحاولون حماية المكان. وأضاف أن هذا الأمر يأتي استمرارا لثلاثة أسابيع ماضية، وهي أسابيع الأعياد التي تحول حياة المسلمين بشكل عام والمقدسيين بشكل خاص إلى جحيم. مؤكدا أن هذا الوضع أصبح أكثر حدة وأكثر خطورة ويحتاج إلى موقف جريء حتى لا تتدهور الأمور أكثر من ذلك.