ياسين براهيمي، صانع الألعاب الحقيقي الذي كان يبحث عنه الفريق الوطني منذ مدة طويلة، نجم أف سي بورتو البرتغالي، استطاع في ظرف وجيز ومنذ قدوم المدرب كريستيان غوركوف، إلى الخضر، أن يتحرر وأن يظهر مواهبه الكروية التي أصبح ينافس بها أحسن اللاعبين في العالم، ليكون قطعة أساسية لا يمكن الاستغناء عنها في المنتخب الوطني، هذا ما أكدته المباراة الأخيرة التي لعبها الخضر ضد منتخب مالي في تصفيات كأس أمم إفريقيا 2015، والتي انتهت بانهزام رفقاء براهيمي، بهدفين مقابل صفر، حيث فضّل غوركوف عدم إشراكه في بداية اللقاء، مما كلف الخضر دفع الثمن غاليا. هذه المباراة الأخيرة، أكدت على أن كل لعب "الخضر" مرتكز على براهيمي بدرجة أولى، وهذا ما يجبر المدرب غوركوف، على البحث عن حلول بديلة في أسرع وقت، وعن لاعب يمكنه أن يؤدي نفس دور براهيمي، في تنشيط اللعب، وفي الوقت الذي لا يملك الفريق الوطني لاعبا بمثل مواصفات لاعب بورتو وإمكانياته، فإن المدرب الوطني سيكون مطالبا بتغيير خطة لعبه، إن لم يتمكن براهيمي، من المشاركة في إحدى المباريات لسبب أو لآخر، فهذا اللاعب لا يمكن تعويضه بأي كان في التشكيلة الحالية، فقد ساهم في معظم الأهداف التي سجلها الخضر في الخمس مباريات من التصفيات الأخيرة والتي فاز بها الفريق الوطني كلها، هذا ما تفطن له غوركوف في اللقاء الماضي ضد مالي، خاصة عندما صرح بأن اللقاء أعطاه عدة دروس ومن بين هذه الدروس أنه لا يمكن الاستغناء عن خدمات براهيمي، في التشكيلة الوطنية. كأس أمم إفريقيا القادمة، التي سيخوضها الفريق الوطني في غينيا الاستوائية، لن تكون سهلة مقارنة بلقاءات التصفيات الماضية، فالمنتخبات التي سيواجهها الخضر، ستلعب كلها من أجب بلوغ أدوار متقدمة في هذه البطولة، وهذا ما يستدعي من المدرب الوطني تجريب عديد الخطط خلال الفترة التحضيرية لتشكيلته والتي تسبق المنافسة القارية القادمة، وهذا بإقحام براهيمي ودون هذا اللاعب، من أجل إيجاد الوصفة الثانية التي تمكن فريقه من التفوق في حال عدم إشراك هذا العنصر، فوجود هذا الأخير في التشكيلة الأساسية أمر جيد لأن له دور كبير، أثبته في اللقاءات التي شارك فيها، وفي الدقائق التي أقحم فيها ضد مالي حيث تغير اللعب، غير أن التركيز عليه فقط يجعل اللاعبين الآخرين يجدون فراغا كبيرا في حال عدم لعبه إلى جانبهم، وهذا ما يؤدي إلى انخفاض أدائهم في المباريات. وسيبدأ المدرب الوطني رحلته لمعاينة اللاعبين خلال هذه الأيام، لعله يتمكن من اكتشاف عنصر يمكنه أن يؤدي دور براهيمي ولو بدرجة أقل، وقبل دخول الفريق التربص التحضيري المقرر قبل كأس إفريقيا للأمم، سيعمل غوركوف، على ضبط قائمته النهائية بداية شهر جانفي القادم، وفقا لما ستسفر عنه سحب قرعة "الكان" المقررة في 3 ديسمبر المقبل في مالابو بغينيا الاستوائية، هذه التشكيلة التي من المؤكد أنها لن تعرف تغييرات كثيرة، إلا أن المدرب الفرنسي سيراعي فيها إمكانية غياب براهيمي، في أي مباراة كانت، لاختيار اللاعبين الذين يمكنهم المساهمة في فوز فريقه في كل اللقاءات مثلما صرح به.