افتتحت مؤخرا بدار الثقافة "علي سوايحي" في خنشلة، الطبعة الخامسة لعيد الزربية، بمشاركة ولايات تيسمسيلت، وهران، قالمة، سوق أهراس، بسكرة، تبسة، باتنة وسكيكدة. وقال رئيس جمعية "إبداع"؛ عيسى بوزكري بأنه سيتم خلال التظاهرة عرض أجود أنواع الزربية البابارية على الجمهور، قصد التعريف بهذا الموروث الثقافي الذي تسعى الجمعية من خلال هذه التظاهرة السنوية، إلى الحفاظ عليه وتشجيع اليد النسوية العاملة على تطويره، بتنظيم عدة محاضرات وموائد مستديرة ينشطها أخصائيون. تعتبر زربية النمامشة من الصناعات التقليدية الفريدة من نوعها في الوطن، كونها تتميز بجودة عالية وجمال فتان أبهر العديد من السياح الأجانب، حيث تصنع من قبل نساء بلديات ولاية خنشلة ويعتبرنها من الحرف التقليدية التي تطبع المنطقة منذ زمن بعيد، إضافة إلى الحلي والفخار. تتميز زربية النمامشة برسوماتها المرتبطة بعادات وتقاليد الشاوية، من خلال إبراز عاداتهم في رسومات بأشكال مختلفة، ويتم إنجاز ونسج الزربية من طرف نساء المنطقة بأدوات تقليدية لا تزال تستعمل إلى يومنا، منها إطارات خشبية، أدوات حديدية وخيوط صوفية يتم غزلها بطريقة يدوية، وهي أولى مراحل إنجاز زربية النمامشة التي عرفت شهرة وطنية ودولية واسعة، وشاركت في العديد من المعارض داخل وخارج الوطن، ونالت جوائز عديدة، خاصة "الدراقة البيضاء"، وزربية «بابار النموشية» المعروفة دوليا، وما تزال تحتل المراتب الأولى بفضل جمالها وإنجازها المتقن، بحيث تغلب عليها اللون الأحمر، البني، الأسود ومزيج من الألوان الأخرى التي يتم اختيارها تماشيا مع الرسومات التي تشكّل الزربية التي تنقسم إلى قسمين؛ منها الزربية المعروفة لدى العام والخاص وتستعمل في تزيين الغرفة، وهناك زربية أخرى تسمى "الدراقة" يتغلب عليها اللون الأبيض، وتستعملها النساء قصد "السترة"، بحيث تقسم الغرفة إلى قسمين في حال تواجد ضيوف، وتتميز بألوانها الفاتحة التي تعكس حالة "الناسجة" أو الحرفية النفسية. ولتشجيع المرأة الماكثة في البيت ونساء المنطقة، بصفة عامة، على صناعة الزربية والمحافظة على هذا الموروث الثقافي، منحت لبعض المهتمات بالشأن قروض مصغرة في إطار وكالة الدعم.وفي السياق، استفادت ولاية خنشلة من مشروع ضخم، يتمثل في إنجار متحف للزربية في بلدية بابار، إلا أن تعطل الأشغال فيه حال دون استلامه في الآجال المحددة. ويبقى حلم الحرفيين ورئيس الجمعية؛ ترسيم مهرجان الزربية الخنشلية كمهرجان وطني يضاهي كل المهرجانات الوطنية والدولية.